بدأ العد التنازلي لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، حيث من المتوقعأن تسلم الأخيرة الدولة العبرية الجندي الأسير لديها جلعاد شاليط منذ حزيران يونيو 2006 مقابل عشرات المعتقلين الفلسطينيين. وتحدثت أنباء عن أن شاليط قد بات منذ أيام عدّة في حوزة الدولة المصرية وبصحبته قائد الجناح العسكري في حركة quot;حماسquot; أحمد الجعبري، وقد احتُفِظ بهما في مكان آمن وسري، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن تسليم حماس شاليط لمصر جاء كضمانة من الأخيرة للتأكد من جدية تقدم مفاوضات الصفقة.

نبيل شرف الدين من القاهرة، وكالات: نقلت صحيفة quot;الجريدةquot; الكويتية عن مصادر مطلعة في القاهرة أن العد التنازلي لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة quot;حماسquot; قد بدأ، وأن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قد رأى النور فعلاً، إذ إنه قد بات منذ أيام عدة في حوزة الدولة المصرية وبصحبته قائد الجناح العسكري في حركة quot;حماسquot; أحمد الجعبري، وقد احتُفِظ بهما في مكان آمن وسري.

وكشف مصدر لـquot;الجريدةquot; أن شاليط نقل إلى القاهرة برفقة القيادي في quot;حماسquot; محمود الزهار، الذي أحيطت زيارته الأخيرة قبيل عيد الأضحى بإجراءات أمنية استثنائية، إذ لم يمر الوفد الحمساوي عبر صالات الوصول في معبر رفح كالعادة، ونقلته حافلةٌ مصرية انتظرته في باحة المعبر.

وأشار المصدر المطلع الى أن تسليم quot;حماسquot; شاليط لمصر جاء كضمانة استباقية من القاهرة للتأكد من جدية تقدم مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وعدم تعرضها لانتكاسة، وأن الاحتفاظ بشاليط كرهينة لدى مصر يمثل ضابطًا لـquot;حماسquot; وحافزًا لإسرائيل.

وقال المصدر إن تسليم شاليط الى مصر جاء بتوافق ثلاثي، إذ حرصت القاهرة على التسليم عبرها لما يمثله هذا من نجاح ديبلوماسي تحتاج إليه دوليًا وإقليميًا، كما أن quot;حماسquot; توافقت مع رغبة القاهرة لحاجتها إلى تليين المواقف المصرية بشأن المصالحة الفلسطينية. وأضاف أن إسرائيل التقت مع quot;حماسquot; ومصر في تسليم شاليط عبر القاهرة حتى لا يمثل تسلّمها شاليط من quot;حماسquot; اعترافًا واقعيًا بالأخيرة. ومن المقرر ndash; طبقًا للمصدر نفسهndash; أن يُعلن وصول شاليط إلى لأراضي المصرية في وقت لاحق.

الخلاف ينحصر في 7 أسماء بعد أن كان نحو 50 اسماً

هذا في ما أكد مصدر دبلوماسي مصري قريب من مفاوضات الوساطة بين إسرائيل وحماس أن الجهود التي ترعاها القاهرة بالتنسيق مع برلين في صفقة التبادل تحقق تقدماً واضحاً في اتجاه إنجاز تلك الصفقة، فقد أشار السفير الفلسطيني لدى القاهرة إلى أن جهود الوساطة المكثفة التي ترعاها مصر لتحقيق المصالحة الوطنية خاصة بين حركتي فتح وحماس، مازالت تراوح مكانها دون تقدم يذكر حتى الآن.

من جهة أخرى فتحت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي أمام العابرين الفلسطينيين من العالقين ولدى وصول الحجاج القادمين من الديار الحجازية في طريق عودتهم إلى قطاع غزة، حيث يتم افتتاحها ولمدة أسبوع كامل، وأكدت مصدر مصرية توفير كافة الرعاية المطلوبة ، وذلك من خلال أطقم عمل إضافية من مختلف الأجهزة لسرعة إنهاء الاجراءات وتيسير عبورهم ، كما تم توفير سيارات سياحية لنقلهم من مطار العريش في شمال سيناء إلى المعبر الحدودي.

وعودة للمصدر المصري الذي تحدث مع (إيلاف) الذي أكد نجاح الوسطاء في جسر الفجوة في المواقف لإتمام الصفقة، كاشفاً أن الخلاف بات ينحصر في سبعة أسماء فقط بعد أن كان يتعلق بخمسين أسماً، موضحاً أن كلا الجانبين يبديان مرونة في جسر الهوة في المواقف سعياً لاستغلال الفرصة المتاحة وإنجاز تلك الصفقة المتعثرة. أما على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية فقد نفى بركات الفرا السفير الفلسطيني لدى القاهرة وجود أي جديد بخصوص استئناف الحوار الداخلي الذي ترعاه القاهرة، بخلاف ما أعلنه قياديون فلسطينيون مستقلون عن لقاءات متوقعة ستدعو لها القاهرة للبحث في ملاحظات الحركة على الورقة المصرية. وكان عضو لجنة المصالحة والقيادي المستقل ياسر الوادية أعلن في وقت سابق أن القاهرة ستوجه دعوات للفصائل الفلسطينية وحركة حماس بعد عيد الأضحى لمناقشة ملاحظات حركة quot;حماسquot; على الورقة المصرية بما يمهد للتوقيع عليها .

وفي تفاصيل الصفقة فقد أكد ذات المصدر المصري تحقيق توافق شبه نهائي على قائمة فلسطينيي ال48 والقدس، وهو ما اعتبر بمثابة تقدم حقيقي في مساعي الوساطة التي تجري على نحو حثيث بسرية تامة، وشدد ذات المصدر على الحاجة لمزيد من الوقت للتوافق على باقي أسماء الأسرى ذوي المحكوميات العالية الذين تصر عليهم حركة حماس .

وتعثرت المفاوضات حول تلك الصفقة في مراحلها الأخيرة قبيل أيام من عيد الأضحى، وفي ذلك الحين أعلن في القاهرة رسمياً إرجاء المناقشة بشأنها حتى تنتهي إجازات عيد الأضحى، على أن يستأنف الوسطاء المصريون والألمان مساعيهم لاحقاً، وهو ما بدأ بالفعل. وزار وفد رفيع المستوى من حركة quot;حماسquot; كلاً من القاهرة ودمشق، لإجراء محادثات لمناقشة صفقة التبادل مع إسرائيل، وكانت المحطة الأولى مع وسطاء من جهاز الاستخبارات المصري، أما المحطة الثانية فكانت مع قادة الحركة في دمشق.

وعاد وفد من قادة حركة حماس من دمشق لقطاع غزة عبر القاهرة، حيث لم يعلن أي لقاءات علنية مع المسؤولين المصريين، غير أن مصادر في القاهرة قالت إن الوفد أطلع المسؤولين في الاستخبارات المصرية على نتائج المحادثات التي أجريت مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، وباقي قيادات الحركة المقيمين في دمشق، بشأن آخر تفاصيل الصفقة التي يقوم بالوساطة في شأنها مبعوث ألماني.

وأوضح المصدر المصري أن إسرائيل ترفض إطلاق سراح سجناء فلسطينيين يقبعون في السجون منذ زمن طويل أو محكومين بالسجن المؤبد في مقابل إطلاق الجندي شاليط، لافتاً إلى أن التسريبات التي تحدثت خلال الأيام الفائتة عن قرب التوصل إلى اتفاق هي quot;تقديرات صحيحة لكنها لم تزل بحاجة لبعض الوقتquot;، حسب قوله .

المفاوضات مع إسرائيل بشأن المعتقلين صعبة

في السياق عينه، أكّد مسؤول في حماس في دمشق أن المفاوضات بين الحركة وإسرائيل لتبادل المعتقلين لا تزال جارية، مؤكدًا أنها مفاوضات quot;صعبة وشاقةquot;، وأن quot;حماس متمسكة حتى اللحظة بالقائمة التي قدمتها لإسرائيلquot;، ومتهمًا إسرائيل بـquot;التردد وعدم الوضوحquot; حسب قوله.

وقال المسؤول الإعلامي في الحركة في دمشق أسامة أبو خالد في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء quot;منذ أيام لم ترشح أي معلومات عن أي جديد، وكل ما يُصاغ عن قرب التوصل إلى الصفقة هي تسريبات إسرائيلية للتأثير على مجرى الأحداث أو للضغط على حماس، وتتعمد التلاعب بمشاعر الأسرى وذويهم من خلال الإيحاء بأن صفقة التبادل باتت قاب قوسين أو أدنى، وتتحدث عن قرب التوصل إلى حلّ لكافة الأمورquot;، وأضاف quot;لكن لا أعتقد أن هذا الموقف صحيح، فالمفاوضات لا تزال جارية، وهي شاقة وصعبة، وإسرائيل لديها تحفظات كثيرة على بعض الأسماء وحماس متمسكة بالقائمة التي قدمتها من أجل الإفراج عن جميع الأسرى خاصة أصحاب المحكوميات العاليةquot; وفق قوله.