تساؤلات حول مدى قدرة ميتشل على تحقيق مهمته الجديدة
بيرس للإسرائيليين: لا تخافوا من ميتشل

ميتشل يقر مبدأ الألم يصنع الأمل

توقع وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط الأربعاء المقبل

السناتور جورج ميتشل: لا حل لأزمة الشرق الاوسط إلا بتنازلات مؤلمة ...

خلف خلف من رام الله: لم يكن غبار المعارك في قطاع غزة قد سكن بعد، حتى دخلت منطقة الشرق الأوسط حراكًا سياسيًا مكثفًا، ترافق مع تنصيب باراك أوباما رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة الأميركية، والذي بدوره قام بتعيين السياسي المجرب جورج ميتشل مبعوثًا إلى الشرق الأوسط، كمحاولة لإحلال السلام في هذه المنطقة المشتعلة منذ عقود عدة، هذا القرار الأميركي استقبله جانب من الفلسطينيين بالترحيب، وفي المقابل لمس في صحف إسرائيل تخوفًا وتوجسًا تصاحبه العديد من التساؤلات حول مدى قدرة ميتشل على تحقيق مهمته الجديدة، ليكرر بذلك تجربته في إيرلندا.

توجس إسرائيل من المبعوث الأميركي الجديد للشرق الأوسط والذي سيصل للمنطقة بعد يومين فقط، يرجع لعدة أسباب، أولها: مواقف ميتشل السابقة من المستوطنات وضرورة تجميدها تحرج تل أبيب، كذلك تجربة إسرائيل التاريخية مع هذا السياسي ليست جيدة، ويضاف لذلك أن بعض الإسرائيليين يتخوفون من فرض أوباما تسوية في حال فشلت جميع المساعي الدبلوماسية في تحقيق ذلك.

أيضًا التخوف لمس في إسرائيل بشكل واضح بعد الكلمات التي قالها جورج ميتشل في خطابه الذي القاه بتاريخ 22/1/2007، في احتفال عقد في وزارة الخارجية الأميركية: quot;لا توجد نزاعات ليس لها حل. النزاعات يخلقها بنو البشر، وبنو البشر يمكنهم ان يحلوهاquot;، قال ميتشل. وأضاف بأن quot;السلام والاستقرار في الشرق الاوسط هو مصلحة الولايات المتحدة وكذا مصلحة الشعوب الذين يعيشون هناكquot;.

الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس الذي يصفه البعض بـquot;الثعلبquot;، حاول تلطيف الأجواء في بلاده، وشدد في كافة تصريحاته لوسائل الإعلام على أن ميتشل يحمل رسالة للسلام، وقال بيرس: quot;يتعين على اسرائيل ان ترحب بالمبعوث الرئيس الاميركي الخاص جورج ميتشل. معتبرًا ان ميتشل يمثل سياسة تهدف الى احلال السلام وان هناك ثمنا يجب دفعه مقابل السلام. حسب بيرس.

ورأى الرئيس بيرس في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة أن هناك تطابقًا في الطموحات الاسرائيلية والاميركية وعليه ليس هناك ما يدعو واشنطن الى الضغط على اسرائيل. كما نقلت صحيفة quot;إسرائيل اليومquot; في عددها الصادر اليوم الأثنين عن بيرس تعقيبه على تعيين ميتشل: quot;انا أرى فيه مبعوثا لشيء جيد ndash; مبعوث لسياسة نحن ايضا معهاquot;.

والى ذلك تطرق المرشحون الثلاثة لرئاسة الوزراء في إسرائيل لإمكانية أن يكونوا هم الذين سيتنافسون حيال الادارة الاميركية الجديدة في المسألة الفلسطينية. إذ قال رئيس الليكود بنيامين نتنياهو أمس: quot;أنا أعرف الادارة الاميركية جيدًا. إذا انتخبت سأعمل ايضًا مع براك اوباما لتقديم المصالح المشتركة لاسرائيل والولايات المتحدة من أجل امن واقتصاد اسرائيلquot;.وتأتي تصريحات نتنياهو في محاولة لإزالة المخاوف في إسرائيل والتي مردها يرجع إلى خشية الجمهور من تدهور العلاقات بين تل أبيب وواشنطن في حال نجح الليكود في الانتخابات وقام بتشكيل حكومة برئاسته.

بدورها، سارعت رئيسة كديما، تسيبي لفني، لكسب الأوراق من نتنياهو، وعزفت على الوتر الذي يخيف الإسرائيليين، محذرة من ان quot;وقف المسيرة السياسية (اذا ما انتخب نتنياهو ndash; ش. ص) سيؤدي الى الصدام مع الولايات المتحدة والى موجة خطط سياسية اخرى. الخيار الذي تقول فيه اسرائيل لا ndash; سيؤدي على الفور الى خطط بالعربية، بالانكليزية وبالفرنسية والامر سيؤدي الى صدام مع الادارة الاميركية الجديدةquot;.

زعيم حزب العمل، ووزير الدفاع إيخود باراك هو الاخر تطرق الى الموضوع في بداية جلسة الحكومة يوم أمس، فقال: quot;انا اعرف جيدا قادة الادارة الاميركية منذ 15 سنة. لدينا مصالح ومزايا اخلاقية مشتركةquot;. وجميع هذه التصريحات تدخل في إطار الحملة الإنتخابية المستعرة في إسرائيل وبخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، مع العلم أن إسرائيل أوقفت حملاتها الانتخابية جميعها أثناء حربها على قطاع غزة، ورصد اصطفاف جميع الاحزاب خلف الحكومة وقراراتها المتعلقة بمحاربة الفلسطينيين.