فتح: خطاب مشعل يعبر عن قرار حماس بقتل المصالحة

تضاربت التصريحات بين مسؤولي حركتي فتح وحماس حول توقيع اتفاق المصالحة بينهما لإنهاء حالة الانقسام وسط الساحة الفلسطينية، فبينما رجحت حماس التأجيل، قال مسؤولون لديها إنهم طلبوا من الجانب المصري التأجيل وإن القاهرة تفهمت ذلك، وكا قد رفض مسؤولون في السلطة وفتح التأجيل. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، إن وفد الحركة إلى القاهرة تقدَّم بطلب رسمي لتأجيل الحوار بسبب تسمُّم أجواء الحوار بفعل موقف السلطة الفلسطينية من تقرير غولدستون حول الحرب في غزة، لكن مسؤولاً في حركة فتح قال إن القيادة المصرية أبلغت المسؤولين في الحركة أنها ستعرض صيغة اتفاق مصالحة بين الفلسطينيين يجري توزيعه لتوقعه الفصائل يوم 15 من الشهر الجاري، على أن توقعها بقية الفصائل قبل يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.

دمشق، رام الله: رد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية quot;حماسquot; خالد مشعل على خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي اتهم فيه حماس بـquot;ضرب المصالحة الوطنيةquot;. وقال مشعل في خطاب في دمشق إن quot;الوقت غير مناسبquot; لاتمام صفقة مصالحة بين حركته وحركة فتح. واضاف مشعل في خطابه الذي جاء بعد خطاب عباس: quot;كان تقرير غولدستون القشة التي قصمت ظهر البعير ... لا يمكننا القبول بمزيد من الاخطاءquot;، وعن القيادة الفلسطينية قال: quot;تلك قيادة لا تستحق ثقتناquot;.

وكان مشعل يتحدث اثر لقاء جمع الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرًا لها، والتي طلبت تأجيل المصالحة الفلسطينية الى وقت لاحق بسبب ما اعتبرته الاجواء التي سببها quot;تفريط السلطة الفلسطينية بالحقوق الوطنيةquot; بطلبها تأجيل التصويت على توصيات القاضي غولدستون.

وادانت لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني موقف رئاسة السلطة الوطنية في رام الله من تقرير غولدستون وquot;استجابتها للمطالب الأميركية والإسرائيليةquot;. وقالت اللجنة في بيان الأحد بعد اجتماعها في دمشق quot;مع تأكيد الحضور على أهمية المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، إلا أنه لا بد من تأجيل المصالحة الفلسطينية إلى وقت لاحق بسبب الجريمة والفضيحة التي ارتكبتquot;.

واعتبرت حركة فتح ان خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يعبر عن قرار لدى حماس لقتل المصالحة الفلسطينية وقتل الجهود المصرية لتحقيقها. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ تعقيبًا على خطاب مشعل ان quot;خطاب مشعل تهريج سياسي ولكنه يعبر عن قرار اتخذته حماس بوأد المصالحة وقتلها وقتل الجهود المصريّة لتحقيقهاquot;.

وقال quot;هذا الخطاب هو تعطيل جديد للمصالحة من طرف حماس ولكننا نتساءل لمصلحة من هذا التعطيل؟quot; واعتبر الشيخ ان quot;خطاب مشعل انتصار لاجندات خارجية وليس انتصارًا لمصالح الشعب الفلسطيني التي كنا ننتظر حديثه عنهاquot;. وحمل الشيخ حركة حماس quot;مسؤولية فشل المصالحة والحوارquot;. وهاجم الشيخ حركة حماس وقال من quot;يتحدث عن المقاومة يوقع هدنة مع اسرائيل ومن يدعي المقاومة لماذا لا يتحدث عن آلياتها ولكننا نعذره لأنه راعى الجغرافيا التي يتواجد فيهاquot; في إشارة إلى سوريا.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إن حماس كشفت عن نيتها الحقيقية بضرب المصالحة الوطنية، في إشارة إلى اقتراحها بتأجيل موعد المصالحة الذي كان مقررًا في 26 اكتوبر/ تشرين الاول الجاري. وأضاف عباس في كلمة في رام الله quot;إن لدينا من الشجاعة أن نقول بأننا قد اخطأناquot; إذا ثبت ذلك، في إشارة إلى الملابسات التي تلت سحب تقرير غولدستون من مجلس حقوق الانسان.

وأكد عباس التزامه بقرار لجنة التحقيق حول ملابسات سحب تقرير غولدستون. واوضح الرئيس الفلسطيني أنه اوعز لسفير فلسطين في جنيف بالدعوة لاجتماع استثنائي لبحث التقرير. وقال إن حركة فتح مستعدة للحوار على الرغم مما أسماه quot;الممارسات الظلاميةquot; في غزة.

وأضاف quot;إننا نؤمن بحل الازمة عن طريق واحد هو الاحتكام إلى صناديق الاقتراعquot;. وجاءت تصريحات عباس بعد ساعات من رفض اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح اقتراح حركة حماس بتاجيل موعد المصالحة الفلسطينية الذي كان مقررًا في 26 اكتوبر/ تشرين الاول واتهام حماس بتعطيل هذه المصالحة.

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعلن الاثنين الماضي في عمان ان اتفاق المصالحة الفلسطينية سيوقع في القاهرة في 26 تشرين الاول/اكتوبر. لكن ابو الغيط قال الاحد انه quot;من المحتملquot; تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية quot;بضعة اسابيعquot; بعدما طلبت حماس ارجاءه. من جانبه، أعلن مسؤول في حركة فتح الاحد ان القيادة المصرية ابلغت المسؤولين في الحركة انها ستعرض صيغة اتفاق مصالحة بين الفلسطينيين لتوقيعها في الخامس عشر من اكتوبر/ تشرين الاول.

وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;القيادة المصرية ابلغتنا انها سترسل للفصائل الفلسطينية جميعها صيغة اتفاق مصالحة وموعدًا للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني لتوقيعها في 15 أكتوبر/تشرينالأولمن قبل فتح وحماس على ان توقعها بقية الفصائل قبل العشرين من الشهر نفسهquot;.