سواء كان المرشح المقبل للرئاسة في العام 2011 الرئيس حسني مبارك او نجله جمال، تنشط المعارضة المصرية بحثا عن شخصية ذات ثقل لمواجهتهما وتأمل في اقناع محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، بخوض المعركة.

القاهرة: من شأن ترشيح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى الإنتخابات الرئاسية المصرية عام 2011 ان يفتح افاقا كبيرة امام المعارضة المصرية في مواجهة الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم الذي يهيمن على السلطة في البلاد.

لكن هذه الامال تصطدم بعقبات عدة اهمها تحفظ رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية نفسه.

واكتسب البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام في 2005، شهرة دولية بسبب تصديه للحجج الاميركية بشأن وجود برنامج نووي عراقي لتبرير الحرب على بغداد في 2003، وهي حجج تبين في ما بعد ان لا اساس لها.

كما ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيترك منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل طرف رئيسي في المعالجة الدولية للملف النووي الايراني.

ويعمل اعضاء من الجيل الجديد في حزب الوفد الليبرالي على ضم البرادعي الى الهيئة العليا للحزب ليصبح ترشيحه لرئاسة الجمهورية بعد عامين ممكنا.

فموجب تعديل دستوري ادخل في 2005، يتعين على اي شخص يرغب في ترشيح نفسه للرئاسة ان يكون عضوا لمدة عام على الاقل في هيئة قيادية لاحد الاحزاب الرسمية التي مضى على تأسيسها خمس سنوات على الاقل.

اما اذا كان المرشح للرئاسة مستقلا فيتعين عليه الحصول على تأييد 250 عضوا منتخبا في المجالس التمثيلية من بينهم 65 عضوا على الاقل في مجلس الشعب و25 عضوا على الاقل في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) و14 عضوا في مجالس المحافظات.

ويعد الطريق الثاني للترشيح مستحيلا بالنظر الى سيطرة الحزب الحاكم شبه الكاملة على هذه المجالس.

ويقول محمد صلاح الشيخ احد ممثلي جيل الشباب في حزب الوفد quot;شكلنا +لجنة شعبية لتأييد البرادعي+ وسنعمل داخل الحزب من اجل حشد الدعم لانتخابه عضوا في الهيئة العليا للحزبquot;.

ويضيف الشيخ وهو منسق هذه اللجنة quot;نعتقد ان بامكاننا حشد المصريين وتأمين التفافهم حول البرادعي فهو شخصية دولية وهو مقبول من الاسلاميين واليساريين والليبراليينquot;.

ويضيف الناشط البالغ من العمر 39 عاما والذي يعتبر نفسه احد ممثلي الجيل الجديد من الحركة الليبرالية في مصر quot;لسنا دعاة تغيير غير مأمون ومصر تمر بلحظة تاريخية هامةquot;.

ويتابع quot;نريد قائدا لفترة رئاسية وحيدة يتولي خلالها مهمة واحدة وهي أن يؤسس لدستور جديد يضع حدا اقصى لمدة الراسة في مصر ويكفل فصلا حقيقيا للسلطات واستقلالا حقيقيا للسلطة القضائيةquot;.

ويقول quot;نريد رئيسا يرسي دولة قانون وينهي الفساد والاستبداد ولكننا نريد ان نتسامح مع الماضي وان نطوي صفحته ولا نريد تعليق المشانق لاحدquot;.

واكد رئيس الحزب الوفد محمود اباظة ان quot;شبابا في الحزب اقترحوا بالفعل خلال احد الاجتماعات ضم البرادعي للهيئة العليا من اجل ان يتمكن من ترشيح نفسه للرئاسةquot;.

غير ان اباظة لم يبد حماسا كبيرا اذ اضاف ان quot;الحديث عن الانتخابات الرئاسية مازال مبكرا جدا فينبغي ان يقرر الحزب اولا ما اذا كان سيخوض الانتخابات ام سيقاطعهاquot;.

اما حركة كفاية التي اشتهرت في 2005 من خلال سلسلة من التظاهرات غير المسبوقة المطالبة برحيل الرئيس مبارك (81 اما) عن السلطة، فانها تحاول كذلك quot;ولكن من دون نتيجة حتى الانquot; اقناع البرادعي بالترشح للرئاسة، وفق قيادي فيها طلب عدم ذكر اسمه.

وقال المكتب الصحافي لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا ان البرادعي (67 عاما) لا يريد الاجابة على اي اسئلة بشأن هذا الموضوع.

واكدت الصحف المصرية ان البرادعي قال لمحاوريه من نشطاء المعارضة quot;ابحثوا عن مرشح اخر اكثر شباباquot;.

ورغم ان الصحف المصرية المستقلة والمعارضة لا تكف عن الحديث عن quot;توريث الحكمquot; لجمال مبارك فان الرئيس ونجله يبقيان على غموض نواياهما.

وسيكمل حسني مبارك 30 عاما في السلطة عند نهاية ولايته الخامسة في 2011.

ويكتفي جمال مبارك (44 عاما) عادة بالرد على الاسئلة عن احتمال خلافته لوالده بالقول quot;انه سؤال افتراضيquot;.