شن مدفيديف هجوما قاسيا على المعارضة، واستخدم عبارات غير معهودة، وحذرها من زعزعة الاستقرار.

موسكو: حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في خطابه السنوي يوم الخميس المعارضة الروسية من استخدام الديمقراطية كستار quot;لزعزعة استقرار الدولة وإثارة الفرقة في المجتمع.quot;
وصاحب العبارات القاسية التي استخدمها ميدفيديف تعهدات متواضعة بتعزيز الديمقراطية في المناطق الروسية. وأظهرت هذه العبارات رغبة الكرملين في ضمان الاستقرار والحيلولة دون الاضطرابات في ظل ركود اقتصادي عميق.

وقال ميدفيديف في خطابه أمام نخبة سياسية روسية اجتمعت في قصر الكرملين الكبير quot;تعزيز الديمقراطية لا يعني إضعاف القانون والنظام.
quot;أي محاولات لهز الأوضاع بشعارات ديمقراطية لزعزعة استقرار الدولة وإثارة الفرقة في المجتمع سيتم وقفها.quot;

وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مُعَلم ميدفيديف والسياسي الأكثر نفوذا في البلاد يتابع من الصف الاول كلمة الرئيس مُحاطا بمساعديه الرئيسيين. وأظهر جمهور الحضور حفاوة لافتة للنظر ببوتين عند دخوله.
وأشار ميدفيديف بشكل محدد الى العنف المتفاقم في منطقة شمال القوقاز المضطربة التي تسكنها أغلبية مُسلمة باعتباره أكبر مشكلة سياسية داخلية تواجهها البلاد ودعا الى بذل جهود quot;لمكافحة الارهاب الدولي وتدمير العصاباتquot; في المنطقة.

وتفاقمت هذا العام أعمال القتل في شمال القوقاز حيث اجتمعت عمليات التمرد منخفضة المستوى التي يشنها اسلاميون يستفيدون من الفقر مع صراعات فيما بين مسؤولين محليين فاسدين وقطاع الاعمال.
وتحدث الرئيس في معظم الخطاب الذي استغرق 100 دقيقة عن حاجة البلاد الى تحويل دفة اقتصاد بلاده بعيدا عن الصناعات الثقيلة واستخراج الطاقة التي تنتمي للحقبة السوفيتية وتوجيهها نحو قطاعات القرن الحادي والعشرين مثل الطب والاتصالات والفضاء. وتطرق بالكاد للسياسة الخارجية لبلاده.

وقال ميدفيديف quot;لم نتمكن من التخلص من الهيكل البدائي لاقتصادنا...قدرة منتجاتنا على المنافسة منخفضة بصورة تدعو للخزي.quot;
ودعا ميدفيديف روسيا الى تحقيق جملة كبيرة من الأهداف من بينها تعزيز حصتها من العقاقير الطبية المُنتجة محليا لتغطي نصف السوق بحلول عام 2020 والى تخفيض استهلاك الغاز على نحو كبير بحلول عام 2012 وباطلاق خدمة الانترنت السريع والتلفزيون الرقمي في أرجاء روسيا خلال خمس سنوات.
وقال ميدفيديف quot;لا يمكن الحفاظ على مكانة الأُمة ورخائها الى الأبد بالاعتماد على منجزات الماضيquot; مشيرا الى تركة الحقبة السوفيتية من الأسلحة النووية والبنية الاساسية وانتاج النفط والغاز.

وأضاف quot;حان الوقت كي نجعل .. نحن الجيل الحالي من الروس.. صوت ( روسيا) مسموعا.. ولأن نرتقي بمكانة روسيا الى مستوى أعلى في الحضارة.quot;

ولم يهمل ميدفيديف رغم تأكيده على التكنولوجيا الحديثة الصناعات العسكرية القوية في البلاد قائلا انه سيجري نشر أكثر من 30 صاروخا بحلول عام 2010 كما سيتم طلب انتاج ثلاث غواصات نووية.

ولم تتضمن كلمة ميدفيديف أي تفاصيل عن كيفية تنفيذ أفكاره لتحديث الاقتصاد التي أثارت انزعاج بعض المشاركين في سوق المال.

وقال كريس ويفر كبير الخبراء الاستراتيجيين في شركة أورالسيب الروسية للسمسرة quot;أشعر بخيبة أمل من وجهة نظر استثمارية لانها كانت (الكلمة) ضعيفة جدا فيما يتعلق بأي نقطة محددة للعمل.. مجرد إعادة تأكيد لما نسمعه بالفعل.quot;
واستخدم الرئيس عبارات قاسية في الحديث عن الشركات الروسية الحكومية العملاقة قائلا انها ليس لها أي مستقبل. وأضاف أن هذه الشركات يجب أن تخضع لتدقيق مراجعين مستقلين وانه يجب اما اغلاقها أو تحويلها لشركات مساهمة.

وقال محللون سياسيون ان ميدفيديف الذي يصل في مايو أيار القادم الى منتصف فترة ولايته التي تستمر لاربع سنوات فشل في أن يشرح في كلمته كيف ستجري متابعة تنفيذ أفكاره.