كشفت وئائق بريطانية عن ان حاكم ايطاليا خلال الحرب العالمية الثانية بنيتو موسوليني كان عميلا لبريطانيا

إعداد لؤي محمد من لندن
: إذا كان التاريخ يذكر بنيتو موسوليني باعتباره المؤسس لحلف الشر والديكتاتور الذي حكم إيطاليا بواسطة الترهيب وارتبط بتحالف كارثي مع ألمانيا النازية، فإنه مع الكشف عن وثائق قديمة اتضح أنه كان عميلا للمخابرات البريطانية المعروفة باسم quot;الاستخبارات العسكرية 5quot; أو اختصارا: أم آي 5. وحسبما ذكرته صحيفة الغارديان اللندنية في عددها الصادر اليوم، فقد بدأ موسوليني حياته السياسية في عام 1917 بفضل ما كان يتقاضاه أسبوعيا من فرع الـ quot;آي أم 5quot; في روما حيث كان يتقاضى 100 جنيه استرليني أسبوعيا.

ووفقا للوثائق المكشوفة مؤخرا، فان موسوليني كان يحصل على المبلغ المذكور خلال الحرب العالمية الأولى لغرض مساعدة بريطانيا في استمرار بقاء إيطاليا مع الحلفاء بعد خروج روسيا من الحرب أثر نجاح ثورة أكتوبر 1917 فيها. وهذا يتأتى من خلال نشر بروباغاندا بريطانية لصالح الحرب في صحيفته. وكان موسوليني على استعداد لإرسال بعض من أنصاره إلى المظاهرات المطالبة بالسلام في ميلان لكسرها بالقوة.

وكان وراء دفع الرواتب لموسوليني رئيس شعبة quot;أم آي 5quot; في روما السير صامويل هور حيث كان تحت إمرته 100 ضابط من الاستخبارات البريطانية. وضمن هذا السياق، قال المؤرخ البريطاني بيتر مارتلاند الذي اكتشف تفاصيل هذا الاتفاق إن quot;موسوليني تسلم مبلغ 100 جنيه أسبوعيا ابتداء من خريف 1917 ولمدة لا تقل عن عام لدعم الحركة المناصرة للحربquot;.

ويبدو أن موسوليني الذي عرف عنه أنه زير نساء كان ينفق جزءا كبيرا من هذا الراتب الضخم على عشيقاته العديدات حسب اعتقاد المؤرخ البريطاني. وبعد انتهاء الحرب بدأ نجم موسوليني بالصعود، وبفضل تزوير الانتخابات والعنف الذي فرضته عصابات حزبه تمكن من الوصول إلى السلطة في منتصف العشرينات من القرن الماضي.

ولم يلتق موسوليني بمستخدمه السابق السير هور إلا في عام 1935 حيث أصبح الأخير وزيرا للخارجية البريطانية، وآنذاك وقع هور اتفاقا مع موسوليني أعطى فيه موافقته بسيطرة إيطاليا على الحبشة.