الرمادي: هبوا ضد تنظيم القاعدة واجتثوا المهاجمين الانتحاريين وجلبوا امنا نسبيا الى غرب العراق والآن يريد شيوخ العرب السنة بمحافظة الأنبار تحمل المسؤولية عنها عبر صناديق الاقتراع.
وقال الشيخ عامر علي السليمان وهو يجلس اسفل صورة لابنه المبتسم الذي قتله مسلحو القاعدة قبل عامين انه ينتظر على احر من الجمر الترشح لمقعد في انتخابات المحافظات في 31 يناير كانون الثاني بعدما قاطع الانتخابات السابقة في يناير كانون الثاني عام 2005 .
وقال الشيخ العشائري السني في الرمادي عاصمة المحافظة الصحراوية الشاسعة التي تحد السعودية والاردن وسوريا quot;نحن مصممون على المشاركة في الانتخابات المقبلة لتعويض ما فاتنا في الانتخابات الماضيةquot; وحث الناس على التصويت هذه المرة.
وتزينت المتاجر والمنازل والجدران الواقية من التفجيرات في الرمادي والفلوجة اكبر مدينتين في المحافظة بملصقات وشعارات انتخابية في تناقض صارخ مع الانتخابات السابقة عندما لم يجرؤ سياسي واحد على القيام بحملة انتخابية بشكل علني خشية التعرض للهجوم.
ولم يشارك العرب السنة الذين يشكلون اغلب السكان في الانبار في الانتخابات السابقة التي وقعت بعد اشهر من هجومين مدميرن للجيش الاميركي على الفلوجة قتل فيهما المئات كما حولا اجزاء كثيرة منها الى انقاض.
واضطرت الحكومة المركزية الى تعيين مستشارين محليين معظمهم متحالف مع الحزب الاسلامي العراقي اكبر تكتل للعرب السنة في البرلمان. وسرعان ما سيطرت القاعدة على المحافظة بعد ذلك.
لكن الفضل يرجع جزئيا في طرد تنظيم القاعدة الى تحالف شيوخ عشائر محليين مثل السليمان مع الجيش الاميركي ضد القاعدة. ويأمل الشيوخ ان يكافأوا الان في الانتخابات على حساب الحزب الاسلامي العراقي.
وقال الشيخ حميد الهايس لرويترز quot;هدفنا هو الانتقام من الحزب الاسلامي وطرده من محافظة الانبار... سنقاتلهم بكل ما عندنا من قوة.quot;
ويقول محللون انه فرصتهم جيدة في الترشح.
وقال توبي دودج المتخصص في شؤون العراق بالمعهد الدولي للدراسات الدولية بلندن quot;الافتراض الصحيح هو ان الحزب الاسلامي العراقي سيمحى من الأنبار.quot;
وستوزع انتخابات المحافظات التي ستجرى في 14 من محافظات العراق الثمانية عشرة 440 مقعدا في انحاء البلاد على مجالس ستنتخب من يشغل منصب المحافظ.
كما تمخصت مقاطعة السنة للانتخابات السابقة عن سيطرة الاكراد على محافظة نينوى في الشمال حتى رغم انهم لا يشكلون سوى ربع السكان هناك وعن ادارة الشيعة لمحافظة ديالى على حساب السنة.
ولا تزال المنطقتان بين اكثر مناطق العراق اضطرابا.
ويأمل مسؤولون ان يعمل تصويت هذا الشهر على احداث مصالحة بين العرب السنة الذين كانوا مهيمنين في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبقية الطوائف في البلاد خاصة الاغلبية الشيعية. لكن زيادة التوترات داخل صفوف السنة في الانبار ربما تؤجج من جديد اراقة الدماء هناك.
وقال دودج quot;العداء والاحتقار المتبادل يسهل تصورهquot; واي اشارة على تزوير في الاصوات قد تؤدي الى quot;عدم استقرار شديدquot; هناك.
واكتسب الشيوخ وكثير منهم مسلحون سابقون ثروة ومكانة جديدين عندما شكلوا مجالس الصحوة بمساندة اميركية لقتال القاعدة.
وكثير منهم مسؤولون عن الاف المقاتلين الذين كان الجيش الاميركي يدفع لهم مبالغ نقدية من خلال الشيوخ.
ويريدون استغلال هذا النفوذ الان لشغل 41 مقعدا للانبار التي شغل 18 منها اعضاء من الحزب الاسلامي العراقي فيما استحوذ على معظم المقاعد المتبقية ساسة متحالفون معهم.
ورغم التوقعات بزيادة الاغتيالات في العراق مع اقتراب الانتخابات فقد تراجع العنف نسبيا. وقتل اثنان من 14431 مرشحا في انحاء البلاد وهما ليسا من الانبار. وقتل مهاجم انتحاري زعيم حزب اسلامي في الشمال.
وتوقع الزعيم العشائري الكبير بالانبار الشيخ احمد ابو ريشة فوزا كبيرا لتحالف صحوة العراق والمستقلين الوطني.
واضاف quot;الحزب الاسلامي ومحافظ الانبار اخفقوا بشكل كبير في ادارة المحافظة وفي توفير الخدمات للناس في المحافظة... لكن لا تفصلنا سوى ايام عن الانتخابات وسننتزع المحافظة منهم.quot;
ويقول قادة الحزب الاسلامي العراقي ان هذا تفكير قائم على التمني.
وقال عثمان الكبيسي نائب رئيس فرع الحزب الاسلامي العراقي بالفلوجة quot;ليست لديهم (شيوخ العشائر) القدرة على القيادة.. هم يفتقرون الى الخبرة والى التنظيم في الادارة.quot; واعرب عن ثقته في فوز الحزب.
ويتحدث كثير من الناخبين بشكل جيد عن الشيوخ والامن الذي أعادوه هم ومسلحوهم الى الشوارع.
وقال ياسين جاسم وهو معلم يبلغ من العمر 44 عاما quot;هؤلاء اناس وطنيون وشرفاء.quot;