يبدو أن الساعات القليلة المقبلة سوف تحدد مصير صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحركة حماس لمبادلة الجندي الأسير جلعاد شاليط بمئات المعتقلين الفلسطينيين في وقت يشهد انقسامًا اسرائيليًّا.

والدا شاليط يناشدان نتانياهو التوصل إلى اتفاق لمبادلة نجلهما

غزة، وكالات: ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية اليوم ان الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة بشأن التوصل الى صفقة لتبادل الاسرى مع الفلسطينيين. واعلن التلفزيون الاسرائيلي صباح اليوم quot;ان المجلس الوزاري السباعي الذي يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو منقسم حول الموافقة على الصفقة او رفضها حيث سيواصل اليوم اجتماعاته للتوصل الى قرارquot;.

وتتركز اجتماعات المجلس السباعي الوزاري حول ما اذا كان يمكن ان يعود الاسرى الفلسطينيون الذين سيفرج عنهم في هذه الصفقة الى منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة او سيجرى ابعادهم الى الخارج. وعقد هذا المجلس الليلة الماضية اجتماعًا استغرق ساعات طويلة بحضور قادة مختلف اجهزة الامن الاسرائيلية دون ان يجري الاتفاق بين هؤلاء على اتمام صفقة تبادل الاسرى.

واشارت مصادر في الحكومة الاسرائيلية الى وجود انقسام بين اعضاء هذا المجلس بشأن الموافقة على صفقة تبادل الاسرى مع الفلسطينيين والتي كانت امس محط بحث مع اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية خلال لقاءات مع المسؤولين الاسرائيليين. ووفق ما يتردد في اسرائيل فإن الوزراء السبعة الاعضاء في هذا المجلس منقسمون فيما بينهم بشأن شروط اطلاق سراح الجندي شاليط حيث يؤيدها ثلاثة وزراء بينما يعارضها ثلاثة آخرون ما يمنح رئيس الوزراء صوتًا حاسمًا.

وغادر اللواء سليمان اسرائيل الليلة الماضية دون ان يحصل على رد نهائي من حكومة نتانياهو بشأن صفقة تبادل الاسرى المتوقعة . وكانت حركة (حماس) وهي واحدة من ثلاثة فصائل شاركت في اسر الجندي الاسرائيلي اعلنت امس quot;ان الجندي شاليط لن يرى النور الا بالاستجابة لمطالبنا بالافراج عن اسرانا الذين نطالب بهمquot;.

فيما ابدى والدا هذا الجندي قلقهما بشأن امكانية ان يواجه ذات المصير الذي لقيه ملاح الحرب الاسرائيلي المفقود في لبنان منذ اكثر من 20 عاما رون عراد الذي لم يحدد مصيره حتى الان. ووفق ما اعلنت (حماس) اخيرًا فإن الخلاف مع اسرائيل يتمحور الان حول صفقة تضم 10 اسماء فقط من الاسرى الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بالافراج عنهم بينما تعتبرهم اسرائيل خطرًا على امنها. وتعتقل اسرائيل في سجونها ومراكز الاعتقال لديها اكثر من عشرة الاف معتقل ومعتقلة فلسطينيين وعربًا امضى الكثير منهم اكثر من 20 عامًا وراء القضبان.

وكان قد ناشد والدا الجندي الإسرائيلي شاليط نتانياهو إنقاذ نجلهما عبر التوصل إلى اتفاق لمبادلته بمعتقلين فلسطينيين. وكتب نوام وأفيفة شاليط في رسالة سلمت الأحد إلى رئيس الوزراء quot;نتوجه إليك في نداء من القلب في اللحظة الأخيرة. نناشدك إنقاذ ابنناquot;. وأضاف والدا الجندي quot;نتوجه اليك يا رئيس الوزراء قبل فوات الاوان لان المفاوضات بلغت نقطة اللاعودة. لم يعد هناك سوى خيارين: إما أن يعود ابننا إلى المنزل وإما أن يبقى في يدي حماسquot;.

ومن المقرر أن يستقبل نتانياهو والدي شاليط الاثنين. وعزز هذا النداء التكهنات حول قرب التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الجندي الإسرائيلي. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتانياهو جمع الأحد الحكومة الأمنية التي تضم الوزراء السبعة الكبار، كما عاد التقى بهم مجددًا مساء الأحد، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ أسابيع، تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تكتمًا شديدًا على المعلومات المتصلة بالمفاوضات التي تخوضها إسرائيل وحماس عبر القاهرة ووسيط ألماني. وذكرت وسائل الإعلام أن إسرائيل لا تزال ترفض الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها لأنها تتهمهم بالضلوع في اعتداءات دموية، الأمر الذي تطالب به حماس مقابل الإفراج عن شاليط. وقال مصدر حكومي إن نتانياهو يرفض اتفاقًا يتيح الإفراج في الضفة الغربية عن بعض المعتقلين المدانين بتهمة التحضير لهجمات انتحارية.