الياس توما من براغ : دعارئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي اليوم دول الشرق الأوسط إلى التعاون فيما بينها مشددا على أن الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية لن يحل من دون هذا التعاون وتعاون اللاعبين العالميين الكبار مثل الولايات المتحدة الاميركية والمنظمات الدولية كمجموعة الثمانية أو دول الجامعة العربية.

ورأى انه لا توجد أي قوى خارجية قادرة خلال فترة ستة اشهر على حل الأوضاع في غزة معترفا بان الرئاسة التشيكية للاتحاد لا تمتلك مثل هذا الطموح .

وأكد أن تجارب المنظمات الدولية وأيضا كل دولة بغض النظر عن تركيبتها أو حجمها قد أثبتت أن الاتحاد الأوربي يمكن له المساهمة بقدر محدود فقط في الحفاظ على الهدنة الغضة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانه لوقف اللجوء إلى السلاح يتوجب الاتفاق على ذلك بين الطرفين المتنازعين بشكل رئيسي.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يمكن له في حال عدم إطلاق المجموعات الإسلامية المسلحة صواريخ على إسرائيل وبدون قيام إسرائيل برد انتقامي عبر عمليات عسكرية أن يساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة .

وأشار إلى أن الاتحاد يعتبر المساهم المالي الأكبر منذ فترة طويلة ولكن من الواضح أن الاستقرار في المنطقة يتطلب تعاون دول الشرق الأوسط بشكل رئيسي .

وأكد أن هذه الرسالة هي التي ستنقلها البعثات الدبلوماسية المشتركة للرئاسة التشيكية والمفوضية الأوروبية إلى دول الشرق الأوسط وان تشيكيا تسعى الآن لان يتم الاستمرار في ذلك أيضا من خلال الرئاسة السويدية للاتحاد التي ستبدأ بعد تشيكيا أي في النصف الثاني من العام الحالي .

ويلاحظ مراقبون في براغ أن تصريح توبولانيك هذا يعكس استمرار النهج الذي تتبنيه الدبلوماسية التشيكية منذ عدة سنوات والذي ينظر إلى الشرق الأوسط بعيون إسرائيلية أكثر منها أوروبية أو موضوعية إذ انه بدلا من أن يدعو إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية والى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي العربية فانه يختصر الصراع القائم بصواريخ حماس والرد الإسرائيلي ولا يدخل إلى جوهر الموضوع .

وتأخذ بعض الأوساط العربية في براغ على تصريحات العديد من المسؤولين التشيك تكرار القول بان مسالة حقوق الإنسان في العالم هي أولوية بالنسبة لهم استنادا إلى تجربتهم السيئة أثناء الحقبة الشيوعية فيما لا يتم العمل بهذا الأمر عندما ترتكب إسرائيل انتهاكات خطيرة ليس بحق أشخاص من الفلسطينيين وإنما بحق مئات الآلاف منهم الأمر الذي يشير إلى ازدواجية المعايير التي تطبقها براغ.