منظمة أميركية طالبت بنقلهم إلى غوام أو الكويت ثم الولايات المتحدة
دعوة أوباما لترحيل 100 ألف عراقي عملوا مع القوات الأميركية

أسامة مهدي من لندن: على غرار ما قامت به أستراليا وبريطانيا وبولندا والدنمارك فقد دعت منظمة اميركية إدارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما إلى تنظيم رحلات جوية عاجلة لنقل حوالى 100 ألف عراقي عملوا مع القوات الأميركية والمؤسسات غير الحكومية الأخرى إلى إحدى القواعد العسكرية الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الأطلسي أو في الكويت لحين ترحيلهم إلى الولايات المتحدة... في وقت يعتزم أوباما الاجتماع مع كبار قيادات الجيش الأربعاء المقبل بعد يوم من توليه الرئاسة رسميًا لمناقشة الحرب بالعراق في اطار إلتزامه بوعود حملته الانتخابية التي رفع خلالها شعار سحب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهرًا.

وقالت ناتلي أوندايك التي اشتركت مع باحث آخر في اعداد تقرير عن اوضاع المتعاقدين مع القوات الاميركية في العراق وخاصة المترجمين والاعلاميين والمهندسين ومقدمي الخدمات في القواعد الاميركية اصدرته منظمة Center For American Progress يدعو إدارة الرئيس المنتخب أوباما إلى مد يد المساعدة للعراقيين المرتبطين بالولايات المتحدة بصورة عاجلة بسبب ما يتعرض له هؤلاء العراقيون من تهديد على يد الجماعات المسلحة والميليشيات التي تعدهم quot;خونةquot;.. قالت ان الآلاف من هؤلاء قد تركوا بيوتهم ونزحوا إلى أماكن أخرى داخل العراق أو انتشروا في الدول المجاورة للعراق.

وأضافت أوندايك أن البحث الذي قامت به مع زميلها براين كاتوليس أثبت وجود ما بين 30 إلى 100 ألف عراقي مرتبط بالولايات المتحدة من خلال العمل كمترجمين مع القوات الأميركية أو المؤسسات الحكومية الأخرى فضلاً عن المؤسسات غير الحكومية ومنها وسائل الإعلام الأميركية، مشيرة إلى عدم كفاية البرنامجين الحاليين الخاصين بتسفير هؤلاء العراقيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهما برنامج quot;فيزا المهاجر الخاصquot; الذي سيتم بموجبه قبول 20 ألفًا منهم نهاية عام 2012 وبرنامج منح اللجوء الاعتيادي.

إلا أن أوندايك أشارت في حديث مع quot;راديوquot; سوا اليوم إلى أن هذين البرنامجين غير قادرين على استيعاب الأعداد الهائلة لهؤلاء العراقيين خصوصًا في ضوء التهديدات التي يتلقونها وبطء إجراءات تسفير المقبولين منهم إلى الولايات المتحدة وفق البرنامجين المذكورين والتي يمكن أن تستغرق من بضعة أشهر إلى سنتين. وأضافت أوندايك أن الحملة الجوية المقترحة والمسماة بـ quot;عملية توفير الملجأ الآمن-عراق 2009quot; أخذت في الإعتبار معاناة هؤلاء العراقيين الذين ينتظرون السفر في أوضاع أمنية ومعيشية صعبة مشددة على ضرورة أن ينتبه أصحاب القرار في واشنطن إلى خطورة تركهم من دون مساعدة. وطالبت بدمج قضية إخلاء العراقيين المرتبطين بالولايات المتحدة مع خطط سحب القوات الأميركية من العراق كي لا يُقال quot;إن أميركا تخلت عمن وقف بجانبها في العراقquot;.

معروف ان الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية التي وقعها البلدان في الثالث عشر من الشهر الماضي تنص على رحيل اخر اميركي من العراق بنهاية عام 2011 لكن اوباما كان قد وعد باخراج الجنود الاميركيين من العراق خلال 16 شهرًا من توليه للرئاسة غدًا. ويعتزم أوباما الاجتماع مع كبار قيادات الجيش الأربعاء المقبل بعد يوم من توليه الرئاسة رسمياً الثلاثاء لمناقشة الحرب على العراق. واشار مصدر في الطاقم الانتقالي أن هذه الخطوة تأتي في سياق التزام أوباما بوعود حملته الانتخابية التي رفع خلالها شعار سحب كافة القوات الأميركية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهراً. ويأتي اجتماع أوباما برؤساء هيئة الأركان وكبار القيادات العسكرية الأربعاء في أول يوم من بدء ولايته الرئاسية بهدف بعث إشارة لأنصاره بأنه رغم تركيزه على الأزمة الاقتصادية الطاحنة إلا أن العراق ما زال في سلم اولوياته.

وأوضحت أوندايك أن التقرير استشهد بما قامت به المملكة المتحدة وبولندا والدنمارك عندما قامت هذه الدول بإخلاء العراقيين الذين عملوا معهم في العراق إلى أراضيها بعمليات اتسمت بالسرعة والحرفية، من خلال توفير رحلات جوية سريعة. واشار تقرير المنظمة الى ان واشنطن لديها سوابق في تنفيذ عمليات إخلاء باعتماد رحلات جوية سريعة عندما أخلت نحو 100 ألف فيتنامي عام 1975، ونحو 29 ألف من الكوسوفيين من ألبانيا عام 1999، ونحو 6700 عراقي أغلبهم من الأكراد عام 1996 إلى جزيرة غوام الأميركية في المحيط الأطلسي.

وأكدت أوندايك أن التقرير شدد على أن يقوم الرئيس أوباما بتعيين منسق خاص لجهود إخلاء العراقيين في البيت الأبيض، لمتابعة شؤون اللاجئين العراقيين والإشراف على تنفيذ عملية نقلهم جوًا إلى الولايات المتحدة الأميركية وأن يأمر المؤسسات الحكومية المختلفة بتنظيم قائمة موحدة بأسماء العراقيين الذين سيتم إخلاؤهم. وأعربت عن أملها في أن يساعد صدور التقرير في إثارة اهتمام الرأي العام الأميركي بمعاناة آلاف العراقيين الذين عملوا مع الولايات المتحدة في العراق ولفت انتباه مستشاري الرئيس اوباما أيضًا مشيرة إلى إمكانية تنفيذ حملة الإخلاء الجوية من الناحية المادية على أن تستمر لنحو سنة أو أكثر لحين إكمال نقل كل العراقيين المؤهلين إلى دخول الولايات المتحدة الأميركية.