تؤكد الأمم المتحدة أن ظاهرة الاغتصاب في افغانستان مشكلة عميقة، وبحسبها فإنه لا يتم الإبلاغ عن كل الحالات التي تتعرض خلالها النساء والفتيات لخطر الاغتصاب داخل منازلهن وفي قراهن وفي مراكز الاحتجاز.

كابول: قالت الامم المتحدة يوم الاثنين إنه لا يتم الابلاغ عن كل حالات جرائم الاغتصاب التي تحدث في أفغانستان وانه يجري اخفاؤها وانها تمثل مشكلة لحقوق الانسان. وذكرت نورا نيلاند ممثلة الامم المتحدة لحقوق الانسان في أفغانستان ان البحث الميداني الذي أجري في أواخر العام الماضي وأوائل العام الجاري أظهر أن الاغتصاب جريمة تحدث في كل أنحاء أفغانستان وداخل كل المجتمعات والفئات الاجتماعية.

وقالت نيلاند في مؤتمر صحفي بالعاصمة الافغانية كابول في اطار حملة تستمر 16 يوما لمحاربة العنف ضد المرأة quot;تتعرض النساء والفتيات لخطر الاغتصاب داخل منازلهن وفي قراهن وفي مراكز الاحتجاز.quot; وأضافت quot;انها مشكلة لحقوق الانسان ذات أبعاد عميقة.quot;

ومضت نيلاند تقول ان مشاعر مثل الخزي تفاقم المشكلة وكثيرا ما تتملك الضحايا لا الجناة. وقالت ان جرائم الاغتصاب تحدث داخل العائلة وخارجها وعادة ما يجري محاكمة الضحايا بتهمة الزنا. وخلال الحرب الاهلية الافغانية في أوائل التسعينات انتشر الاغتصاب والعنف الجنسي ضد المرأة واكتسبت حركة طالبان قوتها في باديء الامر بسبب موقفها المتشدد من هذه الجريمة.

وتحسنت حقوق المرأة في أفغانستان بصورة كبيرة منذ الاطاحة بحركة طالبان عام 2001 التي كانت تمنع النساء من العمل أو التحاق الفتيات بالمدارس أو حتى ترك منازلهن دون محرم. لكن أفغانستان ما زالت مجتمعا محافظا بصورة كبيرة خاصة في المناطق الريفية النائية حيث يطغى العرف والقوانين القبلية على القوانين المدنية.

وقالت نيلاند quot;انها مشكلة أيضا لان هناك احتمالا محدودا جدا في تحقيق العدالة.. ليس هناك بند صريح في قانون العقوبات الافغاني لعام 1976 يجرم الاغتصاب.quot; وذكرت أن الامم المتحدة أوصت بأن يتضمن تشريع خاص بالقضاء على العنف ضد المرأة quot;اشارة صريحة للاغتصابquot; وتحميل الحكومة مسؤولية محاربة هذه الجريمة.

وخصت نيلاند بالذكر الاتجاه المتزايد للعنف ضد المرأة في الحياة العامة قائلة انه مؤشر الى أن دور المرأة في عمليات صنع القرار لا يلقى تقديرا أو اعترافا كاملا في المجتمع الافغاني. وقالت نيلاند quot;الديمقراطية والسلام في أفغانستان يتوقفان على القضاء على العنف والمشاركة الكاملة للمرأة الى جانب الرجل بالطبع في عمليات صنع القرار التي تؤثر على حياتهم ومستقبل البلاد