توقع كولومبيا والولايات المتحدة الجمعة إتفاقاً عسكرياً يسمح للجيش الاميركي باستخدام سبع قواعد على الاقل في كولومبيا واثار الاعلان عنه ازمة اقليمية وتحفظات كبيرة في البلاد.

بوغوتا: يفترض ان يوقع اليوم الجمعة في بوغوتا إتفاقاً عسكرياً بين أميركا وكولومبيا. ويوقع الإتفاق وزير الخارجية الكولومبي خايمي بيرموديس وسفير الولايات المتحدة في كولومبيا وليام براونفيلد، حسبما ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة الأنباء الفرنسية. ولم يكشف النص الكامل للاتفاق الذي يهدف حسب واشنطن وبوغوتا الى تعزيز التعاون بينهما في مجال مكافحة المخدرات ومكافحة التمرد.

وسيسمح هذا الاتفاق الصالح لمدة عشر سنوات للجيش الاميركي باستخدام سبع قواعد على الاقل في كولومبيا التي تتقاسم حدودا مع فنزويلا والاكوادور والبرازيل والبيرو وبنما. وسيتاح لواشنطن بذلك التعويض عن اغلاق قاعدتها الوحيدة في اميركا الجنوبية في مرفأ مانتا في الاكوادور حيث كانت تجري عمليات جوية لمراقبة المحيط الهادىء تهدف الى اعتراض شحنات الكوكايين.

ويسمح الاتفاق بنشر 800 عسكري و600 مدني اميركي على الاراضي الكولومبية. وتضم كل من ثلاث قواعد جوية وقاعدتين للبحرية وقاعدتيان لسلاح البر وخصوصا قاعدة بالانكويرو (180 كلم غرب بوغوتا) مدرج اقلاع طوله 3,5 كلم تم تكييفه للطائرات الكبيرة، مما سيسمح للجيش الاميركي بالانتشار وراء الحدود الكولومبية، حسب معارضي الاتفاق.

وكان الاعلان عن توقيع الاتفاق اثار في تموز/يوليو وآب/اغسطس ازمة اقليمية ادت الى انعقاد قمة لاتحاد دول اميركا الجنوبية (اوناسور) في 28 آب/اغسطس. وكانت الدول الاعضاء رأت ان وجود قوات اجنبية في المنطقة يجب الا يؤثر باي شكل من الاشكال على quot;سيادتهاquot; وquot;سلامتهاquot;. وتخشى الدول المجاورة لكولومبيا وخصوصا فنزويلا والاكوادور حصول عمليات تستهدفها انطلاقا من الاراضي الكولومبية وخصوصا في الاستخبارات وهذا ما تنفيه واشنطن.

واتهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز quot;الامبراطوريةquot; الاميركية بشن quot;تحرك حربي جديد يستهدف اميركا الجنوبيةquot;. ووقع تشافيز في ايلول/سبتمبر عقدا عسكريا جديدا مع روسيا التي ستقدم قرضا بقيمة ملياري دولار (1,4 مليار يورو) لبلده لشراء 92 دبابة quot;تي-72quot; وقاذفات صواريخ. وقال تشافيز حينذاك quot;بهذه الصواريخ سيجدون صعوبة في قصفناquot;، بينما عبرت واشنطن عن تخوفها من سباق للتسلح.

وتؤكد بوغوتا ان الاتفاق يمدد التعاون القائم اصلا في اطار quot;خطة كولومبياquot; لمكافحة المتمردين وتهريب المخدرات الذي تلقت كولومبيا بموجبه حوالى 5,5 مليارات دولار من المساعدات الاميركية منذ العام 2000.

ويثير الاتفاق جدلا داخل كولومبيا نفسها خصوصا بسبب الحصانة الكاملة التي سيتمتع بها العسكريون الاميركيون، حسب مقاطع من الاتفاق كشفت للصحافيين. وقال مجلس الدولة الذي يصدر رأيا استشاريا، منتصف تشرين الاول/اكتوبر ان النص ونظرا لتبعاته يجب ان يعرض للحصول على موافقة الكونغرس. لكن الحكومة تجاهلت هذه التوصية.