يطالب نواب أميركيون باعتبار ان ضحايا مجزرة قاعدة فورد هود العسكرية سقطوا في حرب خارجية، في وقت يدعو الرئيس اوباما الى الامتناع عن اصدار الاحكام المسبقة حول الحادث.


بعد أن سبق وتم الكشف عن أن أوباما لا يعتزم اعتبار مجزرة فورت هود عملاً إرهابياً، تشكف صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عن أن الرئيس الأميركي يلاقي مطالبات من جانب العديد من المشرعين في ولاية تكساس وعدد من الجمهوريين، تعكس رغبتهم في اعتبار قاعدة فورت هود منطقة قتال، ومن ثم اعتبار الجنود الذين لاقوا حتفهم هناك وكأنهم قد قتلوا على يد أحد أعداء الولايات المتحدة مثلما يحدث مع القوات المشاركة في الحروب الخارجية.

وتقول الصحيفة إن تلك المساعي تأتي في إطار ما يتم بذله من جهود للتأكد من أن القتلى أو الجرحى سيكونوا مؤهلين للحصول على فوائد وتكريمات كمن يخدمون في المناطق الحربية بالخارج، مثل ميداليات القلب الأوروغواني ومدفوعات التأمين على الحياة.

وتلفت الصحيفة في بداية حديثها إلى التشريع الذي تقدم به الأسبوع الماضي النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، جون كارتر، لإعلان أن الجنود الذين قتلوا في القاعدة قد قتلوا في quot;منطقة قتال حربية نتيجة لفعل قام به عدو من أعداء الولايات المتحدةquot;. فيما ترى الصحيفة أن تلك الجهود ستؤول في واقع الأمر أيضا إلى تسوية ما حدث هناك، بالنسبة لما يدور في ذهن الكونغرس على أقل تقدير. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها ستوجه ضربة دقيقة لوجهة النظر العالمية التي يتبناها الرئيس أوباما.

وتشير في السياق ذاته إلى أن بعض الجمهوريين بدؤوا يدخلون بالفعل في مواجهة مع أوباما لعدم تعامله بجدية مع ملف الإرهاب ndash; لافتين إلى حالة عدم اليقين التي تتملكه بشأن الحرب في أفغانستان وكذلك القرار الذي اتخذته إدارته بإخضاع خالد شيخ محمد، المتهم بالتخطيط لأحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول لمحاكمة مدنية. وهو المعنى الذي حرصت الصحيفة على تأكيده بإشارتها إلى أن لهجة أوباما الرئاسية بشأن قضية الإرهاب اتسمت بالتهدئة النسبية، كما بدأ يتخلص بصورة تدريجية من استخدام عبارات من بينها quot;الحرب على الإرهابquot;، على عكس سابقه جورج بوش.

ولم تخف الصحيفة أيضاً حقيقة التهديدات الإرهابية التي تخضع لها المنشآت العسكرية باستمرار، سواء في أميركا أو بالخارج. وتُذكِّر بالواقعة التي أدين فيها العام الماضي خمسة مهاجرين أميركيين بعد أن وجهت إليهم تهم بالتخطيط للقيام باعتداء إجرامي في قاعدة فورت ديكس بنيوجيرسي.

وكذلك نجاح الشرطة الاسترالية هذا العام في إحباط مؤامرة كان يسعى من ورائها متشددون إسلاميون إلى القيام بعملية إطلاق نار في قاعدة استرالية إلى أن لقوا مصرعهم. وفي الوقت الذي يشن فيه بعض المشرعين حملات للتأكيد على حقيقة الدافع الإرهابي وراء حادثة فورت هود، يطالب أوباما الجميع بالامتناع عن إصدار أحكام على الأسباب التي أدت لوقوع عملية إطلاق النار في فورت هود حتى تنتهي الحكومة من التحقيقات التي تجريها.