أسامة مهدي من لندن : اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان المحاصصة الطائفية والحزبية قد دمرت العراق وقال ان المرحلة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية ستشكل حكومة وبرلمانا بعيدين عن المحاصصة وشدد على رفض عملية بيهع وشراء الاصوات واصفا ذلك بأنه بيع للوطنية وللضميروالارادة .

واضاف المالكي خلال كلمة في رجال عشائر ووجهاء محافظة النجف (160 كم جنوب بغداد)
اليوم ان اصرار العراقيين على الحفاظ على وحدة بلدهم دفعهم لمحاربة الارهاب الذي اراد تمزيق البلاد والقضاء عليه . واضاف ان انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في 31 من الشهر الحالي ستفرز مجالس جديدة في ظروف عراقية جديدة داعيا المواطنين الى المشاركة فيها بشكل واسع . وقال ان نقص الخدمات لايجب ان يدفع المواطنين الى العزوف عن المشاركة وانما يجب ان يكون دافعا لانتخاب المخلصين القادرين على تقديم هذه الخدمات وتلبية متطلبات المواطنين .

وشدد على رفض عمليات بيع وشراء الاصوات واصفا ذلك بانه بيع للضمير وللارادة وللوطنية اضافة الى ان الاموال المستخدمة في ذلك سحت حرام . وقال ان المشاركة الواسعة في الانتخابات ستساعد على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات وتقديم الافضل للعراقيين من احتياجات يومية ضرورية . واكد انه ستتم معاقبة اي فرد من ابناء القوات الامنية ينحاز لمرشح او قائمة انتخابية على حساب الاخرين معتبرا ذلك خيانة يجب ان يحاسب مرتكبها .

واضاف المالكي ان القوائم الانتخابية مطالبة بان تضع مصالح الوطن فوق مصالحها الحزبية والطائفية وان يكون مرشحوها مستعدون للتضحية من اجل الوطن . وشدد بالقول ان المحاصصة دمرت البلاد مؤكدا رفضه لان يكون للمسؤول حصة في الوطن اقل من صته الطائفية والحزبية . واشار الى ان المرحلة التي ستعقب الانتخابات العامة التي ستجري اواخر العام الحالي ستدخل البلاد في مرحلة جديدة بعيدة عن تشكيل الحكومة ومجلس النواب وفقا للمحاصصات الطائفية والحزبية . واوضح ان الانتخابات سترسم صورة العراق الجديد الذي سيتجاوز المرحلة المؤقتة الحالية .

واشار المالكي الى اهمية بناء الحكومة الاتحادية المركزية القوية مشيرا الى ان هذا لايعني وقف تشكيل الاقاليم ومجالس المحافظات لكنه اكد الى ضرورة تعاون الطرفين من اجل الصالح العام لانه بغياب ذلك ستحصل ثغرة يستغلها الاعداء للتأثير على مسيرة البلاد كما قال .

يذكر ان انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي ستجرى في 31 من الشهر الحالي في 14 محافظة عراقية عدا محافظة كركوك المتنازع عليها ومحافظات اقليم كردستان الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك . ويشارك في الانتخابات 15 مليون عراقي فيما يتنافس فيها 401 كيانا سياسيا بينها 11 للاقليات اضافة الى 36 ائتلافا سياسيا لاختيار 440 عضوا في مجالس المحافظات من بين حوالي 15 الف مرشح .