قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جون ساورس إن تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول الحرب على غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون هو تقرير خطير ومجلس الأمن الدولي سيناقشه في ظل أجواء متوترة.

تل ابيب: قال ساورس في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن quot;التقرير يحتوي على معلومات خطيرة ويظهر منها التخوف من أنه خلال الحملة العسكرية حدثت خروقات لقوانين الحرب، والتكتيك الذي انتهجه الجانبان (أي إسرائيل وحماس) ارتد إليهما كسهم ، والنتيجة أنه ستتم مناقشة التقرير في مجلس الأمن الدولي وفي أجواء متوترةquot;. وأضاف أن quot;تقرير غولدستون يتضمن تفاصيل بالغة الجدية وعلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية التحقيق في نتائج التقريرquot;.

وأكد ساورس quot;لقد فوجئت من الطلب الفلسطيني بإرجاء البحث في التقرير (في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة)، وإنه لأمر مؤسف أن يرفض الجانبان التعاون مع اللجنة والتقرير يعكس هذه الحقيقةquot;. ونفى إمكانية تدخل حكومته لمنع اعتقال مسؤولين إسرائيليين ضالعين في الحرب على غزة بتهمة ارتكابهم جرائم حرب وشدد على أن quot;السلطة القضائية في بريطانيا مثلما هو الحال في إسرائيل هي سلطة مستقلة تماما ولا توجد إمكانية لمنع دعاوى يقدمها أشخاص عاديون ضد إسرائيليينquot;.

وأضاف أنه quot;رغم ذلك واضح أن بريطانيا تتمتع بعلاقات طبيعية مع السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذي يزورونها ولن تستخدم كدولة وسائل تمنع زياراتهم إليهاquot;. وكانت منظمات حقوق إنسان قدمت دعوى إلى محكمة بريطانية قبل أسبوعين طالبت من خلال بإصدار أمر اعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بالاستناد إلى تقرير غولدستون لكن المحكمة قررت إرجاء النظر وفي هذه الأثناء غادر باراك بريطانياز

كذلك امتنع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون عن السفر إلى بريطانيا الأسبوع الماضي بعد أن نصحه مستشارون قانونيون في وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم السفر إلى بريطانيا خوفا من اعتقاله لضلوعه في مقتل 14 مدنيا فلسطينيا خلال عملية اغتيال القيادي في حماس صلاح شحادة في غزة في العام 2002.

وقال ساورس quot;بإمكاني أن افعم سبب شعور الإسرائيليين بأن غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ضدهم، لكن ليس صائبا القول إن الأمم المتحدة كمنظمة هي معادية لإسرائيلquot;. واضاف أن quot;الدول الاقوى في الأمم المتحدة هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، وتربط جميعها علاقات جيدة مع إسرائيل وهي لن تسمح بمهاجمة إسرائيل في الأمم المتحدة بشكل يكون تأثيره فعليquot;.

وأثارت أقوال ساورس غضبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية وقالت مصادر فيها إنه quot;ينبغي أن نأمل بأن دعم سفير بريطانيا في الأمم المتحدة تقرير غولدستون لا يعكس موقف لندن الرسمي وإنما عبر عن رأيه الشخصيquot;. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوسي غال عقد اجتماعا طارئا في أعقاب أقوال ساورس وأصدر تعليمات لكبار المسؤولين في الوزارة بعدم التعقيب على اقواله.

ويتوقع أن يبحث مجلس الأمن الدولي تقرير غولدستون خلال اجتماعه الدوري لبحث قضايا الشرق الأوسط في 20 تشرين الأول/أكتوبر الحالي. وأعلنت السلطة الفلسطينية عن نيتها المطالبة بعقد اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لبحث وتبني تقرير غولدستون.