يسر سقوط جدار برلين الأمر للمجتمع الدولي لتنظيم تحالف عمل من اجل اخراج قوات رئيس النظام العراقي المخلوع صدام حسين من الكويت في عام 1991 حسب بولندا

الكويت:
قال خبير بولندي ان بسقوط حائط برلين فان القطبية الثنائية في العالم اختفت مما يسر الأمر للمجتمع الدولي لتنظيم تحالف عمل من اجل اخراج قوات رئيس النظام العراقي المخلوع صدام حسين من الكويت في عام 1991. ورأى مدير المعهد البولندي للشؤون الدولية نائب وزير الخارجية البولندية السابق الدكتور أندرزيج أنانيكز في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) هنا الليلة الماضية ان لولا سقوط حائط برلين لكان تحرير الكويت آنذاك أكثر صعوبة من حيث القدرة على تنظيم تحالف دولي يواجه عدوان صدام حسين.

ويزور أنانيكز الكويت لحضور منتدى نظمه معهد الكويت الدبلوماسي الاثنين الماضي بمناسبة الذكرى العشرين لسقوط حائط برلين في التاسع من نوفمبر 1989. وأعرب عن سروره بالأهمية التي توليها الكويت لذكرى سقوط حائط برلين كونه حدث مهم في اوروبا. واستذكر أنانيكز مشاركة الوحدات البولندية التابعة وقتذاك الى الاتحاد السوفيتي السابق في قوات التحالف الدولية قائلا quot;انها كانت المرة الأولى التي نشارك فيها في عمليات عسكرية دون حلفاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) المستقبليين والتي كانت تهدف الى تحقيق هدف مشترك يتعدى المصالح الفورية داخل حدود أراضيناquot;.

وتطرق الخبير البولندي في حديثه مع (كونا) الى الأبعاد الانسانية الأخلاقية لبناء حوائط في بؤر مختلفة من العالم مثل جدار العزل بين الفلسطينيين والاسرائيليين وعلى الحدود الفاصلة بين المكسيك والولايات المتحدة وغيرها. وأتبع quot;يبدو ان بعض السياسيين يعتقدون بأن الحوائط تسوي الخلافات وبالطبع فان سقوط حائط برلين يضع هذا التوجه تحت المجهرquot;.

وفي معرض رده على سؤال حول أثر سقوط حائط برلين في بولندا قال أنانيكز ان لهذه الحادثة بعدين هو دور حركات التحرر في بولندا ورد فعل الاتحاد السوفيتي السابق تجاه رغبة الشعب البولندي في الحصول على حرية اكبر مما ادى الى سقوط حائط برلين. وأضاف quot;لم يقع اطلاق نار ولم يضرب شخص واحدquot; وقد سقط حائط برلين بعد أن نظمت بولندا مباحثات سلام والتي quot;أثبتت نتائجها أن الاتحاد السوفيتي السابق برئاسة ميخائيل غوربتشوف لم يعد يرغب في استخدام القوة لحماية النظام الدكتاتوري البائد خارج حدود الاتحاد السوفيتيquot; الأمر الذي سهل على الألمان المطالبة بحيز اكبر من الحرية.

ورأى أنانيكز ان البعد الثاني من عملية سقوط حائط برلين كانت قضية الجوار اذ ان اتحاد الألمانيتين كان يعني أن جزء من دول الاتحاد السوفيتي السابقة سوف تشارك في حلف (ناتو) وفي الاتحاد الاوروبي. وأوضح ان عملية اتحاد شطري ألمانيا كانت تعني اندماج جزء من الاتحاد السوفيتي السابق في النظام الغربي الأمر الذي شكل تحد بسبب رغبة غالبية البولنديين في البقاء في الشطر الشرقي مع اقامة علاقات شراكة مع حلف الناتو والاتحاد الاوروبي مشيرا الى ان هذا كان يعني ان الخيارات المستقبلية في السياسة الدولية كانت مرتبطة تماما بالاصلاحات والتحول من الداخل من اجل احلال الديمقراطية الكاملة وحقوق الانسان وحكم القانون وسوق اقتصادي مفتوح.

وقال انه على الرغم من ان امام بولندا طريقا طويلا لتحقيق المزيد من التطور الا أن الكثير من البولنديين يقولون quot;اننا اليوم في افضل وضع منذ 400 عامquot; وأنا اوافقهم ذلك. ولفت مدير المعهد البولندي للشؤون الدولية نائب وزير الخارجية البولندية السابق الدكتور أندرزيج أنانيكز الى انه تقدم باقتراح للمسؤولين المعنيين في الكويت بتبادل الخبراء في سبيل استكشاف الخبرات ووجهات النظر على اختلافها.