أبدى الرئيس العراقي رغبة بلاده في تمتين العلاقات مع مصر وأقام مأدبة غداء غير مسبوقة على شرف السفير المصري الذي وصل إلى بغداد مؤخرا، وشدد على اهمية الحضور المصري الفاعل في العراق.


لندن: اكد الرئيس العراقي جلال طالباني حاجة بلاده الى حضور مصري فاعل على الساحة العراقية موضحاً أن قادة العراق وشعبه يرحبون بتجذير العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم تطلعات شعبيهما وضمان مستقبل زاهر لهما .. كما بحث الاستعدادات الجارية للانتخابات وزيارته المرتقبة الى فرنسا الاثنين المقبل مع رئيس الوزراء نوري المالكي .

واكد طالباني خلال مأدبة غداء غير مسبوقة اقامها بمقر إقامته في بغداد اليوم على شرف السفير المصري الجديد المعتمد لدى العراق شريف كمال الدين شاهين وباقي أركان السفارة المصرية
رغبة العراق القوية في توسيع آفاق التعاون والعمل المشترك مع مصر العربية . واضاف ان quot;هدفنا من إقامة التحالف الإستراتيجي بين البلدين الشقيقين هو تطوير التعاون بيننا في المجالات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والطاقة والسياحة ومجالات أخرى للتعاون الثنائيquot;.

وأشار الى حاجة العراق لحضور مصري فاعل على الساحة العراقية مشددا على أن قادة العراق وشعبه يرحبون بتجذير العلاقات الثنائية بين الجانبين بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين في التطور وضمان المستقبل الزاهر. كما اكد على اهمية تفعيل السبل الكفيلة بجذب الشركات ورجال الأعمال المصريين للمساهمة في حملة إعادة الإعمار والمسيرة الإستثمارية في العراق كما نقل عنه بيان رئاسي الى quot;ايلافquot;.

من جانبه أكد السفير المصري تصميم بلاده على العمل من أجل تعميق روابط الصداقة وتنشيط مجالات التعاون مع العراق والعمل لايجاد أرضية صلبة ترتكز عليها علاقات العراق مع باقي دول العالم لاسيما مع جمهورية مصر . وكان السفير الذي وصل الى بغداد الجمعة الماضي قد قدم اوراق اعتماد الى الرئيس طالباني امس الاول .

يذكر انه ليس لمصر تمثيل دبلوماسي في العراق منذ خطف القائم بالاعمال المصري ايهاب الشريف في بغداد في تموز (يوليو) 2005 واغتياله في عملية اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها. وكان الرئيس المصري حسني مبارك اصدر في حزيران (يونيو) الماضي 2009 الماضي قرارا جمهوريا بتعيين شاهين سفيرا لمصر في العراق لاعادة فتح السفارة المصرية في بغداد .
وكان وزير الخارجية المصري ابو الغيط قد زار العراق في تشرين الاول (كتوبر) عام 2008 في اول زيارة على هذا المستوى لمسؤول مصري منذ العام 1990.

وخلال الاسبوع الماضي اكد الرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعه في القاهرة مع الوفد الوزاري العراقي المشارك باعمال اللجنة العراقية المصرية برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري وحضور رئيس الوزراء المصري احمد نظيف استعداد مصر لوضع خبراتها في مجال التحول الاقتصادي والبناء المؤسسيrlm; وإعداد الكوادر البشرية لمساعدة العراق في التنميةrlm; وبكافة المجالات.rlm; واستعرض مبارك مع الوفد العراقي الذي ضم وزيراضافة الى زيباري ووزراء الداخلية والصناعة والزراعة والكهرباء والعلوم والاستثمار والتكنولوجيا سبل توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

ومن جهة اخرى بحث طالباني مع رئيس الوزراء نوري المالكي مجمل القضايا على الساحة العراقية والسبل الكفيلة بمعالجة التحديات التي تعترض المسيرة السياسية وتم التأكيد على ضرورة إيجاد الآليات الضرورية لتهيئة الأجواء المناسبة للإنتخابات المقبلة المقررة في 18 كانون الثاني (يناير) المقبل .

وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء اكد طالباني دعمه quot; لجهود رئيس الوزراء في الدفاع عن العراق وسيادتهquot; .. وقال quot;ابديت له تأييدي المطلق لمواقفه الجريئة في الدفاع عن العراق وسيادته في التصدي للإرهاب والطامعين في إنهاء هذه المسيرة الديمقراطية المتقدمة إن شاء الله الى الأمامquot;. واشار الى أنه ناقش مع المالكي موضوع زيارته المرتقبة الى فرنسا الاثنين المقبل اضافة الى العلاقات الثنائية بين الإتحاد الوطني الكردستاني وحزب الدعوة بزعمتهما quot;وكانت الآراء متطابقةquot; كما قال.

من جانبه المالكي قال المالكي quot;إن هذا اللقاء هو إستمرار لمبدأ التشاور الدائم مع فخامة رئيس الجمهورية لتمشية أمور البلد بالإتجاه الذي يخدم المصلحة الوطنية العلياquot; . واضاف quot;تناولنا كل القضايا التي تهمنا في الساحة السياسية وأجواء الإنتخابات والمستقبل ومعالجة التحديات التي تعترض الطريق والعلاقات الثنائية والعلاقات المستقبليةquot;. واشارة الى زيارة طالباني الى فرنسا
قائلا quot; لقد تشاورنا في الأوراق والملفات التي سيبحثها هناكquot;.

واكد المالكي سعي العراق الجاد من أجل الإنفتاح على دول العالم مضيفاً quot;العراق اليوم لم يعد ذلك العراق المعزول المحاصر في محيطه أو حدوده إنما اصبح بلداً يتطلع الى العلاقات مع الجميع والجميع يتطلعون الى علاقات مع العراق.. وهنا تبدو الحكمة في مثل هذه السفرات لترتيب العلاقات مع بقية دول العالمquot;.

وسيقود طالباني وفدا وزاريا كبيرا في زيارته لباريس يضم وزيري الداخلية جواد البولاني والدفاع عبد القادر العبيدي حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ساركوزي الاثنين المقبل لبحث العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين بلديهما .