توعد القيادي في حركة حماس سامي ابو زهري بمقاضاة الحكومة المصرية على خلفية وفاة شقيقه في سجن مصري والذي تدور الشكوك حول تعرضه للتعذيب،فيما نفت القاهرة ذلك.

غزة: أعلن سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس اليوم الخميس عزمه عائلته رفع دعوي قضائية ضد الحكومة المصرية في المحافل العربية والدولية على خلفية وفاة شقيقه خلال اعتقاله في سجن مصري.

وأعرب أبو زهري ، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة ، عن رفض عائلته لقرار النيابة العام حفظ التحقيق في ملف مقتل شقيقه يوسف قبل أسبوعين. وقال أبو زهري إن موقف النيابة العامة سيدفع عائلته للتمسك برفع قضية ليس فقط أمام القضاء المصري بل كذلك أمام كل المؤسسات الحقوقية العربية والدولية.

واعتبر أن هذا الموقف مثل فاجعة ثانية quot;لأنه تستر على المسئولين عن جريمة القتلquot;. وتابع :quot; كنا نأمل علاج القضية في القضاء المصري ومحاسبة المسئولين عن جريمة القتل لكن قرار النيابة العام جاء للتستر على المسئولين ونحن لن نقبل ذلكquot;. وعرض أبو زهري صورا خلال المؤتمر لجسد شقيقه المتوفى كاشفا أن السلطات المصرية سلمته ناقصا عدة أشلاء.

وكان مصدر قضائي مصري قد قال أمس الأربعاء إن quot;تقرير الطب الشرعي خلص إلى أن يوسف أبو زهري شقيق المتحدث الإعلامي باسم حركة حماس توفي وفاة طبيعية، وليس بسبب التعذيبquot;. وحسب التقرير الطبي، فقد توفي أبو زهري لإصابته بصفراء الدم وانخفاض الضغط بسبب ارتفاع اليوريا ونسبة الأملاح، فهبطت الدورة الدموية والتنفسية هبوطا حادا بسبب فشل في عضلات القلب. وألقي القبض على يوسف أبو زهري لدخوله الأراضي المصرية عبر أحد الأنفاق الحدودية، وتم وضعه بسجن الغربانيات ببرج العرب غرب مدينة الإسكندرية وتوفى في 11 من الشهر الجاري.


خطة عباس البديلة ..الوحدة الفلسطينية او الاخفاق التام
على صعيد آخر لا يريد الرئيس محمود عباس ان يذكر اسمه في التاريخ على انه الرجل الذي اضفى شرعية على الانقسام الدائم وربما المميت للحركة الفلسطينية.
لكنه دعا الى اجراء انتخابات في يناير كانون الثاني قد تكون مسمارا في نعش الوحدة الفلسطينية بفرض ان منافسيه الاسلاميين المسيطرين على قطاع غزة جادون في تهديدهم بمنع الاقتراع في القطاع.

وقال زكريا القاق الخبير في قضايا الامن القومي ان نتائج اجراء انتخابات في الضفة الغربية وعدم اجرائها في قطاع غزة ستكون quot;اسوأ من كوريتينquot;. واضاف القاق انها ستؤدي الى تمزق يستمر ردحا طويلا من الزمن. وستصبح غزة معزولة تماما وتتحول الضفة الغربية الى quot;غزاتquot; صغيرة يربط بين اجزائها رباط من وسائل النقل وليس رباط الارض.

لذا لماذا يود عباس الدخول في مثل هذه المقامرة؟ يقول محللون سياسيون انه يعرف ان اسرائيل لا تشعر باي ضغوط من اجل التفاوض على معاهدة سلام تنهي احتلالها للضفة الغربية مادامت حركة فتح التي يتزعمها عباس وحركة حماس التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود منقسمتين.

ومع تعثر مفاوضات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بينما عجلة الدبلوماسية تدور فان مصداقية الزعيم الذي يدعمه الغرب لدى شعبه تتعرض للاستنزاف. وهو يحتاج الان الى تغيير منهجه واختيار استراتيجية ناجحة واعادة تحديد خط البداية في المحادثات. واصدر عباس يوم الجمعة الماضي وقبل الجولة المكوكية الجديدة للدبلوماسية الامريكية التي تبدأ اول الاسبوع القادم مرسوما يحدد يوم 24 من يناير كانون الثاني موعدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية في جميع الاراضي الفلسطينية.

ورفضت حماس على الفور هذه الدعوة كما كان متوقعا. ويقول محللون ان عباس جعل من الوحدة الفلسطينية اولوية له واختار الموعد النهائي للانتخابات كاستراتيجية له. وهو يستخدمهما لاقناع حماس باقرار السلام مع حركة فتح وانهاء الانقسام العميق في صفوف الفلسطينيين.

وقال باسام الزبيدي المحلل السياسي في جامعة بير زيت في الضفة الغربية ان عباس يدرك انه اذا ظل يتفاوض مع اسرائيل وهو لا يسيطر على غزة فان اسرائيل لن تعطيه شيئا. واشار الى ان اسرائيل قبل كل شيء لم تقدم شيئا عندما كان الفلسطينيون متحدين. وقال الزبيدي ان عباس ليس امامه سوى انهاء الشقاق وهو يتخذ هذا المسار والانتخابات هي استراتيجيته.

وعاد جورج ميتشل مبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما للسلام في الشرق الاوسط الى المنطقة يوم الخميس لاستئناف الدبلوماسية المكوكية لانهاء المأزق ومن المقرر ان تصل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى اسرائيل مساء يوم السبت.
ويقول مسؤولون ان عباس ابلغ اوباما يوم الجمعة الماضي انه لن يعيد ترشيح نفسه الا اذا وافقت اسرائيل على تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وعند ذلك يمكنه استئناف محادثات السلام دون ان يفقد كل مصداقيته.

وستدفن حماس التي تنادي بمواصلة الكفاح المسلح ضد المحتل الصهيوني عباس في غزة اذا تراجع عن هذا المطلب. وقد ادين هناك بالفعل quot; كخائنquot; في مظاهرات صغيرة وافق عليها الاسلاميون.
لكن في الوقت الذي يظل فيه الفصيلان المتنافسان في حالة عداء ويبدوان على مسار التصادم فان كلا منهما ترك الباب مفتوحا امام حل وسط.

وقال مسؤول فلسطيني بارز ان عباس سيؤجل الانتخابات على الفور اذا وافقت حماس على اتفاق المصالحة الذي توسطت فيه مصر وقبلته فتح حتى اذا حدث ذلك في اللحظة الاخيرة quot;اي يوم 23 من ينايرquot;.
ويعتقد المحللون ان اجراء الانتخابات في يناير كانون الثاني بدون حماس يعني فصل غزة عن الضفة الغربية وهي ضربة هائلة لتطلعات اقامة دولة فلسطينية.
ويبدو من غير المرجح ان تستمر سياسة حافة الهاوية لفترة طويلة. وقالت لجنة الانتخابات المركزية يوم الخميس ان باب الترشيح سيفتح يوم 30 من نوفمبر تشرين الثاني ويغلق بعد 12 يوما.
واذا ظلت حماس ترفض الاتفاق فان عباس قد يتهمها بانها تضع مصالحها الفئوية فوق مصالح اربعة ملايين فلسطيني لكن سيكون عليه ان يواجه عواقب ذلك.