إحتلال الفكة يتطلب تأمين الحقول النفطية الإستراتيجية

في وقت لا تزال فيه قوّات إيرانية تتخذ مواقع لها داخل الاراضي العراقية وصف نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي احتلال إيران لحقل الفكة النفطي الجنوبي بأنه عدوان سافر لا يمكن السكوت عليه ويؤكد مطامع طهران في هذه الأراضي، داعيًا إلى إنسحاب إيراني فوري. وفي وقت تشهد فيه مدن عراقية تظاهرات تدعو الإيرانيين إلى اخلاء الأراضي التي يتواجدون عليها. ويستضيف مجلس النواب غدًا وزيري الخارجية هوشيار زيباري والنفط حسين الشهرستاني لتوضيح تطورات هذه القضية والاجراءات الرسمية العراقية بصددها.

أسامة مهدي من لندن: أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ان ما تعرض له حقل الفكة النفطي من قبل القوات الإيرانية يعتبر عدوانًا سافرًا على السيادة العراقية لا يمكن السكوت عليه على الاطلاق مشددًا على ضرورة انسحاب القطعات الإيرانية الى داخل الحدود الإيرانية فورًا. واضاف في تصريح مكتوب وزعه مكتبه الاعلامي اليوم ان ما تعرض له حقل الفكة النفطي يؤكد من جديد مطامع إيران في الاراضي العراقية وفي ثروات العراق وانسحاب إيران الى سواتر ترابية محيطة بالبئر النفطي وانزال العلم الإيراني لا يكفي داعيًا الى عدم تعليق هذا الموضوع على خليفة مزاعم كاذبة على اساس ان هذا البئر هو منطقة متنازع عليها.

وأضاف الهاشمي قائلاً إن quot;البئر الرابع يقع ضمن الاراضي العراقية وعلى هذا الاساس اوجه ندائي الى إيران واذكرها بما تقوله من انها مع العراق وانها تدعم العملية السياسية اذا كانت إيران تطمح الى علاقات جيدة مع العراق لتكف اذاها عنهquot;. واوضح ان هذا التصرف الإيراني اثار مشاعر العراقيين جميعًا خصوصًا في الفرات الاوسط وفي الجنوب مشيدًا بموقف العراقيين وخصوصًا عشائر الجنوب، وقال quot;انا سعيد جدًّا بوقفة اهلنا في الجنوب لقد اثبتوا فعلاً انهم على قدر المسؤولية وان الهوية الوطنية تغلب على كل انتماء اخر والعدوان على الفكة اليوم اشعل الروح الوطنية عند العراقيين واوضح ان الخطر هو خارجي وليس داخليquot;.

وشدد الهاشمي بالقول quot;العراق ليس ضعيفًا ولن يقبل ان يساوم على سيادته وعلى ارضه ومصالحه واذا كان وضع العراق اليوم حرجًا وصعبًا، فالعراق سيتعافى والعراقيون سيعالجون جراحاتهم ويصطفوا ويتوحدوا خلف راية المشروع الوطنيquot;. ودعا جميع الساسة والاحزاب والكيانات السياسية لأن يصطفوا ويكونوا يدًا واحدة للدفاع عن مصالح العراق وسيادته وثرواته، مؤكدًا quot;لن نقبل تحت اي ظرف من الظروف اي مساومة تتعلق بالسيادة.. الاضطراب اليوم وعدم وجود علاقات رصينة بين العراقيين انفسهم يغري الاخرين وهذه دعوة للجميع ان يعيدوا حساباتهم لأن الجميع مستهدف ووحدة صفنا هي التي ستردع اي طامع من ان يمد يده على ارضنا وثرواتنا وخيراتناquot;.

وقال الهاشمي ان quot;على إيران ألا تنقل مشاكلها الداخلية الى العراق وهذه دعوة الى إيران لان تثبت مصداقيتها وانها فعلاً مع العراق ومع الشعب العراقي ومع العملية السياسية وان لا تعمل على زعزعة استقرار العراق في هذه الظروف الصعبةquot;. واضاف ان quot;على عقلاء إيران ان يتحسبوا لنتائج مثل هذا الفعل وان يتداركوه على عجل بالانسحاب من الاراضي العراقية ولتكن هذه اخر الخطايا التي ترتكبها إيران بحق العراقquot;.
رهنت الحكومة العراقية موافقتها على استئناف عمل اللجان الفنية المشتركة مع طهران بانسحاب القوات الإيرانية من الاراضي العراقية بالكامل وقال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي ان quot;القوات الإيرانية ما زالت داخل العراق. ونحن في انتظار انسحابها في شكل كامل ونهائيquot;. ومن جهته، أكّد عضو في مجلس محافظة ميسان الجنوبية ميثم لفتة اليوم ان الإيرانيين ما زالوا داخل الاراضي العراقية.

وكان عسكريون وتقنيون إيرانيون قد سيطروا الجمعة على البئر الرقم 4 في منطقة فكة على الحدود بين البلدين وهم موجودون الان على بعد 50 مترًا من البئر فيما تنتشر قوات عراقية اخرى من حرس الحدود وحماية النفط على مسافة 200 عن البئر من الجانب الآخر. وأشار الناطق باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد ان البئر تقع في حقل فكة النفطي العراقي وقد تم طرحها ضمن جولة التراخيص الاولى التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي وهي جزء من ثلاثة حقول يقدر مخزونها بحوالي 1.55 مليون برميل.

وإضافة الى استعداد مجلس النواب العراقي لبحث اختراق القوات الإيرانية للاراضي العراقية فأن تظاهرات شعبية بدأت تخرج في مدن عراقية مطالبة بانسحاب فوري للقوات الإيرانية داعية الحكومة العراقية الى موقف حاسم من هذا التصرف الذي اعاد الى الاذهان الاجواء التي سبقت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 واستمرت 8 اعوام خلفت حوالي مليون قتيل من الجانبين حيث خرجت هذه التظاهرات في كربلاء وكركوك والرمادي وبغداد.

ومن جهته أكد النائب سليم الجبوري الناطق الرسمي بأسم جبهة التوافق العراقية أن ما حصل من تدخل من قبل إيران بالسيطرة على حقل الفكة يمثل اعتداءً سافرًا ورسالة ينبغي أن تتوحد المواقف بشأنها من قبل كافة القوى السياسية والمؤسسات الرسمية.

وانتقد الصمت الحكومي والتباطؤ غير المبرر في اتخاذ أي أجراء حقيقي حيال هذا التدخل السافر وقال أن مثل هذه التدخلات من شأنها أن تعيق إقبال المستثمرين على استثمار أبار النفط والرسالة التي أوصلتها إيران من خلال إقدامها على هذا الفعل أن امن الآبار النفطية على الحدود ينبغي أن يخضع لموافقة إيران وهذا مرفوض من قبل كل القوى السياسية ومجلس النواب.
واشار الى ان يوم غد سيشهد استضافة واستدعاء لوزيري الخارجية هوشيار زيباري والنفط حسين الشهرستاني وبعض الوزراء المعنيين بهذا الملف للتداول بشأن ما حصل حتى لو انسحبت القوات العراقية.

اما المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي فقد عن استغرابه من احتلال القوات الإيرانية لبئر نفطية في حقل الفكة بمحافظة ميسان. وقال المرجع في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ان هذا الاجتياح امر مستغرب وغير متوقع وغير مقبول من الجارة إيران التي كنا ننتظر منها مساعدة العراق في استعادة عافيته. واشار الى انه اذا كان هناك خلاف بين البلدين الجارين في هذه المنطقة ، فهناك طرق اخرى تستخدم فيها الدبلوماسية.