رام الله: أكد المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الاوسط السيناتور جورج ميتشل اليوم الخميس التزام إدارة الرئيس باراك اوباما بتحقيق حل الدولتين، مجددا تأكيده على اهمية ان يكون وقف اطلاق النار دائما ومستقرا، في وقت أيّد فيه دور السلطة الفلسطينية على المعابر في قطاع غزة بعد ان اشار الى أن وقف تهريب السلاح يتطلب السماح بدخول البضائع المشروعة إلى القطاع. وكان الرئيس عباس استقبل ميتشل في مقر الرئاسة في رام الله وخرج الأخير بعد اللقاء ليلقي بيانا مقتضبا قال فيه إنه أجرى مناقشات معمقة مع الرئيس عباس.
وقال quot; فكما نعلم جميعا فان الرئيس اوباما قد عبر عن قلق الولايات المتحدة العميق لفقدان الارواح الفلسطينية والاحتياجات الانسانية في غزة وقد كررت هذا القلق نيابة عن الرئيس اوباما الى الرئيس عباس quot;، وأضاف quot; من المهم التوصل الى وقف إطلاق نار مستمر ونحن نشجّع الجهود المستمرة quot;في هذا الصدد.
وتابع quot;كي ننجح في منع تهريب السلاح الى غزة ينبغي أن تكون هناك آلية تسمح بتدفق السلع المشروعة وينبغي أن يكون ذلك بمشاركة السلطة الفلسطينية، الرئيس اوباما اكد ايضا على التزامنا لمستقبل افضل لجميع الفلسطينيين الذين يتوقون لدولة مستقلة يمكن العيش فيها والسلام المستقر والمستمر في المنطقة والولايات المتحدة الاميركية تلتزم بتحقيق هذا الهدف، تحقيق دولتين مستقلتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام واستقرار وبأمنquot;.
وتفرض اسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة قائلة انها تهدف من هذا إلى منع حصول حركة حماس، المسيطرة على القطاع، على الأسلحة. واضاف أن الادارة الاميركية الجديدة ستعمل في سبيل التوصل الى quot;سلام دائمquot; في الشرق الاوسط وانها متمسكة بتسوية على أساس دولتين، اسرائيل وفلسطين، quot;تعيشان في سلام وامنquot;.
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عقب اللقاء، quot;إن الرئيس الفلسطيني شرح للمسؤول الأميركي على مدى تسعين دقيقة الوضع في عملية السلام منذ أنابوليس مطالبا الإدارة الأميركية بالمساعدة في مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة ووقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية ورفع الحصار والإغلاقquot;.
وأشار إلى أن ميتشل أكد انه عائد إلى المنطقة، حيث قال عريقات quot;السيناتور ميتشل قال انه ينوي العودة إلى المنطقة وانه ينوي القيام بكل جهد ممكن لتحقيق سلام، وقال إنهم سيبذلون كل جهد ممكن لمواجهة الكارثة الإنسانية في قطاع غزةquot;.
وتابع عريقات quot;استمع السيناتور ميتشل طوال الوقت لما قاله الرئيس ابو مازن في عدة مسائل، المسألة الاولى وهي وجوب مساعدتنا في مواجهة الكارثة الانسانية الحاصلة في قطاع غزة، وثانيا مساعدة الاشقاء في مصر لتنفيذ مبادرتهم ككل لا يتجزأ وبما يشمل تثبيت تهدئة تتزامن مع فتح المعابر ورفع الحصار واعادة الاعمار، ومن ثم اكد الرئيس حرصه الشديد على المصالحة الوطنية للتوصل الى حكومة وحدة وطنية تنهض بمواجهة التحديات الناشئة امام الشعب الفلسطيني وخاصة ما يتعلق بقطاع غزة سواء اكان رفع الحصار او فتح المعابر واعادة الاعمارquot;.
وأردف عريقات quot;قال الرئيس إن تقرير ميتشل عام 2001 شكل أساسا لخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية وللكثير من قرارات الشرعية الدولية وخاصة ما يتعلق بوقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي ووقف فرض الحقائق على
الأرضquot;. ونوه عريقات بأن الرئيس عباس أبلغ المبعوث الأميركي quot;أن هدف الحرب العدوانية على قطاع غزة كان فصل الضفة الغربية عن القطاع حتى يصار إلى عذر إسرائيلي يقول لميتشل ولغيره من الذين يطالبون بإنهاء الاحتلال انه كيف يمكن لإسرائيل ان تقوم بذلك والانقسام مستمر، هذا امر خطر يجب مواجهتهquot;، على حد وصفه.
ويأتي هذا اللقاء بين عباس وميتشل بعد يوم من محادثات اجراها ميتشل مع القادة الاسرائيليين في القدس في اطار اول جولة يقوم بها الى المنطقة. ولا ينوي المبعوث الاميركي الالتقاء بممثلين عن حركة حماس المسيطرة على غزة. وكان ميتشل قال إنه يريد تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية في غزة. وكان ميتشل قد اجتمع في وقت سابق برئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، وقال إنه من الضروري جدا تمديد العمل بقراري وقف اطلاق النار اللذين اعلنا في الاسبوع الماضي عقب الهجوم الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة والذي دام 22 يوما.
وأكد ميتشل ان جولته الحالية في المنطقة، والتي بدأها بعد اقل من اسبوع واحد على تولي الادارة الاميركية الجديدة مقاليد الحكم في واشنطن، تثبت التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام في المنطقة. كما اكد المبعوث الاميركي التزام واشنطن بالسعي نحو تحقيق حل الدولتين.
ويريد الفلسطينيون أن يروا هذه الكلمات تترجم الى افعال بعد سنوات طويلة من المفاوضات، ويريدون على وجه الخصوص ان تتوقف اسرائيل عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية وان تكف عن شن الهجمات على قطاع غزة.
وقلة في المنطقة يتوقعون ان يحصل اي تغيير في الوضع عما قريب، خصوصا في ظل الانقسام الفلسطيني المستمر والانتخابات الاسرائيلية القريبة.يذكر أن ميتشل وهو سيناتور أميركي سابق لسنوات عدة ومن المخضرمين في شؤون السياسة الخارجية ، سبق له أن رأس بعثة تقصي حقائق دولية تم تشكيلها عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000 ، وقد أصدرت البعثة ما عرف quot;بتقرير ميتشلquot; أوائل عام 2001 .