أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي مضت فيه ثماني سنوات عجاف على حرب الرئيس الأميركي جورج بوش التي سبق وأن أعلنها على الإرهاب دون أن ينجح في تحقيق سوى القليل من أهدافها، وخرج أمام العالم خالي الوفاض من حملته quot;البطوليةquot; التي لم تجن بلاده من ورائها سوى التعاسة وزيادة المديونيات وارتفاع حالة الاحتقان الشعبي لدى الأميركيين أنفسهم قبل باقي شعوب الأرض نتيجة سياساته الفاشلة، يبدو أن طريقة القضاء على التنظيمات التي حاولت الولايات المتحدة جاهدة ً للتخلص منها في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وعلى رأسها تنظيم القاعدة لن تتم بالاستراتيجيات العسكرية الاستخباراتية المتبعة الآن، بعد أن ظهر حليف قوى جديد للغرب في حملته القمعية ضد ما يسميه بالحرب على الإرهاب ، ألا وهو مرض الطاعون القاتل.

فقد كشفت صحيفة quot;الصنquot; البريطانية الشعبية في عددها الصادر اليوم الاثنين عن أن 40 شخصا على الأقل من المتعصبين المنتمين لتنظيم القاعدة قد لاقوا حتفهم مؤخرا ، بعد أن أصيبوا بمرض الطاعون القاتل الذي اجتاح القارة الأوروبية في العصور الوسطى. وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا شديدا من قبل العاملين في قسم مكافحة الإرهاب ببريطانيا، معتبرين أن هذا المرض اللعين الذي يلقب بـ quot;الموت الأسود quot; قد بات أجدد حلفائهم في الحرب على الإرهاب.

وكشفت الصحيفة النقاب عن أن فيروس هذا المرض القاتل اجتاح العناصر المسلحة التي تتدرب في أحد المعسكرات الموجودة بالغابة في الجزائر، بشمال إفريقيا. وأشارت إلى أن الكشف عن هذا الأمر الخطير قد خرج إلى النور بعد أن عثرت قوات الأمن الجزائرية هناك على جثة مصابة بالمرض اللعين على أحد جانبي الطريق. وبعد إجراء بعض التحريات، تبين أن هذه الجثة هي لأحد الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أكبر وأقوى تنظيم للقاعدة خارج منطقة الشرق الأوسط، وهو التنظيم الذي يقوم بتدريب المقاتلين المسلمين من أجل قتل القوات البريطانية والأميركية.

وأضافت الصحيفة أن قادة القاعدة يخشون الآن من انتقال مرض الطاعون إلى باقي الخلايا الإرهابية ndash; أو إلى مقاتلي طالبان في أفغانستان. وصرح مصدر أمني للصحيفة قائلا ً :quot; يعد ذلك المرض السلاح الأكثر فتكا حتى الآن في الحرب على الإرهاب. فكثير من الإرهابيين لا يمتلكون الإمدادات الطبية الأساسية الضرورية لمعالجة المرض. خاصة ً وأنه ينتشر بشكل سريع ويتسبب في قتل الأشخاص في غضون ساعات قليلة. وهو ما سيعمل في حقيقة الأمر على إثارة قلق القاعدة quot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المرض يأتي في عدة أشكال. فهناك الطاعون الدبلي الذي ينتشر عن طريق لدغات براغيث الفئران المصابة. ومن أشهر أعراضه الشعور بحالة من الغليان في الفخذ والرقبة والإبطين. وفي الطاعون الرئوي، ينتشر البكتيريا المحمولة في الهواء مثل نزلات البرد. وقد تظل بداخل جسم الإنسان لمدة تزيد عن أسبوع، وهو نوع معدي بشدة لكن ليس لديه أعراضا منذرة. وقالت الصحيفة أن المرض بدأ ينتشر بين عناصر القاعدة في المخابئ الكهفية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ولاية تيزي وزو، التي تقع على بعد 150 كلم شرق العاصمة الجزائر. وقد اضطرت تلك الجماعة التي يقودها القائد الإرهابي المطلوب عبد الملك درودكال لتحويل مخابئها في غابات ياكورين إلى مقابر جماعية ثم لاذوا بالفرار.

وأوضحت الصحيفة أن المتشددين المؤيدين لأسامة بن لادن انتقلوا إلى ولايتي بجاية وجيجل ndash; على أمل ألا ينتقل المرض القاتل معهم. وكشف مصدر للصحيفة بقوله :quot; يخشى أمراء التنظيم من أن يستسلم الإرهابيون الذين لا زالوا على قيد الحياة ويلوذون بالفرار خشية الإصابة بهذا المرض القاتل quot;. ويزعم درودكال أنه يقود نحو ألف عنصر مسلح. كما أن له معسكرات للتدريب في كل من المغرب وتونس ونيجيريا.