في وقت صرح فيه دبلوماسيون بأن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تريد وقودا جديدا لمفاعل في طهران قبل أن توافق على شحن معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا وفرنسا، وفيما أكد اليوم مسؤول إيراني مُطَّلع على أن طهران لم تعلنْ سوى نظرتها الايجابية حيال مفاوضات فيينا، تكشف السبت مجلة التايم الأميركية النقاب عن أن الآمال التي كانت تحدو الإدارة الأميركية حيال الرد المنتظر من جانب إيران على مشروع الاتفاق الخاص بتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، قد تلاشت على نحو سريع.


احمدي نجاد يحذر من الغرب ويريد مفاوضته

تنقل المجلة في هذا الإطار عن مسؤولين غربيين تأكيدهم على أن الرد الأوّلي الذي أبدته إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول هذا الأمر كان بمثابة الرفض quot;الضمنيquot; لمشروع الاتفاق. وتقول في تقريرها الذي عنونته بـ ( رد إيران النووي يضع أوباما في مأزق ) إن الشيء الذي يدعو ربما أكثر للقلق بالنسبة لاستراتيجة التقارب التي تنتهجها إدارة أوباما تجاه طهران هي الحقيقة التي تقول إنه وبالرغم من تقديم الصفقة لبعض التنازلات الهامة لطهران، إلا أن احتمالية قبول نجاد لها قد تسببت في إثارة عاصفة من الانتقادات من مختلف ألوان الطيف السياسي في إيران. وتسهب المجلة في سياق حديثها لتقدم رصدا تفصيليا للواقع المتأزم الذي ينتظر أن تعيشه إدارة أوباما مع تعثر مفاوضات فيينا التي توسطت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي على أمل تهدئة هواجس الغرب حيال تطبيقات النووي الإيراني.

ويكشف المسؤولون الغربيون الذين اضطلعوا على الرد الإيراني أن طهران ترغب عوضا ً عن ذلك في شحن مخزونها من اليورانيوم في دفعات أصغر وعلى مدار فترة أطول من الوقت. لكنهم حذروا في الوقت ذاته من أن أي شيء يبقي على مخزون إيران الحالي كما هو دون مساس ndash; ( بحيث يكفي من الناحية النظرية لتصنيع قنبلة ذرية خام واحدة في حال قررت إيران فعل ذلك ) أمر من شأنه أن يتسبب في إفشال الاتفاق. كما ترى المجلة أن إيران نجحت في تحويل مسار النقاش المحتدم حول نواياها النووية من مسألة السماح من عدمه لها بتخصيب اليورانيوم إلى اتخاذ تدابير للمحافظة على مخزونها من اليورانيوم المخصب ومنع استخدامه في برنامج خاص بتصنيع السلاح.

وتلفت المجلة إلى أن تلك الصفقة المقترحة تسببت في إثارة ضجة في إيران، بعد أن وجه المحافظون وكذلك زعماء المعارضة البراغماتيين اتهامات للغرب بمحاولة سرقة إرث البلاد النووي. وتشير في هذا الإطار إلى ما قاله أحد كتاب الأعمدة في صحيفة كيهان الإيرانية المتشددة quot; رد إيران هو أنها لن تتخلى ولو عن ميليغرام واحد من مخزونها الخاص باليورانيوم المخصب ليتم تحويله إلى يورانيوم مخصب بنسبة 20 % على يد الأجانبquot;. كما لاقت الصفقة انتقادات شديدة من جانب زعيم المعارضة والمرشح السابق لانتخابات البلاد الرئاسية، مير حسين موسوي، فيما تؤكد المجلة من جانبها على أن اتساع نطاق المعارضة الداخلية على الصفقة يوحى بأن التعامل مع الولايات المتحدة قد يكون quot;إشعاعي الفعاليةquot; من الناحية السياسية بالنسبة للحكومة الإيرانية.

وفي محور آخر، ترى المجلة أنه في الوقت الذي كانت تعول فيه إدارة أوباما الكثير على الصفقة لكسب مزيد من الوقت بشأن إستراتيجيتها الخاصة بالتقارب مع طهران، وبخاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، قد يصبح الرد الإيراني quot;الذي تحدث عنه المسؤولون الغربيونquot; انتكاسة كبرى، لأنه سيجبر الإدارة الأميركية إما على السعي وراء فرض عقوبات جديدة أو لمضاعفة جهودها الدبلوماسية بغية إقامة تعاون بشأن المسألة النووية وغيرها من القضايا الإقليمية.

فيما تشير المجلة إلى أن إسرائيل ستكون الفائز الأكبر في حالة انهيار مفاوضات فيينا، خاصة ً في ظل الشكوك التي أبداها قادتها على الملأ بشأن الصفقة لإخفاقها في التصدي لعملية تخصيب اليورانيوم الإيراني التي تجرى حاليا ً. كما تكشف المجلة عن أن ما يخشاه المسؤولون الإسرائيليون هو أن تكون تلك الصفقة التي تطرح مساحة للتعاون ومزيد من الضمانات دون أن تُجرِّد إيران من قدراتها الخاصة بتطوير قنبلة نووية، سببا ً في ترك موقف إسرائيل الأكثر تشددا ً بحالة انعزال على الصعيد الدولي. كما انتقد مسؤولو الجيش الإسرائيلي الرد الإيراني بشدة، ونقلت المجلة في هذا الشأن عن مصدر عسكري إسرائيلي بارز قوله :quot; نأمل ألا يقوم أوباما بلعب دور عبيط القرية وتقبله. فحالة الشد والجذب الدائرة الآن أشبه ما تكون بسوق المساومات في أفضل حالاتهاquot;.