أعلنت جماعة الاخوان المسلمين في مصر يوم الاثنين عن انتخاب مكتب جديد للارشاد وسط انقسامات بين تيارين كبيرين في الجماعة.

القاهرة: يقول محللون ان النتائج التي أعلنها المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف في بيان تحسم الصراع لمصلحة التيار المحافظ. وخسر الانتخابات من التيار الاصلاحي الرجل الثاني في الجماعة محمد حبيب وفقد بذلك منصب النائب الاول للمرشد العام الذي يشغله منذ عام 2004. كما خسرها من التيار الاصلاحي عبد المنعم أبو الفتوح الذي يشغل منصب الامين العام لاتحاد الاطباء العرب. وفاز من الاصلاحيين رئيس القسم السياسي في الجماعة عصام العريان الذي قالت مصادر الجماعة ان المحافظين حاولوا منع تصعيده الى عضوية المكتب بعد وفاة عضو قبل أسابيع.

وذكر محللون متابعون لشؤون الجماعة ان اجراء انتخابات مكتب الارشاد الذي يتكون من 16 عضوا كان مقررا في مايو أيار المقبل لكن رفض عاكف الذي تنتهي ولايته يوم 13 يناير كانون الثاني شغل المنصب لفترة ثانية دفع التيار المحافظ للضغط لاجراء انتخابات المرشد العام ومكتب الارشاد في وقت واحد أواخر الاسبوع الماضي. وقال محلل ان اجراء الانتخابات مبكرا حرم حبيب من القيام بأعمال المرشد العام للجماعة الى مايو أيار فيما كان ضربة للتيار الاصلاحي الذي كان يمكن أن ينال قدرا من القوة خلال تلك الفترة.

ولم يشر بيان عاكف الى نتيجة انتخابات المرشد العام وقالت مصادر الجماعة انها ستعلن في وقت لاحق. ويعمل مكتب الارشاد الذي يتكون من 16 عضوا كلجنة تنفيذية للجماعة وينتخبه مجلس شورى الجماعة. وكان حبيب قال ان الانتخابات خالفت لوائح الجماعة. وأضاف أن الدعوة اليها quot;جاءت من فرد (عاكف) وليس مكتب الارشاد المنوط به الدعوة للانتخابات.quot; وأضاف أن quot;اجراء الانتخابات بهذا الاستعجال هدفه تمكين فريق ما ضد فريق اخر وليس فقط استبعادي شخصيا بل التعدي علي صلاحيات مكتب الارشاد.quot;

لكنه توقع ألا يلاقي ذلك معارضة شديدة من الاخوان. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من أنصار التيار المحافظ. وقال عاكف في البيان quot;مرت علينا جميعا في الاسابيع القليلة الماضية ملابسات وأحداث كثيرة صبرنا عليها وعانيتم أيها الاخوان منها ومن تضارب التصريحات فيها ومن المناخ العام الذي أوجدته.quot; ورفض عاكف شغل منصب المرشد العام لولاية ثانية قائلا ان سنه (81 عاما) لا تسمح له بقيادة الجماعة باقتدار. وتقول مصادر في الجماعة ان الانتخابات بدأت يوم الخميس.

وأجريت انتخابات الاخوان المسلمين وهي سرية خشية الملاحقات الامنية لان الجماعة محظورة قانونا وسط تقارير حول الانقسامات بين التيارين المحافظ والاصلاحي. ويطالب التيار الاصلاحي بمزيد من المرونة في قضايا داخلية وخارجية تتخذ الجماعة بشأنها مواقف متشددة ومنها اجراء حوار مع الولايات المتحدة التي تعارض الجماعة سياساتها في العالم الاسلامي وبخاصة تأييدها لاسرائيل. ويقوم مجلس شورى الاخوان الذي يتكون من 115 عضوا والذي يوجد أعضاؤه في محافظات مختلفة بانتخاب المرشد وأعضاء مكتب الارشاد. وبسبب وجود عدد من أعضاء مجلس شورى الاخوان في السجون والمرض الشديد لعدد اخر يصل عدد أعضاء المجلس المؤهلين للاقتراع حاليا الى نحو مئة بحسب مصادر في الجماعة.