اعتدال سلامه من برلين: وقع خلاف بين وزير الخارجية والمرشح للمستشارية الاشتراكي فرانك فلتر شتيانيماير ووزيرة العدل بريجيته سوبرس من نفس الحزب بسبب مصير معتقلي غوانتانامو بعد قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما باغلاقه. فوزير الخارجية عرض قبول عدد منهم في المانيا، خاصة من المجموعة الاسلامية اويغورين المحظورة في الصين بعد تفحص ملفاتهم، وتحديد التهم الموجهة اليهم ومدى خطورتها، بينما بنت الوزيرة جدارا منيعا ضدهم. فحسب قولها من يضمن لالمانيا ان الذين سوف يطلق سراحهم لن يمارسوا اي عمل ارهابي بعد ذلك، كانتقام لسنوات السجن في المعتقل. مع ذلك لم يحدد الوزير شتاينماير عدد المعتقلين الذين يريد ان يقبلهم في المانيا.

الا ان احد المعتقلين العرب وهو الموريتاني محمد ولد صلاحي قد يستفيد من قول وزير الداخلية الالماني فولفغانغ شوبليه يوم امس احتمال قبول معتقلين من غوانتاناموا عاشوا في المانيا.
اذ ان محمد عاش 12 سنة في المانيا، وهو من ال245 معتقلا متبقيا في غوانتانامو، ووجهت اليه عدة تهم ارهابية.

ويبلغ ولد صلاحي من العمر 38 سنة ولد في موريتانيا وجاء الى المانيا عام 1988 ودرس في جامعة دوسبورغ التقنية الالكترونية، وعندما انتهى عام 2000عاد مع زوجته الى بلاده، لكن القي القبض عليه عام 2002 وسلم الى الولايات المتحدة، ورقمه في المعتقل الان 760. وعندما ارسلت المانيا الى معتقل غوانتانامو عناصر للمخابرات السرية عام 2002 للتحقيق مع التركي كورناس الذي سجن في نفس المعتقل واتضح فيما بعد انه برئ ،حققت نفس العناصر السرية مع الموريتاني ولد صلاحي دون معرفة السبب.

وتتهمه السلطات الامنية الالمانية بانه كان امام احد المساجد في دوسبورغ ومحرضا للجهاد المقدس حتى عام 1997 وكان على علاقة مع مخططي عملية ا لحادي عشر من ايلول في هامبورغ ، حتى انه اقنعهم بالذهاب الى افغانستان بدلا من الشيشان، للتخطيط للعملية مع تنظيم القاعدة. كما تتهمه المخابرات السرية الاميركية انه خطط لعملية ارهابية في مطار لوس انجلوس عام 2000 الا انها فشلت.

وتعتقد مصادر امنية المانية ان الموريتاني قد اعترف خلال اعتقاله في غوانتانامو بالكثير من التهم واعطى ايضا معلومات عن رفاق له وهذا منحه وضعية خاصة في المعتقل ، فهو يملك جهاز كمبيوتر وتلفاز في زنزانته.

الا ان شقيقه الاصغر جاهدي الذي يعيش في مدينة دوسلدورف لا يعتقد بوجود امل لعودة محمد الى المانيا لانه لم يوضع على رأس قائمة المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو التي قد يدرسها وزير الخارجية شتاينماير نهاية هذا الاسبوع لان الاولوية ستكون لمعتقلي مجموعة اويغورين التي ثبت براءة افرادها من تهمة الارهاب من اجل منحهم لجوءا سياسيا في المانيا، كما اكدت سيلفيا رويس محامية محمد ان موكلها مستعد للعودة الى بلاده الا انها لا تعرف مدى استعداد حكومة موريتانيا لاستقباله.