ايران تطالب بتعديلات على مسودة الاتفاق حول اليورانيوم

تهدف زيارة اردوغان الى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبق ان اشار رئيس الوزراء التركي خلال مقابلة مع صحيفة بريطانية الى ان الرئيس الايراني quot;صديقquot;.

طهران، لوكسمبورغ: اشاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء بالدعم الذي قدمه ضيفه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لموقف ايران في الازمة الناجمة عن برنامجها النووي.

وقال احمدي نجاد خلاله اجتماعه باردوغان في بيان نشره موقع رئاسة الجمهورية الايرانية، انه quot;يقدرquot; موقف اردوغان المتعلق بالبرنامج النووي وباسرائيل، التي يؤكد خبراء انها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط رغم عدم اعترافها بذلك .

واضاف احمدي نجاد quot;بالتأكيد لن يتم تسوية المشاكل في غياب العدالة. عندما يملك نظام غير شرعي (اسرائيل) اسلحة نووية لا يمكن لاحد منع دولة اخرى من حيازة الطاقة النووية لاغراض سلميةquot;.

ووصل اردوغان الى طهران مساء الاثنين على رأس وفد سياسي وتجاري واقتصادي كبير. ومن المقرر ان يلتقي كذلك المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي.

واتهم اردوغان الدول الغربية بانها لا تتعامل مع ايران بانصاف بشأن برنامجها النووي، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية نشرت الاثنين واشار فيها الى ان فرضية شن ضربة على البنى النووي الايرانية ضرب من quot;الجنونquot;. كما كرر قاتناعه بان البرنامج النووي الايراني مدني الاهداف.

وبحسب موقع الرئاسة الايرانية اعلن اردوغان انه quot;على الذين يتحدثون عن نزع الاسلحة في العالم ان يكونوا قدوة لذلكquot;.

كما رحب احمدي نجاد بموقف اردوغان من اسرائيل.

وقال الرئيس الايراني quot;الواقع هو ان النظام الصهيوني يطرح تهديدا على كافة الدول (...) موقفكم الواضح من النظام الصهيوني ستكون له انعكاسات ايجابية على المستوى الدولي وفي العالم الاسلاميquot;.

واعلنت تركيا ان علاقاتها الثنائية مع اسرائيل ستتضرر في حال لم تضع حدا quot;للمأساة الانسانيةquot; في قطاع غزة ولم تستأنف الحوار مع الفلسطينيين. والتقى اردوغان قبل لقاء الرئيس الايراني بنائبه الاول محمد رضا رحيمي.

وقال رحيمي ان quot;الظروف التي تشهدها الدولتان اوجدت فرصة ذهبية، وباغتنام تلك الفرصة سنعمل على تمتين علاقتنا القائمةquot;، بحسب وكالة مهر. والمبادلات التجارية بين تركيا وايران تقدر ب12 مليار دولار سنويا ويسعى البلدان الى زيادتها الى 20 مليارا في العامين المقبلين بحسب وكالة الانباء الايرانية.

إيران تعد بالإعلان قريبا عن إنجازات نووية جديدة

الى ذلك، صرح مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران محمد قنادي بأن طهران ستعلن في الأشهر القادمة أخبارا سارة فيما يتعلق بالتقنيات النووية، وأشار قنادي الى شغل إيران المرتبة الأولى عالميا في بعض الصناعات، مؤكدا أن إيران حصلت اليوم على المرتبة الأولى في المنطقة في مجال تصنيع الأدوية.

ونقلت وكالة أنباء quot;فارسquot; عن قنادي قوله إن الباحثين والعلماء الإيرانيين يقومون حاليا بالاستفادة من التقنية النووية لتصنيع أجهزة يمكن من خلالها تشخيص كل الأورام على اختلاف أنواعها في المراحل المبكرة من المرض. وأضاف:quot;إن الباحثين الإيرانيين هم أيضا في طور صناعة أجهزة أخرى قادرة على تحديد وجود حفر بمستوى مليمتر واحد، سواء في الاسمنت أو المعادن المضغوطةquot;.

وذكر أن البلد الذي يمتلك التقنية النووية ويستخدمها في المجالات السلمية هو بلد مقتدر وقوي، مشيرا الى إمكانية تطوير وتحسين نوعية وكمية المواد الغذائية، ورفع مستوى المحاصيل على اختلاف أنواعها، وذلك بالاستفادة من التقنية النووية أيضا، وأضاف: quot;لا تقتصر الاستفادة من التقنية النووية على مجال إنتاج الطاقة فحسب، بل تشمل الكثير من المجالات العلمية والصناعيةquot;.

سولانا: الامر لا يحتاج لتعديلات كبيرة في اتفاق ايران

وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء انه لا يرى داعيا لادخال تعديلات جوهرية على اتفاق صاغته الامم المتحدة بشأن الوقود النووي رغم تلميحات بأن ايران ترغب في ذلك.

وقال سولانا في مؤتمر صحافي quot;الاتفاق جيد... لا أعتقد أنه يتطلب تغييرات جوهرية من حيث المبدأquot;.

من جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء ان quot;التعديلات الكبيرةquot; التي تطالب ايران بادخالها على مشروع الاتفاق الدولي لتخصيب جزء من اليورانيوم الايراني في الخارج quot;ليست مؤشرا جيداquot;. وقال كوشنير على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ quot;هل هذا يعني انه امر سلبي؟ سادعهم يوضحون الامر بانفسهم، ولكنه ليس مؤشرا جيدا، في حين انه كان في غاية البساطةquot; ان يوافق الايرانيون على مشروع الاتفاق كما تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واضاف الوزير الفرنسي quot;لا اعتقد ان هذا امر مشجع جداquot;.

وبحسب دبلوماسيين غربيين فان مشروع الاتفاق ينص على ان تنقل ايران بحلول نهاية العام الجاري 1200 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب (دون 5%) الى روسيا لتخصيبه هناك حتى مستوى 19,7%، ليأتي بعدها دور فرنسا التي ستحول هذا اليورانيوم الى قضبان وقود نووي لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران.

وبحث وزراء الخارجية الاوروبيون الملف النووي الايراني خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ، وقال كوشنير quot;ايران تضيع الوقت لان الآن هو وقت الكلام. يوما ما سيكون الاوان قد فاتquot;، واضاف quot;اذا بلغنا نهاية العام ولم نكن قد حققنا شيئاquot; في المفاوضات التي اعيد احياؤها في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في جنيف بين ايران والدول الغربية quot;عندها سنطرح السؤالquot;.

وترفض ايران تجميد برنامج التخصيب رغم صدور خمسة قرارات عن مجلس الامن تطالبها بتعليقه، تضمنت ثلاثة منها عقوبات بحق طهران.

وقال الوزير الفرنسي quot;الامر الاكيد هو ان فرض عقوبات اقتصادية محددة بدقة هو على الارجح امر شديد الفعاليةquot;، مقرا في الوقت عينه بان القرارات الثلاثة التي تضمنت عقوبات لم تسفر عن شيء.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتّيني تعليقا على رد فعل حكومة طهران من العرض الذي طرح عليها في مقر الأمم المتحدة حول برنامجها النووي quot;للأسف اعتدنا هذا السلوك من قبل إيرانquot;، حيث أعلنت قبولها في الحال شريطة إجراء quot;.

وأعرب رئيس الدبلوماسية الايطالية في تصريحات على هامش مشاركته في مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين المنعقد في لوكسمبورغ اليوم الثلاثاء عن تذمره حيث أن quot;هذا التصريح الإيراني تضمن تأكيدا ايجابيا مدموجا بطلب لإجراء تعديلات جوهرية لا علم لنا بهاquot;، وأردف quot;ما يزال هناك مجال للمباحثاتquot;، لكن quot;ينبغي أن تكون جدية وأن ترتبط بشكل مباشر مع برنامجها النوويquot;، لذا quot;فمقترح تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا أمر حسن، وكذلك قبول مراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل الحدود الإيرانيةquot;، معربا عن أمله quot;بأن يؤدي هذا إلى توقيع المعاهدةquot; بهذا الشأن.

وكانت قناة quot;العالمquot; الإيرانية نقلت عن مصدر مطلع في الجمهورية الإسلامية نية سلطات طهران الرد على مقترحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الوقود النووي في غضون الـ48 ساعة القادمة. واضافت القناة انطهران وافقت على quot;الاطار العامquot; لمشروع الاتفاق الدولي الذي ينص على نقل قسم من اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب الى الخارج للحصول على الوقود النووي لكنها تريد ادخال quot;تعديلات كبيرةquot; عليها.

ووفق المصدر ذاته، فإن إيران سوف ترد على اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي فيما يخص توفير الوقود لمفاعل طهران النووي، منوها بأن الرد الإيراني سيطالب بـquot;تعديلات مهمةquot; في مسودة اتفاق الوقود.

متكي: موقفا البرازيل وايران حيال النووي متشابهان

من ناحية أخرى،اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان بلاده تشاطر quot;موقفا مشتركاquot; مع البرازيل حيال الموضوع النووي، يستند الى quot;الحقquot; في استخدام مورد الطاقة هذا لاغراض quot;سلميةquot;، وذلك في مقابلة نشرت الثلاثاء.

وصرح متكي لصحيفة quot;فولهاquot; في ساو باولو quot;للبلدين موقف مشترك في ما يتعلق بالنشاطات النووية السلمية وهما يواصلانquot; الدفاع عن quot;حقوقهماquot;.

واضاف ان شعار ايران هو نفسه شعار البرازيل، quot;الطاقة النووية للجميع، الاسلحة النووية ليست لاحدquot;، على عكس ما تعتقد الولايات المتحدة واوروبا، بحسبه.

وسيجري الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زيارة رسمية الى برازيليا في 23 تشرين الثاني/نوفمبر. وسبق ان التقى نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في ايلول/سبتمبر في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.

وصرح لولا مؤخرا لفرانس برس انه يعارض فرض عقوبات جديدة على ايران، معتبرا انه ينبغي اولا quot;استخدام كل الوسائل الدبلوماسيةquot; لاقناع طهران quot;بالسياسةquot; بتقديم ضمانات تثبت ان برنامجها النووي لا ينطوي على اهداف عسكرية.