تحرص إسرائيل على خفض سقف التوقعات إزاء صفقة تبادل الأسرى التي من المتوقع أن تتم عودة المفاوضات بخصوصها بعد عطلة عيد الأضحى، ومن المنتظر أن يعطي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ردّه اليوم الخميس بشأن صيغة التسوية التي تهدف إلى دعم اتفاق تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بينما يدور الخلاف حول مدى شمول الصفقة لاسم القيادي مروان البرغوثي، ضمن لائحة السجناء الذين سيجري الإفراج عنهم، وهو ما ترفضه إسرائيل.

القاهرة: على الرغم ممّا عكسته الأجواء الإيجابية التي تحيط بالمحادثات بين مدير المخابرات المصرية ووفد حركة حماس، وما أوحت به تقارير العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، بشأن قرب حسم الموقف من صفقة التبادل مع حركة quot;حماسquot; كما أشارت التقديرات إلى توافر غالبية حكومية لتمرير هذه الصفقة، فقد حرص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خفض سقف التوقعات إزاء هذه الصفقة.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة quot;هاآرتسquot; الإسرائيلية أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من المنتظر أن يعطي رده اليوم الخميس بشأن صيغة التسوية التي تهدف دعم اتفاق تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، وتحدث مصدر سياسي مطلع في القاهرة عن أن الخلاف الدائر حاليًا يتركز حول مدى شمول الصفقة لاسم القيادي مروان البرغوثي، ضمن لائحة السجناء الذين سيجري الإفراج عنهم، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وغادر وفد من حركة quot;حماسquot;، القاهرة متوجّهًا إلى دمشق، بعد أن أجرى محادثات مع الوسطاء المصريين لمناقشة صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن وفد quot;حماسquot;، الذي ترأّسه محمود الزهار، سيجري مشاورات مع قادة الحركة في دمشق، قبل أن يعود مجددًا للقاهرة. وأضافت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإليكتروني - أنه يتعين على مشعل أن ينتهج موقفًا معلنًا بهذا الشأن، وفي حال عدم وجود عقبات غير متوقعة، فثمة شعور بأنه سيكون هناك اتفاق لتطبيقه في غضون أيام قليلة، وأشارت إلى أنه في حال الرد الإيجابي من قيادة الحركة بدمشق، فإن العملية ربما تسلك مسارًا سريعًا، ومن حيث المبدأ فيمكن أن يوافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي ثم السماح بفترة 48 ساعة لتقديم الالتماسات لدى المحكمة العليا، ويمكن تطبيقها بعد ذلك.

وفي السياق ذاته نقلت صحيفة quot;معاريفquot; عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها إن التقارير الإيجابية التي تأتي من quot;حماسquot; ترمي إلى ممارسة ضغط نفسي على الجمهور الإسرائيلي، وعلى الوزراء في إسرائيل، وإنها ليست حقيقية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف الثلاثين وزيرًا يؤيّدون الصفقة، وبينهم نتنياهو وخمسة وزراء من حزب العمل، وأربعة وزراء من حزب quot;شاسquot;، إضافةً إلى 6 وزراء من حزب quot;الليكودquot;، ليصل عدد المؤيّدين إلى 16 وزيرًا.

الموقف الفلسطيني

وفي المقابل، قالت حركة quot;حماسquot;، في بيان لها إنه من السابق لأوانه الحديث عن نتائج محدّدة عن قرب التوصل إلى اتفاق، ورأت أن quot;الضجة التي أُثيرت في وسائل الإعلام عن قرب التوصل لاتفاق على صفقة تبادل الأسرى هي محض تسريبات إسرائيلية بهدف التأثير في مشاعر عائلاتهم، ولمحاولة الضغط والتأثير في عملية التفاوض غير المباشرquot;. من جهة أخرى أعلنت لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية الفلسطينية أن مصر وجهت دعوة إلى اللجنة لزيارة القاهرة بغية البحث في موضوع المصالحة الوطنية، وقال ممثل الشخصيات المستقلة ياسر الوادية إن الجهود والاتصالات مستمرة مع مصر لإنجاز المصالحة بعد إجازة عيد الأضحى.

بدورها أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية أن صفقة تبادل السجناء بين حركة حماس وإسرائيل تعد خطوة لها تأثيرات بعيدة ليس فقط على محادثات السلام المتوقفة في الشرق الأوسط لكن أيضا على سلسلة من العلاقات الإقليمية. وقالت الصحيفة - في موقعها الإليكتروني - إن توقعات مبادلة الجندي الإسرائيلي شاليط بمئات من الأسرى الفلسطينيين وقد يكون بينهم القيادي الفلسطيني الذي يحظى بشعبية مروان البرغوثي في الأسبوع المقبل جاءت بعد سلسلة اجتماعات في القاهرة برعاية الحكومة المصرية وبعد عدد كبير من التصريحات من جانب مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين ومصريين.

كما نسبت الصحيفة إلى مسؤولين في حماس وإسرائيل القول إن الاتفاق يمكن أن يشمل مروان البرغوثي، وهو أحد أكثر الزعماء شعبية في الضفة الغربية والذي يرى على نطاق واسع أنه خليفة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لكن داني دانون نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي والعضو البارز في حزب quot;ليكودquot; الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في مقابلة مع الصحيفة quot;إن هناك فرصة جدية لإطلاق سراح البرغوثي، بينما قال نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم في تصريحات لمحطة BBC إن البرغوثي لن يكون جزءًا من أي صفقة تبادل محتملة.