أحمدي نجاد: نملك حق إستخدام الطاقة النووية السلمية

يطرح الرئيس الإيراني وجهة نظره من خلال خطب بليغة في وقت يخفي فيه قلقه من الجدل الداخلي حول فوزه في الإنتخابات.

اسطنبول: quot;بناء قنابل نووية أمر غبي.. على أميركا أن تنبذ اسرائيل لتكسب أصدقاء في الشرق الاوسط.. نحتاج الحب والروحانية وليس النزعة الاستهلاكية الرأسمالية الفاشلةquot;. العالم بالنسبة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لا يخلو من المفاجات. وهو يشرح وجهات نظره في خطب بليغة وينتقد خصومه بطريقة لا تخلو من الفكاهة.

وحتى ان أرقه القلق بالليل بسبب استياء في الداخل أو الجدل حول فوزه بانتخابات يونيو حزيران أو الضغوط الدولية من أجل العدول عن السياسة النووية الإيرانية أو حتى حدوث ضربة عسكرية اسرائيلية فان الرئيس البالغ من العمر 53 عاما لا يعبر عن هذه المخاوف علانية.

وفي مؤتمر صحفي مطول عقد مساء يوم الاثنين بعد قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول أجاب أحمدي نجاد الذي كان يرتدي سترة دون رابطة عنق على بعض الاسئلة بينما تجنب الرد على بعضها الاخر. بدأ أحمدي نجاد المؤتمر بعظة عن شرور الفقر الذي سببته الرأسمالية واتهم الغرب باستخدام quot;ما يسمى بالديمقراطيةquot; والليبرالية والانسانية كقناع يخفي محاولة للهيمنة على العالم.

تحدث الرئيس الإيراني عن قيم عالمية وليس فقط اسلامية للدعوة من أجل نظام عالمي جديد يقوم على الصداقة والتضامن قائلا quot;بدون الروحانية لا يختلف الانسان عن الحيوان.quot; وعند سؤاله عن السياسة النووية لبلاده أجاب أحمدي نجاد باقتضاب مؤكدا ان هذا quot;ملف مغلقquot; وأشار الى ما تقول إيران انه حقها في تخصيب اليورانيوم للاغراض المدنية بغض النظر عن الشكوك الخارجية في أهدافها النووية.

وأضاف ان طهران تعتزم تركيب 50 الفا من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز ومنشأة نووية قرب قم كشفت عنها مؤخرا والمقرر استخدامهما كمحطتين لتوليد الكهرباء بعد اكتمال بنائهما. وتابع الرئيس الإيراني عبر مترجم quot;ريثما نلبي احتياجاتنا سنصدر الفائض.quot;

وتجنب أحمدي نجاد الرد على أسئلة عما اذا كانت إيران ستقبل خطة صاغتها الامم المتحدة ترسل بمقتضاها معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب لمعالجته في الخارج لاستخدامه في مفاعل للابحاث الطبية وبالتالي تهديء المخاوف الدولية وتكسب وقتا للتفاوض حول حل طويل الامد.

وانتقد أحمدي نجاد -الذي اشعل تشكيكه في المحارق النازية ودعواته المتكررة الى محو اسرائيل القلق من نوايا طهران النووية- حماقة بناء القنابل الذرية. وقال quot;عهد استخدام القنابل الذرية ولى... لو أمكن استخدامها لانتصر النظام الصهيوني على شعب غزة ولبنان. هل ساعدت القنبلة الذرية الولايات المتحدة في العراق أو أفغانستان.. هل اكسبتها شعبية..quot;

وقال أحمدي نجاد ان الاموال التي تنفقها القوى العالمية على الاسلحة النووية لن quot;تشفي جراحاquot; ولن تبني مدارس أو تنمي اقتصادات. وتابع quot;يصنعون قنابل ذرية ويتحدثون في الوقت نفسه عن حقوق الانسان... هذا يجب ان يتغير.quot; وردا على سؤال عن السياسات الأميركية التي يجب تغييرها قبل أن تقبل طهران عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما باجراء حوار قال انه أرسل خطابا الى نظيره الأميركي لتشجيعه.

وتساءل quot;لكنني أسألكم أين التغييرات..quot; وقال ان أوباما لم يف بوعده باغلاق السجن الأميركي في خليج جوانتانامو بكوبا ولم يغير سياسات الولايات المتحدة حيال اسرائيل والفلسطينيين أو تجاه العراق وافغانستان. وأقر بأن التخلي عن دعم الولايات المتحدة لاسرائيل أمر quot;صعبquot; بالنسبة لاوباما لكنه أضاف quot;لا يمكنه أن يحصل على صداقة النظام الصهيوني القاتل ودول المنطقة في نفس الوقت.quot;

وصرح أوباما في مقابلة مع رويترز ليل الاثنين بان عدم استقرار الوضع السياسي في إيران ربما يصعب الجهود الرامية لعقد اتفاق بشأن الوقود النووي بين طهران والقوى العالمية الكبرى.
وقال اوباما ان الولايات المتحدة وروسيا والصين والمانيا وبريطانيا وفرنسا طرحت عرضا quot;عادلاquot; على إيران.

وأردف quot;رغم اننا لم نر حتى الان الرد الايجابي الذي نريده من إيران فاننا في موقف جيد كما كنا دائما يمكننا من جعل المجتمع الدولي يتكاتف خلف جدول الاعمال هذا.quot; ووصف أحمدي نجاد جهود السنوات السبع الماضية لاقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي بانها خبيثة ومضللة. وأضاف quot;تقف ضدنا هذه الجبهة التي تضم دولا تريد السيطرة على العالم. تصدت أمتنا لانشطتها وانتصرت. واليوم ليس في مقدورها شيء.quot;