لا يزال حادث إطلاق النار الذي وقع في قاعدة فورت هود بولاية تكساس الأميركية قبل بضعة أيام على يد الضابط الأميركي المسلم، نضال مالك حسن، يستأثر باهتمام الصحف ووسائل الإعلام الأميركية. حيث كشف صحيفة وورلد نيت دايلي النقاب عن تفاصيل جديدة ومثيرة حول أبعاد ومغزى العملية التي تسببت في مقتل 13 عسكرياً وجرح 30 آخرين، فتقول إن نضال، ذوي الأصول الفلسطينية، كان يعمل كزعيم ديني بإقامته للطقوس والشعائر الإسلامية داخل القاعدة في غياب المرشد الروحي للجنود المسلمين هناك، خالد شاباز. وتؤكد على أن الكشف عن نشاطات نضال الدينية أثارت مشاعر القلق لدى المحققين من احتمالات لعبه دورا ً في تطرف آخرين، حيث يتواجد بالقاعدة ما يقرب من خمسين جنديا ً مسلما ً.

الماجور نضال حسن في سنة 2003

تنقل الصحيفة في السياق ذاته عن مسؤول استخباراتي من داخل الجيش الأميركي قوله :quot; لقد كان يخطط لعملية استشهادية، فلا يوجد دليل على أن فعلته هذه كانت مسألة انحراف وجداني، بل على العكس، تم التخطيط لها بشكل محكمquot;. وتشير الصحيفة كذلك إلى روايات شهود عيان، قالوا إن الضابط المسلم المتهم بارتكاب المجزرة قفز على مكتب، ثم صرخ قائلا ً quot; الله أكبرquot;، قبل أن يفتح النار مُطلقا ً أكثر من 100 عيار ناري بداخل مبنى مزدحم، حيث كانت تتحضر مجموعة من القوات للانتشار بأفغانستان والعراق.

وتمضي الصحيفة لتكشف كذلك عن بداية تعارف نضال على المرشد الإسلامي بالقاعدة، الميجور خالد شاباز، بعد انتقاله للعمل هناك مطلع العام الجاري بفترة ليست بطويلة، فتقول إن العلاقة تطورت بينهما بالتزامن مع بدء تحدث نضال إلى شاباز عن إمكانية قيامه بتنفيذ مهامه في مصلى القاعدة عندما لا يكون متواجدا ً. وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن شاباز قوله :quot; وجدته سعيدا ً للغاية عندما سمحت له بذلكquot;. كما تفيد الصحيفة بأن شاباز، الذي ترك القاعدة مؤخرا ً، سبق له وأن التقى سرا ً بنضال عديد المرات.

وفي محور آخر، تكشف الصحيفة أيضا ً عن أن المحققين الفيدراليين يبحثون في واقعة استخدام نضال لجاهز كمبيوتر خاص بأحد جيرانه، بالإضافة للزائر الذي التقاه قبل ارتكابه المجزرة بيوم واحد فقط. كما تلفت تقارير أخرى إلى إن نضال كان يقوم بنشر توجيهات إسلامية تتحدث عن ضرورة خروج المسلمين من الجيش الأميركي، لأن المسلمين لا يجب أن يقتلوا بعضهم البعض. في حين تعاود الصحيفة لتشير إلى أن نضال أسدى النصيحة أكثر من اثني عشر مرة لـ quot; دوان ريزونرquot;، الشاب الأميركي الذي اعتنق الإسلام مؤخرا ً، ويعمل والديه بالقاعدة. ونقلت الصحيفة عن ريزونر قوله إن نضال لم يكن يريد الذهاب إلى العراق أو أفغانستان. حيث لم تكن تتوافر لديه الرغبة في المشاركة بالحروب الخارجية. وكان يقول إن المسلمين لا يجب أن يتواجدوا في الجيش الأميركي، لأنه لا ينبغي عليهم أن يقتلوا بعضهم البعضquot;.

في غضون ذلك، نقلت مجموعة صحف quot;ماكلاتشيquot; الأميركية عن قس بالجيش الأميركي رفض الإفصاح عن هويته، تأكيده على أن هناك جنود مسلمين آخرين يشعرون في قرارة أنفسهم بتناقض حيال تمجيد واجبهم في الوقت الذين يقومون فيه بمقاتلة غيرهم من المسلمين في العراق وأفغانستان. ويقول بول سبيري، المؤلف المشارك في كتاب quot;المافيا الإسلامية: العالم السري الذي يتآمر لأسلمة الولايات المتحدةquot;، إن نضال كان غيض من فيض الطابور الجهادي الخامس الذي يعمل في الجيش الأميركي، الذي تُحجب عنه الرؤية تماما ً بواسطة الصواب السياسي لرؤية التهديد الداخلي. ويواصل حديثه متسائلا ً :quot; لمَ لم يحقق الجيش مع نضال بكل الأعلام الحمراء التي تلوح من حوله ؟ وما التدابير التي يتخذها الجيش الآن لمنع ظهور الميجور نضال القادم ؟quot;.