ما يزال صدى زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الوالايات المتحدة يلقى أثره في الصحافة العبرية

تل أبيب: واصلت الصحف الإسرائيلية، اليوم، تناول ما حدث في اللقاء الليلي بن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وبين ئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خصوصا بعد أن ألغى نتنياهو، خلافا لتقليد رؤساء الحكومات الإسرائيلية، في الماضي، اللقاء مع الصحافيين، وحاول، للمرة الأولى وخلافا لطبيعته، عدم الإدلاء بأي تصريح عما دار في اللقاء مكتفيا بالقول إن نتائجه الهامة ستتضح فيما بعد.

بموازاة التكهن حول طبيعة اللقاء، وما إذا كان أوباما وبخ نتنياهو على نهج إطلاق التصريحات المحذرة والمستهزئة بأهمية البيت الأبيض وإمكانية تجاوزه بمساعدة أصدقاء إسرائيل في الكونغرس، أبرزت الصحف تصريحات رئيس طاقم البيت الأبيض، الإسرائيلي الأصول، رام عيمانويل في خطابه أمام مؤتمر المنظمات اليهودية وقوله إن المصالحة الأميركية مع الإسلام لن تكون على حساب إسرائيل. ومن البرازيل نقلت الصحف تصريحات الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس واتهامه لحزب الله باستغلال الأراضي البرازيلية ودول أميركا اللاتينية، لتهريب المخدرات والألماس والمجوهرات لتمويل العمليات الإرهابية.

لقاء أوباما ndash;نتنياهو محادثة متوترة في البيت الأبيض

اختارت يديعوت أحرونوت إضافة إلى العنوان أعلاه، أن تضع في صفحاتها الداخلية عنوانا أكثر استفزازا وهو : أن نربي نتنياهوquot;. وقالت الصحيفة إن السناتور كارل ليفين، الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة سأل وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك، كيف كان اللقاء مع أوباما؟ فرد الأخير بالقول: أستطيع أن أجيب فقط عن الجزء الأول من اللقاء، حيث كنت حاضرا فيه، لقد كان اللقاء إيجابياquot; بهذه الكلمات رد براك على رئيس لجنة القوات المسلحة، وأضاف براك أبلغنا الرئيس أننا جادون ومستعدون لدفع الثمن بالنسبة لكل ما يتعلق بالتسويات والتنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيينquot;.

مضت الصحيفة تقول إن نتنياهو عندما خرج من لقائه مع أوباما، في الغرفة البيضاوية، كان بانتظاره مستشاروه في الغرفة التي تحمل اسم روزفيلت، وقد انتظر هؤلاء ما سيقوله نتنياهو، فقد بدا نتنياهو وقد زم شفتيه متوترا وولم يعد مرحا واثقا كما كان. فالبيت الأبيض لم ينشر صورة للاثنين معا- كما هو متبع في مثل هذه اللقاءات، واكتفى ببيان قارغ المضمون من 51 كلمة لم تتطرق أي منها إلى الصداقة التاريخية بين البلدين وإنما مجرد نبأ عن عقد اللقاء وعن تصريح بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل.

لم يكن من باب الصدفة، قالت الصحيفة، أن نتنياهو ألغى لقاءه مع الصحافيين بعد الاجتماع الليلي، فقد حاول الرئيس الأميركي أن يربي نتنياهو من جديد وأن يوضح له جيدا أن ثقافة quot;الركض لإبلاغ الأصدقاء والأصحاب بما حدثquot; ليست مقبولة عليه وقد ترك أوباما نتنياهو يدرك أن من يريد بناء علاقات ثقة فحري به أن يحافظ على السرية لا أن يطلق العناوين الصحافية على غرار quot;جئت واحتللت وانتصرتquot;. وقد فهم نتنياهو الرسالة، وعليه عندما سئل أمس عما دار في اللقاء حرص نتنياهو على المحافظة على الكتمان والضبابية بالنسبة لكل ما دار في اللقاء مكتفيا بالقول : quot;كان لنا محادثة إيجابية ومركزةquot;.

وقالت الصحيفة تقول لن يكون ذلك تكهنا أهوج القول بأن أوباما لم يدل سوى بعبارات إيجابية في لقائه مع نتنياهو. فوفقا لما قالته مصادر في واشنطن فقد سعى أوباما quot;لتنظيف الطاولة مما وصله من تصريحات وعبارات إشكالية صدرت عن نتنياهو ووصلت لأوباما. وعلى ما يبدو فقد طلب أوباما من نتنياهو أن يتوقف عن محاولات تهديد أوباما والتوقف عن القول أمام إسرائيليين وأميركيين بأن الولايات المتحدة ليست البيت الأبيض، وأن لإسرائيل مصادر قوة قادرة على لي ذراع من يجلس في البيت الأبيضquot;.

وكان عدد من مستشاري أوباما أبلغوه أن نتنياهو، وخلال ولايته السابقة هدد خلال فترات الأزمات مع كلينتون بأنه quot;قادر على إشعال واشنطنquot; وتجنيد أصدقاء إسرائيل في الكونغرس ومجموعات في الرأي العام الأميركي تؤيد إسرائيل تأييدا مطلقا.

وقالت الصحيفة إن أوباما ومستشاريه يشعرون بأن الإسرائيليين ليسوا عادلين في تعاملهم مع الرئيس براك. ونقلت الصحيفة عن السناتور كارل ليفين قوله لإيهود براك quot; إن حقيقة أن غالبية الإسرائيليين غير راضين عن أوباما وأن نسبة مؤيديه في إسرائيل لا تتعدى 4% هي أمر غير عادل، فأوباما لا يستحق هذا الموقف فهو يواصل المصادقة على كل طلباتكم في مجال المساعدات الأمنية وباستعداده لتزويدكم بجميع منظومات السلاح التي تطلبونهاquot;.

نتنياهو أيد مشروع قانون quot;يعرقلquot; كل تسوية مستقبلية

كشف موقع معاريف صباح اليوم عن أن اقتراح القانون الذي أقرته الكنيست الأسبوع الماضي بالقراءة التمهيدية، بشأن quot;حقوق وتعويض يهود البلدان العربيةquot; كشرط من شروط التسوية المستقبلية، قد مر في اللجنة الوزارية للتشريع بتأييد وموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وقالت الصحيفة إن مشروع القانون المذكور، كان أعد في عهد الحكومة السابقة، من قبل عضو الكنيست يتسحاق كوهين من شاس، وقد فشل مشروع الاقتراح بنيل موافقة اللجنة الوزارية للتشريع، لكن نائب الوزير يتسحاق كوهين مارس ضغوطا على نتنياهو وطلب إعادة البت في المشروع، ففاز المشروع بتأييد اللجنة الوزاربة للتشريع.

وينص مشروع القانون على أنه لن يكون بمقدور الحكومة الإسرائيلية التوقيع على اتفاقية سلام مع دولة أيا كانت، دون تنظيم أمر وحقوق quot;اللاجئينquot; اليهود في الدول العربية أي quot;مواطني إسرائيل الذين هاجروا إليها من الدول العربية بعد قيام إسرائيل وتركوا ورائهم أملاكا وممتلك، والذين تعتبرهم معاهدات ومواثيق الأمم المتحدة لاجئينquot;، كما أن المساواة في الحقوق بين اللاجئين العرب وبين اللاجئين اليهود يجب أن تكون أيضا في إطار المفاوضات.