ربما لم تشهد العلاقات بين الصين وافريقيا حالا افضل مما هي عليه الان اذ تقدم الصين للقارة السوداء قروضا قيمتها عشرة مليارات دولار لكن مجموعة من المسائل الشائكة مثل اختلال التوازن التجاري تمثل تحديا كبيرا.

شرم الشيخ:المنافسة القادمة من المؤسسات الصينية التي تصنع منتجات منخفضة التكلفة والشعور بأن قدرة الصين على العطاء لا نهاية لها فضلا عن تدفق المهاجرين على افريقيا من اكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان يمكن أن تعكر صفو العلاقات. وفي قمة انعقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية واختتمت يوم الاثنين تعهد رئيس وزراء الصين وين جيا باو بتقديم قروض ميسرة قدرها عشرة مليارات دولار لافريقيا على مدى الاعوام الثلاثة القادمة وأشاد بالصداقة الطويلة والعميقة بين الصين وافريقيا.

غير أن الكلمات الطيبة وحدها لا تكفي. ويظهر بحث أجرته مؤسسة روكفيلر مؤخرا أن 15 دولة فقط من مجمل 53 دولة افريقية لها فائض تجاري مع الصين. ويقول ادريان ديفيز رئيس قسم شؤون الصين بوزارة التنمية الدولية البريطانية quot;يتمثل التحدي الحقيقي في اختلال الميزان التجاري كما أن التوسع أفاد بالاساس حفنة من الدول معظمها من الدول الغنية بالموارد.quot;

وقال محمود محيي الدين وزير الاستثمار المصري انه يشعر بالقلق ازاء اختلال الميزان التجاري مع الصين مضيفا أن واردات مصر من الصين تزيد 11 مرة عن صادراتها اليها. وقال على هامش القمة quot;يجب ان نعالج هذه المسألة تحديدا.quot; وأضاف quot;يجب أن نشجع على مزيد من الاستثمار من الجانب الصيني وعلى مزيد من التعاون في مجال الاستثمار... الطريقة الثانية للتعامل مع مسألة اختلال الميزان التجاري هي التشجيع على المزيد من التجارة في الخدمات.quot;

ويشعر اخرون بالقلق بسبب افتقار الدول الافريقية للتخطيط طويل المدى حين تواجه أنواع الاستثمارات الصينية الضخمة في الموارد الطبيعية مثل النفط أو الخشب او المعادن والتي تتصدر عناوين الصحف في كل انحاء العالم. وقال دبلوماسي افريقي بارز في بكين quot;عندما تنفد الموارد الطبيعية ماذا سيحدث لنا.. يجب ان نفكر لمدى يتجاوز الاعوام الخمسة والعشرين او الثلاثين القادمة.quot;

وهناك مشكلة أخرى هي الحاجة الى تقليل حجم التوقعات الافريقية بشأن كم المساعدة التي تستطيع الصين صاحبة ثالث اكبر اقتصاد في العالم أن تقدمها. قال كريس الدن خبير الشؤون الافريقية بكلية الاقتصاد بجامعة لندن quot;أعتقد أن هناك حاجة الى أن نكون واقعيين تجاه ما تستطيع الصين توفيره. quot;حجم الاقتصاد وحده لا يعني أنه لا يواجه تحديات داخلية خطيرة جدا. وينبغي للدول الافريقية أن تدرك حدود ما تستطيع الصين تقديمه.quot; حتى وين سعى الى وضع الامور في نصابها.

وتحرص الصين على ابراز أنها تقدم مساعدات quot;بلا شروطquot; في تلميح الى أنها لا تربط معوناتها بالشروط التي يطالب بها المانحون الغربيون احيانا مثل ضرورة احترام الديمقراطية وحقوق الانسان.