أوباما بين ميراث بوش وإختبار الوفاء بالوعود
لا تغيير في ثوابت السياسة الخارجية والأولوية للإقتصاد الداخلي

المقالات الإفتتاحية في صحف العالم تهاجم بوش للمرة الأخيرة

العالم يترقب تنصيب أوباما على عرش أميركا

سماء واشنطن تشتعل اليوم بفرحة تنصيب اوباما

دعوة أوباما إلى ترحيل 100 ألف عراقي عملوا مع القوات الأميركية

مروة كريدية ndash; ايلاف: ثقيلٌ هو الحمل الذي خلّفه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش، ومع إنتهاء اليوم تُسدل الستارة عن حقبة يمكن وصفها بالأعنف والأسوء في تاريخ دولةٍ حاولت إدارة المحافظين الجدد من خلالها أن تتزعمّ العالم مستخدمة شتّى الوسائل الإقتصادية والسياسية والديبلوماسية والعسكرية .

وفيما تتوجه أنظار محللي وسياسيي الشرق الأوسط نحو مشاريع ووعود باراك أوباما تجاه المنطقة والإستراتيجية التي سينتهجها والقرارات التي سيتخذها، فإن الداخل الأميركي لا يبدو مهتمًا بسياسية بلاده الخارجية بقدر إهتمامه بالأزمة الإقتصادية وتداعياتها، وعودة quot;أبنائهquot; من حروبٍ لا يرى الكثيرون فيها ناقة لهم ولا جمل ، فيما القراءات الاعلامية الأميركية تركز على رمزية العهد الديمقراطي الجديد، معتبرة أن أوباما شَكّل quot;رمزية تاريخيةquot; quot;لتوحيد الهوية العرقية وتغييرها وأن ذلك سيغير من نظرة البيض للسود والعكس كما ذكرت الواشنطن بوست في تقرير لها نشر أمس، في حين أظهر استفتاءً اجرته محطة quot;السي ان انquot; ان 62 في المئة ممن شملهم الاستفتاء علقوا آمالهم وثقتهم بالرئيس الجديد في ما يتعلق بالإفراج عن أموال خطَّة الإنقاذ quot;.

إذن يدخل باراك أوباما اليوم البيت الأبيض وعيون الأميركيين تتجه نحو النهوض بهم من أزمتهم الاقتصادية وهم يطمحون من خلاله الى تحقيق اكبر قدر من الأمن والرفاهية لحياتهم ؛ في حين أنّ عيون ابناء المنطقة العربية وقادتهم تترقب بحذر موقفه من ملفات تُعدّ الأعقد بالنسبة لهم وأهمها الملف العراقي والملف الاسرائيلي الفلسطيني وما بعد الحرب على غزة ، فسلسلة القمم العربية والدولية المتعاقبة وضعت عملية quot;السلام quot; برمتها موضع استفهام ، في وقت آثر فيه أوباما التزام الصمت الأمر الذي دفع البعض الى اعتبار ان بداية ولايته quot;غير موفقة quot; فيما علقّ بعضهم الآخر عليه الآمال رغم شكّه الواضح في إمكانية تغيير سياسة شهدت تاريخًا حافلا من الحروب في ظل تحكم اللوبيات في عملية صنع القرار بعد أن ضاقت الدول العربية ذرعا بالسياسات الأميركية طيلة أعوامٍ ثمان عجافٍ .

أوباما على خطى كلينتون

سيد زهران الكاتب السياسي اعتبر ان التحدي الأبرز لأوباما سيكون عبر رفضه لـ quot;ديبلوماسية التضليل quot; التي إحترفتها إدارة بوش وأدمنتها عارضًا لجوقة المحافظين الجدد مشيرا الى ان منظمتين اميركيتين هما quot; المركز من أجل السلامة العامةquot; و quot;الصندوق من أجل صحافة مستقلة quot; قد رصدتا 935 تصريحًا كاذبًا لادارة بوش ومعاونيه في الفترة بين 2001 و2003 وقال: quot;خطورة الاختبار الذي يواجه أوباما أنه سيحدد مساره السياسي ويرسم خريطة طريقه في الإدارة والحكم كأول رئيس من أصول إفريقية. وفي حديثه لإيلاف قال: quot;بمقاربة نسبية ممكن لأوباما ان يحدث تغييرًا في الشكل لكن في ثوابت السياسية الخارجية لن يغير شيئًا quot; مضيفًا quot;أن أجندته ستكون غارقة بالشأن الداخلي والأزمة المالية ومحاولته للخروج من حالة الانهيار واصلاح الخلل الاقتصادي لأنه لو فشل في ان ينتشل الطبقة الوسط من الفقر الذي يتهددها فمن الاستحالة في يجدد لولاية ثانية quot;.

ويؤكد زهران الى أن هامش حركة أوباما في السياسة الخارجية سيكون ضئيلا ومن المتوقع ان يتراجع عن كل تصريحاته ، مستشهدًا بموقف أوباما من إيران حيث قطع على نفسه عهدا لتسوية كافة الخلافات مع ايران غير انه تراجع فيما بعد ليؤكد انه ملتزم بالثوابت الاميركية تجاه ايران، ويعتبر زهران ان موقف اوباما تجلى في أحداث غزة حيث انه quot; لم يصدر تصريحًا واحدًا يدين عدوان اسرائيل في غزة quot;. ويختم سيد زهران لايلاف بالقول :quot; الاصلاح سيكون شكليًّا لا جذري ومن المتوقع ان ينهج أوباما نفس اسلوب بيل كلينتون أي خطابات لكن من دون افعال .. أوباما أمام إختبار حقيقي للوفاء بوعوده quot;

أما سليمان الهتلان الكاتب السياسي والاعلامي فقد قال لإيلاف أنquot; أوباما وان كان متحمّسًا للتغيير لكنه لن يتجاوز الحدود العليا التي تحكمها المصالح لا العواطف quot;. ويرى الهتلان أن القمة العربية الاخيرة أثبتت الى ان الازمة الفلسطينية مشكلة quot;عربية ndash; عربية quot; معتبرًا ان فترة أوباما ستكون شبيهة بحقبة كلينتون في مجال المناورة من أجل إيجاد quot; حل مقبول من الطرفين quot;.

من جهة أخرى يؤكد الهتلان أن quot; دعوات الاصلاح في العالم العربي ستجد صدى مع الديموقراطيين لان الخبرة التاريخية أظهرت أنهم اقرب واكثر صدقًا والتزامًا تجاه المبادئ العادلة quot;. أخيرا يكاد يجمع المثقفون العرب على أن أوباما لن يغيير الكثير من سياسات بلاده الخارجية بل سيلتزم بثوابت الإدارة الاميركية وديبلوماسيتها فيما سيكون الهم الإقتصادي هو أولى أوليات إهتمامه وهو المحور الاساس الذي ان نجح في حلّه فإنه سيضمن له التجديد لولاية ثانية .