حسني مبارك وعبدالله غول

في المحطة الثانية من جولته الأوروبية التي استهلّها بزيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، بدأ الرئيس حسني مبارك يوم الثلاثاء زيارة إلى أنقرة، يُجري خلالها مباحثات مع نظيره التركي عبد الله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وهي المحادثات التي وصفها المتحدث باسم الرئاسة المصرية بأنها سوف تتعرض لمجمل القضايا الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بتطورات القضايا بين إسرائيل والدول العربية، بالإضافة بالطبع إلى أجندة العلاقات الثنائية المصرية ـ التركية، خاصة الاقتصادية والتجارية منها، المحافل الدولية والإقليمية حيث تشمل أجندة المباحثات ملفين أساسيين هما السياسي والاقتصادي.

نبيل شرف الدين من القاهرة: صرح سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية لوكالة أنباء الشرق الأوسط بأن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لتركيا تتمتع بأهمية خاصة نظرا لخصوصية العلاقات بين مصر وتركيا التي تعد إحدى قوى الاعتدال في المنطقة والحرص المتبادل من قبل البلدين على التشاور المستمر حول كل القضايا الإقليمية .

وقال عواد إن مبارك سيحرص خلال مباحثاته مع المسؤولين الأتراك على استعراض جهود مصر في كافة الملفات الإقليمية، مع التركيز على ضرورة إحياء عملية السلام في المنطقة، وكذا استعراض اتصالات مصر وجهودها لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني باعتباره ضرورة لرفع الحصار عن غزة والشروع في إعادة إعمار القطاع، الذي دمرته الهجمات العسكرية الإسرائيلية.

وأكد عواد quot;أن الرئيس مبارك يولي أهمية خاصة لملف القدس الشرقية بما لها من مكانة خاصة وأهمية لدى عالمنا العربي والإسلاميquot;، وأشار المتحدث المصري إلى أن مشاورات مبارك في أنقرة ستتناول مجمل الوضع الإقليمي، بالإضافة إلى عملية السلام الشرق أوسطية، وسيجري التشاور أيضاً بشأن مجمل الأوضاع في العراق واليمن ولبنان، هذا فضلاً عن الوضع الدقيق في منطقة الخليج، خاصة في ظل الجدل الدائر حول ملف إيران النووي.

الاستثمارات التركية

أما في ما يتعلق بالملف الاقتصادي، فقال رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المصري quot;إن تركيا أصبحت من الشركاء الاقتصاديين المهمين لمصر بعد توقيع اتفاقية التجارة وبدء تنفيذها، وهو ما أدى إلى زيادة التجارة البينية بين البلدين لأكثر من 3 مليارات دولار، مشيراً إلى أن الاتفاقية خلقت طفرة في الاستثمارات التركية في مصر إلى حوالى 1ر5 مليارات دولار خلال فترة وجيزةquot;، على حد تصريحاته للتلفزيون الحكومي المصري.

وعودة إلى المتحدث الرئاسي المصري الذي قال quot;إن مباحثات مبارك في تركيا ستتطرق إلى العلاقات الثنائية المصرية ـ التركية، حيث تقدر القاهرة أهمية التزايد المضطرد في حجم التجارة الذي تجاوز ملياري دولار خلال العام الماضي وارتفاع حجم الاستثمارات التركية في مصر لتتخطى حاجز الملياري دولار أيضا من خلال إقامة حوالى 260 شركة ومصنعا تركيا تعمل في مختلف المجالات الصناعية، خاصة في قطاع المنسوجات.

كما أشار المتحدث المصري إلى أن مبارك سيبلغ نظيره التركي خلال هذه الزيارة عزم مصر إنهاء كافة المرافق للمدينة الصناعية التركية التي أرسى غول حجر الأساس لها في quot;مدينة السادس من أكتوبرquot; العام الماضي خلال عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام، مشيراً إلى أن هناك لائحة بأكثر من مائة شركة تركية أخرى تعتزم إنشاء مشروعات مهمة في مصر خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، أوضح علاء الحديدي سفير مصر لدى تركيا أن زيارة مبارك إلى تركيا ستعطي دفعة قوية للعلاقات السياسية المتميزة بالفعل بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أعادت توزيع خريطة الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وما يحكمها من توازنات.

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن التشاور والزيارات المتبادلة بين الرئيسين مبارك وغول متواصلة ومستمرة حيث تعد هذه الزيارة هي الثانية للرئيس المصري إلى تركيا خلال العام الحالي، إذ كانت الزيارة الأولى في شهر شباط (فبراير) الماضي.