في أول رد فعل رسمي على احتلال ايران لحقل quot;الفكةquot; النفطي سيعقد مجلس النواب العراقي خلال 48 ساعة المقبلة جلسة طارئة لبحث تصرف طهران المفاجئ، ولم تتخذ بغداد أي اجراءات عسكرية لطرد الجنود الايرانيين من الحقل مفضلة الحلول الدبلوماسية وقد استدعت وزارة خارجية البلاد الليلة الماضية السفير الايراني حسن كاظمي قمي وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة وطالبت من سفيرها في طهران بإبلاغ الأخيرة بضرورة إخلاء الحقل والدخول في مفاوضات لإنهاء المشكلة سلميا.


أنباء متضاربة عن احتلال طهران لحقل نفط على الحدود العراقية

العراق : الإختراق الحدودي الإيراني تجاوز على سيادتنا

لندن: سيعقد مجلس النواب العراقي خلال 48 ساعة المقبلة جلسة طارئة لبحث احتلال ايران حقلا نفطيا عراقيا جنوبيا بينما سلمت الخارجية العراقية السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ودعت لانسحاب القوة الايرانية من الحقل وانزال العلم الايراني فورا وذلك في امتحان لنوعية العلاقة التي تربط الحكومة العراقية بطهران المقربة منها والتي لم تتخذ أي إجراءات عسكرية لإنهاء السيطرة على الحقل مفضلة الاتصالات الدبلوماسية.

وقد اثار احتلال قوة ايرانية تضم 11 عسكريا حقل quot;الفكةquot; النفطي رقم 4 الذي يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها 1,55 مليون برميل في محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) امس ردود فعل غاضبة في بغداد التي لم تتخذ اي اجراءات عسكرية لطرد الجنود الايرانيين من الحقل مفضلة الحلول الدبلوماسية للمشكلة. ويأتي الحادث في وقت حرج بالنسبة إلى الحكومة العراقية في اجواء استعدادات البلاد لانتخابات تشريعية ستجري بعد ثلاثة اشهر يراهن رئيسها نوري المالكي على الفوز فيها. كما شكل الإجراء الايراني امتحانا لطبيعة العلاقة التي تربط حكومة العراق القريبة من ايران بطهران وفيما اذا كانت راغبة او قادرة على اتخاذ اجراءات لمواجهة السيطرة على الحقل النفطي بالقوة. وستشكل نتائج المواجهة الدبلوماسية لحد الان بين البلدين كشفا لحقيقة الموقف الايراني المؤيد لحكومة بغداد التي تسيطر عليها احزاب على علاقة وثيقة مع طهران التي غالبا ما تتهم من اطراف عراقية بالتدخل في الشؤون العراقية الداخلية.

وقد استدعت وزارة الخارجية العراقية الليلة الماضية السفير الايراني حسن كاظمي قمي وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ودعته لابلاغ حكومته بضرورة اخلاء الحقل وانسحاب القوة العسكرية منه وانزال العلم الايراني من عليه فورا. كما طلبت الحكومة العراقية من سفيرها في طهران محمد مجيد الشيخ تسليم مذكرة دبلوماسية الى الحكومة الايرانية بضرورة اخلاء الحقل والدخول في مفاوضات معها لانهاء مشكلة الحقل سلميا.

وظلت عائدية حقل quot;الفكةquot; النفطي الذي وضع في جدول التراخيص الذي اعلنته وزارة النفط العراقية في حزيران (يونيو) الماضي مثار خلاف بين بغداد وطهران اللتين باشرتا في سبعينات القرن الماضي مباحثات حوله لكن هذه الجهود توقفت عام 1980 لدى اندلاع الحرب بين البلدين التي استمرت ثماني سنوات. وظلت القوات الايرانية تمنع المهندسين والعمال العراقيين الاقتراب من الحقل الذي استأنفت الحكومتان العراقية والايرانية المباحثات حوله بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 لكنها لم تتوصل الى نتائج ملموسة.

ومن المنتظر ان يعقد مجلس النواب العراقي جلسة طارئة خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة من اجل الاتفاق على الخطوات اللازم اتخاذها لإنهاء احتلال ايران للحقل. ووصف حسن السنيد عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب القيادي في حزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي احتلال ايران للحقل بأنه استفزازي ويأتي متزامنا مع تعرض العراق لأعمال إرهابية. وقال في تصريحات نقلتها فضائية quot;العراقيةquot; الرسمية اليوم ان الخطوة الايرانية تعرض الامن والاستقرار في المنطقة للخطر رافضا محاولات الايرانيين فرض ما وصفه بالامر الواقع.

ومن جهته اعتبر مجلس الأمن الوطني العراقي عقب اجتماع طارئ في بغداد الليلة الماضية الاجراء الايراني خرقا للحدود وتجاوزا على سيادة العراق ودعا ايران الى سحب قواتها من الحقل . وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي تسلمته quot;ايلافquot; أن المجلس بحث الموقف الحدودي الحالي من الوزراء المختصين وبالتحديد تجاوز القوة الايرانية على البئر النفطي العراقي رقم 4 من حقل الفكة والذي تم حفره في عام 1979 ويعتبر جزءاً من الأراضي العراقية فأكد أن هذا التجاوز يُعتبر خرقاً للحدود وتجاوزاً على سيادة العراق وأراضيه ويطالب إيران بسحب المجموعة المسلحة من البئر فوراً. ودعا الحكومة الإيرانية الى حل جميع المشاكل الحدودية عن طريق الحوار الدبلوماسي وتجنب استخدام القوة العسكرية حفاظاً على أمننا المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وأقر الدباغ بوجود خلاف على ترسيم الحدود التي اختفت علاماتها خلال الحرب العراقية الايرانية بين 1980 و1988 وقال quot;ايران ترفض السماح بأي نشاط في الموقع النفطي في هذه المنطقة في غياب ترسيم الحدود لهذا ندعو السلطات الايرانية الى حل الخلافات الحدودية واعادة وضع علامات الترسيمquot;. اما العميد ظافر نظمي من قوات حرس الحدود العراقية في المنطقة الرابعة فقد قال quot;إن قوات إيرانية احتلت البئر رقم أربعة في حقل شرقي ميسان في منطقة الفكة الحدودية مع إيران منذ فجر الخميس ورفعت العلم الإيراني وقامت بتحصينها وحفر خندق حولها ونشر قوات مدرعةquot;.

أما وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود فقال إن وزارتي الخارجية والنفط تنسقان الآن بشأن الخطوات التي ستتخذ في هذا المجال مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الإيرانيون منع العراق من الاستثمار في الحقول النفطية الحدودية. لكن إيران نفت أن يكون جنودها دخلوا أراضي عراقية واحتلوا الحقل النفطي وقالت شركة النفط الإيرانية الوطنية في بيان quot;تنفي الشركة أن جنودا إيرانيين سيطروا على أي بئر نفط داخل أراضي العراقquot;.

واعلن متحدث باسم الجيش الاميركي ان قوة ايرانية عبرت الحدود العراقية وسيطرت على موقع نفطي شرق مدينة العمارة. وقال العقيد بيتر نيويل قائد الفرقة الرابعة في اللواء المدرع الاول المتمركز في المنطقة ان quot;الحادث وقع دون اعمال عنف ونأمل ان يتم معالجته بين العراق وايرانquot;. واضاف ان quot;البئر تقع في منطقة حدودية مشتركة بين العراق وايرانquot; مشيرا الى quot;وقوع حوادث متكررة هناكquot;.

واضاف نيويل في تصريحات للصحافيين quot;يقوم موظفون في وزارة النفط العراقية بزيارة هذا الموقع كل ثلاثة او اربعة اشهر لإصلاح مضخة او لإجراء أعمال الصيانة. ويطلونه بالالوان العراقية ويرفعون العلم العراقي. وعندما ينهون عملهم يعودون أدراجهمquot;. واضاف quot;وما إن يذهبون حتى ينزل الايرانيون من التلة ويعيدون طلاء الالوان الايرانية ويرفعون العلم الايراني. لقد حدث ذلك منذ ثلاثة اشهر وهو يتكررquot;. وبحسب الضابط الاميركي فإن هذا الحقل يبعد مسافة 500 متر عن الحدود ومسافة كلم واحد عن موقع قوة عراقية. ويقع حقل الفكة في الجانب العراقي بحسب اتفاق الهدنة الموقع بين العراق وايران اثر انتهاء الحرب بينهما والتي استمرت بين عامي 1980 و 1988.