طلال سلامة من روما: انه وقت التضامن والتقدير! هذه خطوة فالتر فلتروني، زعيم المعارضة، تجاه أنتونيو ي بياترو، رئيس حزب quot;قيم ايطالياquot;، ويبدو أن الخطوة إنسانية ولا معنى سياسياً مفتوحاً لها أو على الأقل يمكن التجرؤ على القول إنها quot;مشفرةquot;. في أي حال، وبعد سلسلة من التجاذبات تم إدراج نجل أنتونيو دي بياترو في قائمة المتورطين بالتلاعب بالمناقصات في مدينة quot;نابوليquot; جنوب ايطاليا. بمعنى آخر، طالت يد القضاء نجل من كان جزءا لا يتجزأ من أنسجتها، أي المدعي العام السابق أنتونيو دي بياترو الذي نجح في كشف النقاب عن أحد أكبر آليات الرشوة في تسعينات القرن الماضي. ويعبر فلتروني عن تضامنه مع دي بياترو عن طريق التأكيد على أن الجليد السياسي بين الحزبين غير موجود. فالتباين السياسي بينهما كان قائماً منذ سنوات عدة. مع ذلك، لم تكن هناك ردود فعل مسجلة من دي بياترو ربما لأنه فهم رسالة فلتروني الإنسانية.

من جانبه يواصل حزب برلسكوني أي quot;قوة ايطالياquot; غرز الخنجر أكثر فأكثر في عمق جروح أنتونيو دي بياترو العائلية، التي لم تلتئم بعد. لسنين طويلة، زاول دي بياترو مهمة quot;السفاحquot; القضائي المتعطش الى تحقيق العدالة مهما كانت الظروف. هاهي العدالة تطال منزله لتنتزع نجله وتضعه في قفص الاتهام. فلم لا يهتم دي بياترو في تنظيف السجلات العدلية لأفراد أسرته قبل أن يتجرأ على إزعاج العديد من المسؤولين السياسيين رفيعي المستوى، وعلى رأسهم برلسكوني؟

ويبدو أن دي بياترو غرق مع نجله في قضايا أكبر منهما بكثير. فهناك من يؤمن بأن عملية quot;التلفيقquot; التي وقع ضحيتها نجل هذا الزعيم السياسي ليست إلا انتقاماً من الأخير أعدته له بعض الجهات اليمينية في القضاء التي عمدت الى تسجيل جميع المكالمات الخاصة بمناقصات مدينة quot;نابوليquot; الخدماتية قبل غربلتها ووضع نجل دي بياترو في قفص الاتهام، عمداً.

مع ذلك، يصر أنتونيو دي بياترو على أن تمضي التحريات القضائية في دربها. وبما أنه خبير بها، يتخوف بعض المراقبين من أن يتمكن دي بياترو، في حال إثبات التهم بحق نجله، من المرواغة والاحتيال لا سيما ان كان هو بدوره ضالعاً بصورة غير مباشرة بالتحكم بهكذا مناقصات، من بعد.