فشل البرلمان العراقي حتى الآن في الاتفاق على القانون الذي سيحدد طريقة إجراء الانتخابات القادمة الأمر الذي أثار مخاوف بخصوص احتمال تأجيلها.

واشنطن: قالت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الأميركية ان جدول الرئيس باراك أوباما الزمني لتقليص عدد القوات الأميركية في العراق العام القادم قد يتغير اذا أجلت الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في يناير كانون الثاني. ومن شأن أي تأخير في سحب القوات الأميركية من العراق ان يزيد على الجيش الأميركي صعوبة إرسال 40 الف جندي إضافي الى أفغانستان لمحاربة طالبان كما يقترح قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي هناك الجنرال ستانلي مكريستال.

ولم يتخذ أوباما قرارا بعد بشأن طلب مكريستال. وضغط أوباما شخصيا على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء لاستكمال قانون الانتخابات حتى تجرى الانتخابات كما هو مقرر في 16 يناير كانون الثاني.

ومن شأن الانتخابات أن تمثل اختبارا لا للديمقراطية الوليدة في البلاد بعد أعوام من الحروب فحسب ولكن أيضا لجدول الولايات المتحدة الزمني لإنهاء مهمتها القتالية في 31 اغسطس اب 2010. وقالت ميشيل فلورنوي مسؤولة شؤون السياسة في البنتاجون ان واشنطن تستخدم كل quot;سبل التأثير الدبلوماسية وغيرها من سبل التأثير سعيا لضمان إجراء الانتخابات في موعدها.quot;

وأضافت في إفادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان الزعماء العراقيين أمامهم quot;أسبوع آخر أو اثنانquot; لتسوية خلافاتهم حول قانون الانتخابات الجديد ولكن يمكنهم أيضا ان يلجأوا الى استخدام قانون عام 2005 quot;كملاذ أخيرquot; ويلتزموا بالموعد المحدد.

وقالت انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على وجه السرعة فسيتعين على الولايات المتحدة quot;ان تدخل في حوار مع حكومة العراق لوضع خطة عاجلة بشأن سبل تأمين الانتخابات في موعد لاحق وقد يكون لذلك تداعياتquot;. وقال النائب هاوارد مكيون كبير الاعضاء الجمهوريين في اللجنة انه يخشى ان الجدول الزمني الذي وضعه أوباما لإنسحاب لا يتيح لقائد القوات الأميركية في العراق quot;مجالا يذكر للمناورةquot; اذا أجلت الانتخابات.

وقال خلال الجلسة quot;ينبغي لعملية وضع الجدول الزمني لسحب القوات الأميركية من العراق ان تستند الى الظروف على الارض. هل لدينا خطط طواريء في حالة ما اذا تطلب الموقف الأمني تعديل الموعد النهائي المحدد باغسطس 2010... هل ما زال لذلك نفس المعنى اليوم..quot;.

وقالت فلورنوي ان خطط تقليص القوات الأميركية quot;ليست جامدةquot; وانما تسمح quot;باعادة التقييم وتغيير خططنا وفقا للتطورات على الارض اذا دعت الضرورة... اذا اقتضت الضرورة سنعيد دراسة الاوضاع.quot; وقال الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق في وقت سابق هذا الشهر انه يتوقع ان ينخفض عدد القوات الأميركية في العراق الى نحو 110 الاف بحلول نهاية العام الجاري. ويصل العدد حاليا الى نحو 119 الفا.

واذا ظل الوضع الامني مستقرا بعد 31 اغسطس اب 2010 فستقلص الولايات المتحدة قواتها الى نحو 50 الف جندي ضمن قوة انتقالية. وستقوم هذه القوة بتدريب وتجهيز القوات العراقية وحماية فرق إعادة الإعمار الاقليمية والمشاريع الدولية وأفراد البعثات الدبلوماسية. ولا يبدي الجيش الأميركي حتى الان اي علامة على إبطاء انسحابه.

وألغى الاسبوع الماضي خططا لنشر لواء من القوات البرية مكون من 3500 جندي في العراق في يناير كانون الثاني. ونتيجة لهذا القرار سيمكن ارسال اللواء في وقت لاحق الى افغانستان في إطار زيادة القوات هناك. ويسلم مسؤولون بأن أي زيادة في مستويات القوات في أفغانستان قد تتوقف على تقليص القوات في العراق وفقا للجدول الزمني.