بنك إسرائيل يعلن 2009 عام ركود اقتصادي في إسرائيل
الصحف الإسرائيلية: الفساد يطال ليبرمان وقادة حزبه
ايناس مريح من حيفا:
يبدو أن فيض الفضائح لا يتوقف في الحكومة الإسرائيلية، وفيض الجنائيات التي يتهم بها نواب في الكنيست الإسرائيلي هو زخم، فمع الضغوطات التي تعيشها إسرائيل بسبب التهم التي قد يوجهها المجتمع الدولي ضد ضباط من الجيش الإسرائيلي، وبسبب الإعلان عن نواب اسرائيلين بأنهم مطلوبون ومن ضمنهم رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزيرة الخارجية ووزير الدفاع، تضاف اليوم فضيحة جديدة على قائمة الفضائح الإسرئلية فبعد فضيحة أولمرت المتعلقة بالرشاوى، ها هو حزب quot;يسرائيل بيتينوquot; الذي يترأسه افيدور ليبرمان المعروف بآرائه المتطرفة ضد العرب يتورط هو ومجموعة من كبار العاملين في الحزب بحيث تم إيقافهم والتحقيق معهم بشبهة التورط بقضايا رشاوى وتبيض أموال، الأمر الذي قد يهدد حزب quot;يسرائيل بيتنوquot; في الانتخابات الإسرائيلية التي ستكون خلال الأيام القريبة.

فقد ركزت الصحف الإسرائيلية على الفضيحة القادمة ضد ليبرمان ومجموعة من كبار العاملين في حزبه مثل المستشار الإستراتيجي وقائد الحملة الانتخابية الذي تم إيقافه من قبل الشرطة الإسرائيلية فيما عقب ليبرمان على التحقيقquot; بأنه معتاد على التحقيقات قبل الانتخاباتquot;.

فقد ورد في صحيفة يديعوت أحرنوت: quot;قامت الوحدة المركزية لتحقيقات الاحتيال والاختلاس بتأخير التحقيق مع ابنة ليبرمان والمدير العام لحزب quot;يسرائيل بيتينوquot; ميخال ليبرمان، والمحامي الخاص بحزب quot;يسرائيل بيتينوquot; يوئاف ميني والذي يعمل أيضًا المستشار القضائي للحزب، ورئيس المقر السياسي التابع للحزب شارون شالوم، وأربعة أقارب لليبرمان آخرين، في حين تفيد مصادر من الشرطة الإسرالئية بأنهم يملكون أدلة قاطعة ضد عضو الكنيست افيدور ليبرمان بقيامه بتبيض أموال وتلقيه رشاوىquot;. وأضافت يديعوت احرنوت بأنquot; المستشار القضائي كان قد فرض استمرار التحقيق في القضية حتى في فترة الانتخاباتquot;.

أما عن تفاصيل قضية ليبرمان، تشير يديعوت أحرنوت بأنها quot; بدأت عام 2005 عندما أقام ليبرمان شركةquot; مسار إلى الشرقquot; هذه الشركة التي عملت لمدة سنة ومن ثم انتقلت إلى يوسف شولدنير رئيس الجالية اليهودية في بلجيكا، وبعد أن توفي شولدنير قبل ثلاث سنوات، تسلم الشركة ابنه العيزر، إلا أنه ووفقا لأدلة تملكها الشرطة الإسرائيلية فإن ليبرمان واصل العمل في الشركة والتي تم استغلالها لتحويل أموال له ولحزبه quot;يسرائيل بيتينوquot;، وبالأحرى تلقى أموال من رجال الأعمال ميخائيل شارنوي ومارتن شلاف، وقد تم استغلال الأموال لشؤون الحزب quot;يسرائيل بيتينوquot;، في الفترة نفسهاشغل ليبرمان وزير المواصلات ووزير البنى التحتية، فيما تشتبه الشرطة بأن ليبرمان قام باستغلال الأموال التي تم تحويلها من رجال الأعمال للحملات الانتخابية. ووفقًا للوثائق والمستندات التي يمتلكها القاضي شموئيل باروخ من المحكمة اللوائية في تل أبيب أكد بأنه يمتلك معلومات ومواد وشهادات تثبت جنائية ليبرمانquot;.

وعلى ضوء هذه القضية ذكرت يديعوت احرنوت بأن quot;الشرطة الإسرائيلية قامت بالأمس بإيقاف سبعة أشخاص متورطين في هذه القضية وتدعي الشرطة بأن المحامي ميني اهتم بالدفاع قضائيًا عن ليبرمان كذلك تمرير الأموال بوساطة أشخاص آخرين، المستشار الإستراتيجي شارون شالوم متورط أيضًا بإدارته للشركةquot; مسار نحو الشرقquot; وبتحويل الأموال، وكذلك تورط اندي بينيو وهو طبيب اسنان في مهنته إلا انه تم استخدامه كمدير عام شركة quot;مسار نحو الشرقquot; ويشتبه بأنه نفذ ما طلب منه ليبرمان، كما وتم التحقق أمس مع أقارب ليبرمان موريس نيسان اليعزر شولدنير، ميخال ليبرمان ودافيد شالوم والد شارون شالوم. وتم تمديد فترة إيقاف المحامي ميني لخمسة أيام أخرى وتمديد فترة اعتقال شارون شالوم وبيوانزي لأربعة أيام، أما الباقون تم تحريرهم للاعتقال المنزلي. من بين الموقفين الإستراتيجي الرئيسلانتخابات quot;يسرائيل بيتنوquot; شالرون شالوم وهو الذي يدير الحملة الانتخابية لليبرلمان وهو المسؤول عن إستراتجية الحزب كذلك تم اعتقال والد هدافيد شالومquot;.

يذكر بأن افيدور ليبرمان قام كعادته بالتحريض ضد شخصيات فلسطينية وكان هذه المرة التحريض ضد الصحافي زهير اندراوس مدير عام صحيفة مع الحدث في الداخل الفلسطيني، وذلك من خلال نشر مقالة تابعة لأندراوس على الموقع الرسمي التابع للحزب كان قد نشره مؤخرًا في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية. وتحت عنوان ما هو الثمن الذي يريد أن يدفعه أعداء إسرائيل من الداخل، كتب موقع الحزب أنّ المقال الذي نشره أندراوس في (يديعوت أحرونوت) يثير بعض الأسئلة، واقتبس الموقع عددًا من فقرات المقال، منها على سبيل الذكر لا الحصر، أنّ أندراوس كتب في المقال المذكور أنّ مظاهرات التضامن التي نظمها العرب في مناطق الـ48 هي أقل ما يمكن أن نعمله، نحن فلسطينيو الداخل، مع إخوتنا في غزة، ونحن نسأل: وما هو الشيء الكبير الذي يبدي اندراوس استعداده لدفعه؟ تساءل الموقع. وزاد الموقع قائلاً إنّ أندراوس كتب في المقال نفسه: نحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين نعيش في إسرائيل، من واجبنا القومي أن نتضامن بكل أعضاء جسمنا مع أهلنا في غزة، ونحن على استعداد لدفع الثمن. ويرد الموقع على هذه التصريحات بالقول: ما هو الثمن الحقيقي الذي تريد يا أندراوس أن تدفعه؟ ويقول الموقع: حزب quot;إسرائيل بيتناquot; سيعمل على سنّ قانون المواطنة في الكنيست الإسرائيلي، وحسب القانون الجديد، فإنّ منح الجنسية الإسرائيلية تكون مشروطة بأن يوقّع طالبها على وثيقة ولاء أساسية للدولة العبرية وقيمها، وإذا كان زهير أندراوس، يؤيد أعداء إسرائيل، فإنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمتع بالحقوق التي تمنحها الدولة لمواطنيها، وبالتالي فإنّ شعار الحزب، أكد الموقع: بدون الولاء للدولة العبرية، لا تُمنح الجنسية الإسرائيلية.

تعليمات جديدة للجنود الإسرائيليين في ارض المعركة وفي حالة التعرض للاختطاف
شدد الجيش الإسرائيلي من تعليماته بالنسبة لجنوده الذين شاركوا في الحرب على قطاع غزة في حال تم اختطفاهم، وقد أوصى قادة الجيش الإسرائيلي جنوده quot; بأنه لا نريد جيلعاد شاليط ثانيquot;، وفي حال تعرض أحد الجنود للاختطاف فعليه أن يتخذ كل الأساليب ضد الخاطفين وضد السيارة التي تقله، ولو وصل الأمر تفجير القنابل التي يمتلكها بنفسه وبالخاطفينquot;. ورد في صحيفة يديعوت أحرنوت.

وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت فإنه quot; كان من الممكن أن تنتهي quot;حرب الرصاص المسكوبquot; بشكل مغاير عن النهاية الحالية بالنسبة للجانب الإسرائيلي ذلك في حال تم تنفيذ سيناريو الرعب الذي خاف منه الكثير من الإسرائيليين وهو قيام حركة حماس باختطاف جنود اسرائليين، إلا أنه اتضح لاحقًا بأن قادة الجيش الإسرائيلي شددوا على التعليمات المتعلقة في كيفية مواجهة خاطفين، بحيث أمر الجيش الإسرائيلي جنوده بأن يواجهوا حالات الاختطاف بكل الطرق المتوفرة ولو تكلف الأمر إطلاق نار على الخاطفين أو على السيارة التي تخطفه، ويفيد أحد الضباط الإسرائيليين بأن التعليمات العسكرية في الحرب على غزة تغيرت بحيث كانت التعليمات في السابق ملاحقة سيارة التي تقل الجندي المخطوف مع الخاطفين لتحرير الجندي، إلا أنه هذه المرة كانت التعليمات واضحةquot; لا يخطف أي جندي بأي ثمنquot;.

فيما نقل ضابط إسرائيلي آخر لصحيفة يديعوت أحرنوت قائلا:quot; قمت بتوجيه الجنود في كتيبتي بأن يواجهوا أية محاولة اختطاف، حتى لا يقعوا في الأسر ولو كلفهم الأمر حياتهمquot;. وأضافت يديعوت أحرنوت نقلا عن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي تسجيل صوتي لأحد الضباط الإسرائيليين ورد فيه:quot; السلاح الذي يريده حماس هو اختطاف جنود اسرائليين، لذا لن يتم اختطاف أية جندي من كتيبة 51 مهما كلف الثمن، حتى ولو وصل الأمر تفجير القنابل بين المجموعة التي تختطفهquot;.
فيما ورد مقال لتسابي رجب والد الجندي الذي أسره حزب الله الدر رجب عام 2006، ورد له مقال في صحيفة يديعوت أحرنوت يعارض التعليمات التي أصدرها الجيش الإسرائيلي وورد في المقال:quot; أبدا لا يمكن الموافقة على وضعية تسمح بأن يطلق الجيش الإسرائيلي النيران على جنوده حتى لو كان بأيدي خاطفين، الأمر واضح بأنه وخلال الحرب من الممكن أن يتعرض الجنود لحالات اختطاف، فالحرب ليست لعبة بسيطة، فمن الممكن أن تتطور الحرب وتحصل المفاجئات، وبهذا على الجيش الإسرائيلي منع أي محاولة اختطاف جنود لكن في حال وقعت عملية اختطاف لا يمكن السماح لقوات الجيش بإطلاق نار على الجندي المخطوف كي يفشلوا عملية الاختطاف، فليس أقسى من أن نجد أب ثكل لفقدانه ابنه الجندي توفي في الحرب، يجب أن يكون أمل لدى الجندي الأسير ولدى عائلته بأنه سيعود من الأسر معافى ويخطو للأمام. بكل بساطة اشعر بقشعريرة في جسدي فقط لسماع إمكانية أن يتلقى جنود الجيش الإسرائيلي تعليمات تفيد بإطلاق نار على جنوده حتى لو وقعوا في أيدي الخاطفين، فأنا أبدا لا اقبل مثل هذه الأوامرquot;.

عام 2009 هو عام الركود الاقتصادي في إسرائيل
تنضم إسرائيل إلى العديد من دول العالم فبعد سنوات من النمو الاقتصادي أعلن بالأمس بنك إسرائيل عن عام 2009 بأنه عام quot;ركود اقتصاديquot;، بحيث دخل السوق الإسرائيلي لحالة ركود اقتصادي وليس لحالة أزمة اقتصادية، الأمر الذي يعني بأن الحكومة لن تعلن إفلاسها، ولن يكون هناك تخوف من عدم تحقيق استقرار اقتصادي، إلا أن المشكلة البالغة التي ستواجهها إسرائيل هي البطالة، وفي بنك إسرائيل يفيدون بأنه سيتم الخروج من مأزق البطالة ما بين فترة الستة أشهر والتسعة أشهر.
وفقًا لتقرير ورد في يديعوت أحرنوت فقد أفاد بنك إسرائيل بأنه quot;ليس من المتوقع أن يكون توسيع نطاق في الاقتصاد الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يقل القطاع العملي من كميات الإنتاج بنسبة 1%، في حين سيضاعف القطاع الجماهيري من كميات الإنتاج 1.5%، في حين سيتقلص اقتصاد أميركا لهذا العام حتى 3% حسب التوقعات الجيدة، و5% وفقًا للتوقعات الصعبة، وسترتفع نسبة البطالة لـ 10%quot;.

وأضافت يديعوت: quot;يذكر بأن القطاعين اللذان سيسوقان الاقتصاد الإسرائيلي للأسفل هما التصديرات التي ستقل بنسبة 2.4% (لا يشمل المجوهرات) والاستثمارات التي ستقل بنسبة 6%، الانخفاض بالتصديرات هو بسبب الأزمة العامية، كذلك من المتوقع أن تقل نسبة الاستيراد، ويتوقع بنك إسرائيل تجميد في سوق العمل، فلن تزداد أماكن العمل، وسترتفع نسبة البطالة من 6% اليوم إلى 7.5% خلال عام 2009quot;. وبهذا أشِارت صحيفة يديعوت إلى أهمية العمل لتقليص ظاهرة العمال الأجانب في إسرائيل. وأضافت بأن الأشهر القادمة ستكون من أصعب الأشهر الاقتصادية على إسرائيل وأكثرها إيلامًا.