مصادر فلسطينية: صفقة شاليط خلال ساعات

تقدم مهم في مفاوضات صفقة الأسرى بفلسطين

تواصل الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء متابعة ملف صفقة غلعاد شاليط، وإحتمالات تجنيد أغلبية في الحكومة الإسرائيلية لتأييد الصفقة، مع استمرار الجدل بين المعلقين والمحللين والسياسيين حول شرعية إبرام الصفقة وتداعياتها المستقبلية على ميزان القوى بين إسرائيل وحماس وبين حماس والسلطة الفلسطينية، ومدلولات quot;الخضوع والاستسلام للإرهابيين quot;، كما يسمي ذلك صحافيون وسياسيون معارضون للصفقة.

نضال وتد من تل أبيب: دعت كل من هآرتس والجيروزاليم، بوسط اليوم إلى رفع الحظر الذي تفرضه الرقابة العسكرية على تفاصيل الصفقة، حتى يتسنى للجمهور الإسرائيلي معرفة هذه التفاصيل وقول كلمته فيها، فيما أعلن نتنياهو أنه على استعداد لعرض الصفقة، بعد إقرارها في الحكومة، على الكنيست لمناقشتها، مع تقليله من الحماس الذي دب في إسرائيل عندما أعلن في الكنيست أمس أن حسم الصفقة هو معضلة كبيرة ويحتمل ألا يتم التوقيع عليها في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من الحظر المفروض إسرائيليًا على نشر تفاصيل الصفقة إلا أن الاستعداد الذي يبديه نتنياهو للموافقة عليها يثير معارضة شديدة في صفوف اليمين، لدرجة حدت بعضو الكنيست اليميني أريه إلداد إلى اتهام نتنياهو بتجاوز كل الخطوط الحمر، وأمله بأن تقوم حماس نفسها بتفجير الصفقة. في المقابل حذر رئيس قسم quot;المختطفينquot; في الموساد، سابقًا، رامي إيغرا في مقالة خاصة نشرتها له يسرائيل هيوم من أن إبرام الصفقة بشروطها الحالية سيكون خضوعًا، بل استسلامًا للإرهاب سيغير وجه المنطقة وموازين القوى فيها.

بن درور يميني يناشد الوزراء برفض الصفقة

واستهل الكاتب اليميني المعروف بن درور يميني، مقالته المعارضة للصفقة بمناشدة quot;الوزراء الأعزاءquot; بعدم إقرار صفقة شاليط، في حال عرضت للتصويت عليها في الحكومة. وكتب يقول في هذا السياق:

quot;أيها الوزراء الأعزاء، بعد عملية طويلة ومستمرة من غسيل الدماغ، وبعد أن تجند الإعلام كله تقريبًا، سيصل القرار إليكم. في إطار الضغوط الممارسة، يحكون لنا عن أن الأغلبية المؤيدة ستكون تلقائية في الحكومة حقًا؟ هل ستسمحون بهذا الخزي؟ يستحسن أن نسمي الاقتراح الذي سيعرض على طاولة الحكومة باسمه: استسلام.

فحكومة إسرائيل تريد أن تركع أمام حماس، وأن تستسلم لكل نزواته. منظمة إرهابية لا سامية ستملي على حكومة إسرائيل شروط استسلام. خزي آخر، أكبر من سابقيه هذه المرة، من شأنه أن يضاف إلى مسيرة الخزي التي رافقت الصفقات السابقة.quot; quot;يقولون لنا إن هذا لن يتكرر في المرة القادمة، ستحدد إسرائيل الشروط، شروط جديدة؟ لماذا ستكن دماء الجندي القادم الذي سيختطف مستقبلا أرخص من دماء غلعاد شاليط؟ هل هناك من يصدق منكم هذا الهراء؟ هل بينكم من يملك جوابًا أخلاقيًا جادًا؟ لا يوجد جواب كهذاquot;.

quot;هناك جواب من مجال آخر. إذا أيدتم الصفقة، سيكون ذلك مشجعا لعملية الاختطاف القادمة، ولعملية أخرى، إذ ستكون عندنا حملة جماهيرية تصب كلها في خانة الهزيمة الذاتية. وحملة أخرى وهكذا. فهذا ما حدث هذه المرة، مع أغلبية مطلقة من تأييد وسائل الإعلام، دون نقاش جاد. فقد تحول كل صحافي، تقريبًا، يفترض فيه أن يغطي الأحداث والملف، إلى رسول يدعو إلى الإفراج بالجملة عن القتلة والإرهابيين. فكيف يمكن إبقاء شاليط في السجن ثلاث سنوات؟ ألم يحن الوقت بعد؟ ماذا كنت ستفعل لو كان ابنك مكانه؟ فيض من الأسئلة العاطفية، ولتذهب المصالح العامة والقومية والأخلاقية إلى الجحيمquot;.

quot;يمكن بطبيعة الحال تفهم موقف العائلة، لكن غلعاد توقف عن كونه موضوعا يخص عائلة واحدة، فقد تحول إلى ابن لكل عائلة في إسرائيل، ولهذا السبب بالذات ارتفع ثمنه. فلا أحد يذكر أسماء الجنديين اللذين قتلا في المعركة نفسها، قائد الدبابة حنان براك والعريف فابل سلوتسكر، لكن غلعاد تحول إلى ماركة، فقد نجحت الحملة، هل هذا سبب كاف للاستسلامquot;؟

يسرائيل هيوم: استسلام بلا خجل

تحت هذا العنوان كتبت يسرائيل هيوم، على لسان مسؤول الموساد السابق، رامي إيغرا، إن صفقة شاليط في حال إقرارها ستغير وجه المنطقة. وقال إيغرا في مقالته التي خص بها يسرائيل هيوم: إن الصفق التي يتم بلورة خطوطها الأخيرة، والتي نسمع عنها من وسائل الإعلام الأجنبية، تشمل في طياتها عدة مركبات يجب أن نتوقف عندها وأن نفحصها بعمق.

فمن جهة أولى، ووفقًا للتقارير الواردة، يدور الحديث عن تحرير بالجملة لكبار القتلة في القرن الماضي والقرن الحالي، ومن جهة ثانية نحن أمام استسلام بلا وازع خجل ولا حدود لمطالب حماس. صحيح أن لنا كمواطنين في دولة إسرائيل التزامًا تجاه بعضنا وخاصة تجاه الجنود الذين أرسلناهم للحرب، لكن يجب أن يكون لهذا الالتزام أساس عقلاني، ولا يمكن أن يقود إلى الانتحار.

إن الصفقة كما هي بادية لما يمكن لها أن تقود إلى واحد من الأوضاع التالية: quot;إنها تعيد لميادين القتال أكبر القتلة، إذ تعلمنا تجربة الماضي أنهم سيعودون للعمل، وسيكون ثمن ذلك مئات القتلى في المستقبل. إن المبرر الأخلاقي الوحيد هو أننا لا نعرف أسمائهم، فلو عرفنا أسماء القتلى المستقبلين لشكل ذلك مشكلة أخلاقية لن نستطيع مواجهتها. فالصفقة تعلم الفلسطينيين بأن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إسرائيل هي القوة، وهذا الأسلوب باعتقادهم منتصر دائمًاquot;.

quot;فالفلسطيني الذي يفكر بالقيام بعملية يعرف أنه سيتم تحريره مستقبلا وأنه سيعود لبيته بطلا. ليس هذا فحسب، بل إن مجرد إبرامنا للصفقة يعطي دفعة أيديلوجية للمتطرفين، ويوجه ضربة بالغة لمحبي السلام الفلسطينيين وفي مقدمتهم أبو مازن. تصورا كيف سيبدو اليوم الذي سيلي الصفقة: ستكون حكومة حماس مكللة بأكاليل النصر وهي ترتبط بالزعيم المتطرف مروان البرغوثي وستتبنى فكرة إبادة إسرائيل.

quot;إن صفقة شاليط ليست مجرد صفقة تقوم على أسير مقابل أسرى، بل هي خطوة إستراتيجية ستؤثر على الخطوات المستقبلية في المنطقة. على نتنياهو وحكومته أن يحذو حذو أولمرت الذي لم يقع في وهم التهدئة والتأييد الشعبي. وإلى أن يحل موعد الانتخابات القادمة ستكون نتائج هذه الصفقة معروفة لجميع ولن يكون بمقدور نتنياهو التمسك بهالة النصر الحالية.

هآرتس: مدير عام الخارجية الإسرائيلية يزور عُمّان سرًّا

كشفت صحيفة هآرتس النقاب عن أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوسي غال، قام بزيارة سرية لدول الخليج العربي حيث أجرى لقاءات ومحادثات سياسية في عواصم سلطنة عمان ومسقط، على الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وعمان مقطوعة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.وأشار موظف رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية إلى أن يوسي غال توجه إلى مسقط على رأس وفد ضم أيضًا نائب قسم الشرق الأوسط في الوزارة، يعقوب هداس، وعددًا من كبار الموظفين في الوزارة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الرسمي للزيارة هو المشاركة في المناقشات السنوية للمركز الدولي لتحلية المياه في عُمّان، لكون إسرائيل عضو في هذا المركز.وقد أجرى غال ورفاقه سلسة محادثات سياسية في السلطنة وعلى ما يبدو فقد التقوا أيضًا بوزير خارجية السلطنة، يوسف بن علوي. وطرح غال في محادثاته في عمان، الجهود الإسرائيلية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، واستعداد إسرائيل لتقديم بوادر حسن نية في مجال البناء في المستوطنات، ورفع مستوى معيشة الفلسطينيين.