بدت ردة فعل الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم إيجابيّة إزاء الإفراج عن الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية، ومن ثم ابعاده عن مدينة القدس لمدة ثلاثين يومًا بعد اعتقاله لفترة وجيزة بتهمة الحض على العنف في القدس إثر المواجهات الاخيرة في المدينة المقدسة. بالتزامن فقد طالبت الولايات المتحدة الدولة العبرية بالعمل على تعزيز سلطة الرئيس محمود عباس على أثر قضية تقرير غولدستون، الذي تم تأجيل مناقشته في الأمم المتحدة. كما شهد جبل المكبر اليوم وضع حجر الأساس لحي يهودي جديد شرقي القدس على الرغم من الاضطرابات الأخيرة.

تل أبيب: احتفت الصحف الإسرائيلية، صباح الأربعاء بقرار محكمة الصلح في القدس، بإبعاد الشيخ رائد صلاح ونائبه كمال خطيب، عن مدينة القدس لمدة ثلاثين يومًا على الأقل، وإن كانت أبدت خيبة أمل من قرار المحكمة الإسرائيلية، بعدم تمديد اعتقال صلاح، والإفراج عنه. وخصّصت الصحف الإسرائيلية اليوم معظم مقالات كتباها ومحلليها لرسم صورة بروفيل عن الشيخ رائد صلاح، بعد تصويره على مدار الأيام الأخيرة بصورة quot;عدو الشعبquot; الذي يهدد أمن إسرائيل، وينذر بإشعال القدس والمنطقة. والتقط وزير شؤون تطوير النقب والجليل، سيلفان شالوم الخيط ليقول في مقالة قصيرة في يسرائيل هيوم، إن السؤال الرئيس هو لمن السيادة في القدس، ويجيب طبعًا بأن السيادة على القدس برمتها هي السيادة الإسرائيلية ويجب العمل إعلاميًا على هذا الصعيد، معتبرًا أن على إسرائيل أن توضح بصورة لا تدع مجالاً للشك للسلطة الفلسطينية وللدول العربية أن سيادة إسرائيل على القدس ليست خاضعة للنقاش.

إلى ذلك لفتت الصحف الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل على أثر قضية تقرير غولدستون بالعمل لتعزيز سلطة الرئيس محمود عباس أبو مازن، في موازاة ذلك أوردت الصحف نبأ تقرير لجهاز المن العام الإسرائيلي quot;الشاباكquot; أشار إلى ارتفاع عدد العمليات التي نفذها فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

يديعوت أحرونوت التحريض والإبعاد

على غرار بقية الصحف الإسرائيلية اليوم، صدرت يديعوت احرونوت وهي تضع على صفحتها الأولى صورة اعتقال الشيخ رائد صلاح، تحت عنوان التحريض والطرد. وكتبت الصحيفة في نص الخبر الرئيسي تقول، إن قيادة الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام الإسرائيلي تابعوا خلال الأيام الماضية وبدقة تصريحات الشيخ رائد صلاح، وقاموا بتوثيق كل كلمة وعبارة تفوه فيها، فالشيح الذي أعطى إشارة بدء الاضطرابات في الحرم القدسي، دفع أمس ثمن التحريض وطرد من القدس.

فبعد ثلاث ساعات من اعتقاله في وادي الجوز، عاد ليصبح حرًا. وقد أطلق ابتسامات الانتصار باتجاه مؤيديه الذين انتظروه خارج مبنى محكمة الصلح في القدس. إلا أن فرحته لم تكتمل. فقد أصدر القاضي شمعون فاينبيرغ أمرا بإبعاده عن القدس لمدة ثلاثين يومًا، بعد أن اقتنع القاضي quot;بأن وجود صلاح في القدس في هذه الأيام من شأنه أن يشعل العنف من جديدquot;. مع ذلك رد قاضي المحكمة طلب الشرطة بتمديد اعتقال صلاح لمدة خمسة ايام، أو منعه من مغادرة مدينته أم الفحم لمدة ثلاثين يوما.

قرار اعتقال الشيخ المحرض، بشبهعة التحريض على التمرد لم يكن سهلا، فبعد مشاورات طويلة بين المدعي العام موشيه لادور (كان المدعي في قضية عزمي بشارة، وفي قضية صلاح نفسه) وبين المفتش العام للشرطة، الجرنال دودي كوهين، وقائد شرطة القدس، أهرون فرانكو، بعد فحص تصريحات رائد صلاح . وقالت الصحيفة في معرض تغطيتها للقرار إن وزراء في الحكومة الإسرائيلية طالبوا أمس عدم الاكتفاء باعتقال صلاح، بل بالإعلان عن الحركة الإسلامية الشمالية حركة خارجة عن القانون.

يسرائيل هيوم: سيلفان شالوم يدعو إلى العمل بحزم

نشرت يسرائيل هيوم، التي خصصت عدة مقالات لموضوع الشيخ رائد صلاح، بينها مقالة لقائد شرطة الشمال سابقا، أليك رون، الذي كان مسؤولاً عن الشرطة الإسرائيلية خلال أحداث اكتوبر 2000، وأخرى لمراسلة الجيش إبان الأحداث نفسها هداس شطايف، ولوزير تطوير الجليل والنقب، سيلفان شالوم، ولعضو الكنيست، د. احمد الطيبي. في مقالته القصيرة، قال الوزير سلفان شالوم، quot;لقد آن الأوان لنذكِر الجميع بأننا أصحاب السيادة في القدس، وفي quot;جبل الهيكلquot;. يجب أن نقوم بذلك أما السلطة الفلسطينية، وأما الحركة الإسلامية وأمام العالم أجمع. فسلطات فرض القانون في إسرائيل- المسئولة عن حماية سيادتنا، هي الآن في قلب الامتحان، ولغاية اليوم فإن علامتها هي الفشل، الفشل الذريع . على سلطات فرض لقانون( النيابة العامة والشرطة) ان توقف سيطرة السلطة الفلسطينية على القدس، وأن تعمل بموازاة ذلك بكل القوة ضد التحريض الأرعن للحركة الإسلامية، هناك أيام علينا فيها أن ننزع القفازات، وأتوقع من النيابة العامة والشرطة أن تتوقف عن التأتأةquot;.

ومضى شالوم يقول: quot;يجب إخراج الحركة الإسلامية عن القانون وحالا. يجب اعتقال قادة الجناح الشمالي للحركة الإسلامية والزج بهم خلف القضبان لسنين طويلة. وأمام السلطة الفلسطينية علينا أن نعمل بكل الحزم، فسلام فياض الذي يحاول أن يبني نفسه زعيما قوميا لا يخضع لوصاية أبو مازن والأميركيين، يتخذ مواقف متطرفة أكثر فأكثر، فأبو مازن وفيضا يتحدثان من جهة عن السلام، لكنهما يرسلان من جهة ثانية الجماهير لمواجه إسرائيل، يجب وقف هذه الازدواجيةquot;. وأنهى شالوم مقالته بالتوجه لأعضاء الكنيست العرب داعيا إياهم أن يحزموا أمرهم ويقرروا هل هم نواب في كنيست إسرائيل، أم ممثلين للمتطرفين الفلسطينيين في الكنيست؟

معاريف: وضع حجر الأساس لحي يهودي شرقي القدس

قالت صحيفة معاريف، إنه على الرغم من التوتر في القدس، وبالرغم من التخوفات في أجهزة الأمن الإسرائيلية من اتساع دائرة الاضطرابات، إلا أن نشطاء من اليمين الإسرائيلي، سيضعون اليوم، حجر الأساس لحي يهودي جديد شرقي القدس، يطل على حي جبل المكبر. وقالت الصحيفة إن حجر الأساس سيشير اليوم إلى بدء المرحلة الثانية من إقامة الحي الجديد quot;نوف متسيونquot; شرقي القدس، وسيشارك في هذه المراسم اليوم أعضاء كنيست وآلاف نشطاء اليمين.