نهى احمد من سان خوسيه: لم يهلل الكوبيون او يقيموا حفلات بمناسبة تسلم الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الرئاسة بل ما يهمهم هو نوع السياسة التي سوف يتبعها حيال بلادهم، خاصة وان اوباما تحدث خلال الحملات الانتخابية عن تغيير في سياسته الكوبية.

لذا يعتقد الكثير من المحللين السياسيين في اميركا الجنوبية كما في كوبا ان الرئيس الجديد وكما يبدو يريد احداث تغيير غير واضح المعالم، لكن ما هو مؤكد ان وزيرة الخارجية هيلاري كلنتن وعدت المهاجرين الكوبيين في اميركا بالتخفيف من قيود السفر الى كوبا، فهذا ما قالته عندما اسند اليها المنصب الوزاري ، حتى انها سوف تزيل الحواجز امام تحويل الكوبيين في الولايات المتحدة اموالا الى كوبا، وهذه الخطوة كانت بمباركة وموافقة الرئيس اوباما.

ومع ان الصف السياسي الاول في كوبا لم يعط اي موقف حيال تسلم الرئيس الجديد لكن مصادر في الحزب الرسمي تقول ان الرئيس راوول كاسترو ينظر بحذر الى اوباما لانه لا يتوقع ان يرفع الحظر الاقتصادي بالكامل عن بلاده، واذا ما فعل ذلك فسيكون مقابل شروط منها اعطاء حرية الحركة للمنشقين السياسيين واطلاق سراح من في السجون، وكوبا تعتبر هذا الامر من الشؤون الداخلية.

ويعتبر الكوبيون الاميركيون قرار اوباما وعزمه الغاء القيود عليهم نوع من التغيير في السياسة الاميركية، فالرئيس السابق بوش ظل طوال حكمه يتبع سياسة قاسية حيال تعاملهم مع الوطن الاصلي.

كما انزعج الكوبيون في الداخل لان بوش شجع في رسالته الوداعية المنشقين في الداخل على العمل ضد نظام كاسترو ومقاومته، ويمكنهم كما قال الاعتماد على مساندة الولايات المتحدة اذا ما اصبحت كوبا نظاما ديمقراطيا، فالقيادة في هافانا دكتاتورية مخيفة ولم ير مثلها في العالم.

بدوره يأمل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا من اوباما رفع الحصار الاقتصادي عن كوبا، في نفس الوقت يتمنى فتح صفحة جديدة بين الحكومة الجديدة وكل بلدان اميركا الجنوبية وتحسين العلاقات على الصعيد الاقتصادي والامني وان يكون التعامل الند للند.

وقد تكون المكسيك اسرع بلد في اميركا الجنوبية الذي بدأ اتصالات مع فريق عمل الرئيس اوباما قبل تسلمه منصب الرئاسة رسميا، وتأمل الحكومة المكسيكية ان تاتي المساعدة سريعة من واشنطن لدعم ما يسمى بخطة ماريدا وتنص على تعاون البلدين لمكافحة تجارة المخدرات وجرائمها . فالى الان دعمت واشنطن المكسيك بالملايين وتود ان يتواصل هذا الدعم.

كما ان النقطة المهمة بالنسبة للمكسيك ايضا الهجرة غير الشرعية وتأمل ان يجد الاتفاق الذي وضعت مسودته مع حكومة جورج بوش ولم يتم الالتزام به كليا، ان تعمل حكومة اوباما على تحقيقه، فهناك اكثر من مليوني مكسيكي في الولايات المتحدة يعيشون منذ سنوات بشكل غير قانوني ويجب حل وضعهم، لكن من اجل الحد من الهجرة من المكسيك بنت الولايات المتحدة جدارا لمنع التسلل.

وعلى الرغم من ان طرد بوليفا للسفير الاميركي لم يمض عليه وقتا طويلا بسبب سياسة واشنطن واسرائيل في قطاع غزة ، لكن سمع في اوساطها السياسية لهجة تفاؤل حذر وامل بتحسين التعاون بين لاباس وواشنطن ووضع نهاية للانانية الاميركية حسب وصف الرئيس ايفو موراليس.
ورحب اوغو تشافيس الرئيس الفنزويلي الذي تعتبره الولايات المتحدة عدوها الاكبر في اميركا الجنوبية، رحب بتسلم اوباما منصب الرئاسة ويرى في حكمه افقا جديدا.

ويامل تشافيس بناء علاقة جديدة مع واشنطن والتعامل على نفس المستوى وابرام اتفاقيات بين البلدين لصالح الشعبين.

وارسلت كولومبيا الذي حصل رئيسها البارو على وسام من الرئيس السابق بوش ويعتبره صديقه، ارسلت التهاني الى واشنطن بمناسية تسلم اوباما الرئاسة، ويأمل رئيسها بدوره ان تتعمق العلاقات بين البلدين ويتواصل التعاون خاصة في مجال محاربة تجارة المخدرات.

لكن وبعكس الجميع سمعت في الاكوادور ومن رئيسها كوريا نبرة متحفظة وحذر من التفاؤل الشديد بالرئاسة الجديدة، وقال امس ان اوباما لا يمثل اي تغير جذري في السياسة الاميركية. ويحلم كوريا ان تعيش بلدان اميركا الجنوبية يوما من دون مشاكل وقلق، بغض النظر عن من يجلس في البيت الابيض.