قدم محمد الشهواني استقالته من رئاسة جهاز المخابرات بعدما اتهم إيران بالوقوف خلف تفجيرات الأربعاء الدامي بينما اتهم نوري المالكي حزب البعث المحظور.

لندن:ذكر في بغداد اليوم ان رئيس الوزراء نوري المالكي يتولى حاليا قيادة جهاز المخابرات في بلاده بعد استقالة رئيسه السابق محمد الشهواني على خلفية خلافات حول الجهات التي نفذت تفجيرات الاربعاء الدامي في التاسع عشر من اب (أغسطس) الماضي التي اودت بحياة 82 عراقيا واصابت 1203 اخرين .

وفي حين اتهم المالكي قادة حزب البعث المحظور الذين تأويهم سوريا بالمسؤولية عن تنفيذ هذه التفجيرات فقد اتهم الشهواني ايران بالوقوف وراءها الامر الذي دفعه الى الاستقالة حيث يتخذ من عمان حاليا مقرا لاقامته . وفي اعقاب ذلك ذكرت معلومات ان طارق نجم مدير مكتب المالكي هو الذي بدأ بتولى ادارة جهاز المخابرات بينما توقعت اخرى ان يتولى وزير الدولة لشؤون الامن الوطني شروان الوائلي مهام هذا الجهاز غير ان مصادر نيابية اشارت الى ان نائب الشهواني في الجهاز الفريق زهير فاضل الغرباوي هو الذي يتولى حاليا هذه المهمة .
والغرباوي هو احد ضباط سلاح الجو العراقي من مواليد عام 1950 في مدينة الناصرية الجنوبية وتخرج من كلية القوات الجوية في سبعينات القرن الماضي وهو ابن شقيق المؤرخ شاكر الغرباوي .

وكان الغرباوي سجن في بداية ثمانينات القرن الماضي قبل انتهاء الحرب العراقية - الايرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988 ثم هرب من العراق صحبة الشهواني وعاد معه ايضاً الى البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ليشكلا جهاز المخابرات الحالي.

لكن مصدرا في الجهاز كشف اليوم ان المالكي هو من يقود الجهاز الان وقال في تصريح نقلته صحيفة (المدى) البغدادية ان اغلب ضباط الجهاز يتلقون الاوامر بشكل مباشر منه نافيا ان يكون شخص اخر يقود الجهاز . واضاف ان المالكي راجع العديد من الملفات التي تخص عمل جهاز المخابرات مؤكداً ان هناك ميلاً لديه بترشيح العميد توفيق الياسري لرئاسة الجهاز وهو من الشخصيات السياسية التي كانت معارضة للنظام السابق وعمل مستشارا في وزارة الداخلية بعد سقوط النظام . واوضح المصدر ان ادراة جهاز المخابرات ستبقى بيد المالكي حتى تشكيل الحكومة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية العامة مطلفي السادس من كانون الثاني (يناير) المقبل .

من جانبه قال القيادي في حزب الدعوة الاسلامية كمال الساعدي ان مهمة اختيار رئيس لجهاز المخابرات تحتاج الى حوار بين الكتل السياسية . واضاف ان الحكومة لم تحسم امر مرشحها لرئاسة الجهاز مشيرا الى ان هناك حديثاً عن ترشيح شخصيتين من قبل الحكومة ورفع اسميهما الى مجلس النواب لاختيار احدهما رافضا الكشف عن اسميهما . ووصف تعيين رئيس لجهاز المخابرات بالمعقد كونه سيخضع لحوارات ومفاوضات بين القوى السياسية وهو امر يتطلب وقتا.