بدأت بعض تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحركة حماس تظهر في بعض الصحف الاسرائيلية التي كشفت اليوم عن شروط اللجنة السباعيّة لمبادلة الجندي جلعاد شاليط بمئات المعتقلين الفلسطينيين، حيث ان مصادر في الدولة العبرية نوهت الى أن جولة المناقشات داخل حماس ستؤجل تنفيذ الصفقة بعض الوقت، معتبرة أن الكرة الآن في ملعب الأخيرة، خصوصًاأنَّ الشرط الرئيس لإتمام الصفقة هو عدم عودة 122 أسيرًا إلى الضفة وإنما ترحيلهم إلى غزة أو إلى دولة أجنبيّة.

تل أبيب: بدأت الصحف الإسرائيليّة، صباح اليوم بكشف بعض تفاصيل وشروط قرار اللجنة السباعية الإسرائيلية لإبرام صفقة الجندي الأسير جلعاد شاليط، بعد أن واصلت وسائل الإعلام الأجنبيّة، وفي مقدمتها شبكة فوكس إيراد معلومات من مصادر رسميّة إسرائيليّة حول موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واحتمالات تنفيذ الصفقة قبل أن ينهي الوسيط الألماني الحالي دروه، إذا من المقرر أن يحصل هذا الوسيط قريبا على منصب رسمي في ألمانيا سيمنعه من مواصلة القيام بدور الوسيط بين حماس والدولة العبريّة.

ووفقًا للصحف الإسرائيليّة، فإنَّ مصادر رسميّة في إسرائيل تعتقد بأنه سيكون بالإمكان إبرام الصفقة حتى قبل نهاية السنة الحالية، إذا لم تبادر المخابرات الإيرانية وحماس دمشق إلى إفشالها بانتظار جولة قادمة من المفاوضات. ونقلت يديعوت أحرونوت في هذا السياق عن مصادر سياسية إسرائيليّة رسميّة قولها quot;إن الكرة الآن أصبحت في ملعب حماس. وأكدت يديعوت أن اللجنة الوزارية السباعية الإسرائيلية اعتمدت في قرارها المبادئ الأساسية لاقتراح الوسيط الألماني، لكنها وعت عدة شروط وخطوط quot;حمراء إذا تطالب إسرائيل بنقل عدد من الأسرى المحررين إلى قطاع غزة أو إبعادهم لدولة أجنبية.

في المقابل قالت معاريف إن إسرائيل تدرك أن جولة المناقشات داخل حماس ستؤجل تنفيذ الصفقة بعض الوقت، لكن مصدرًا مقرّبًا من براك قال للصحيفة quot;إن الاقتراح الذي نقلته إسرائيل لحماس هو اقتراح جيدquot;. وكشفت الصحيفة أن الاقتراح الذي سلم للوسيط الألماني يتحدث عن تحرير 450 أسيرًا فلسطينيًّا quot;من الأسرى الكبارquot; في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية وكبادرة حسن نية للرئيس المصري حسني مبارك ولرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سيتم الإفراج عن 550 أسيرًا فلسطينيًّا تحتفظ إسرائيل وحدها بحق تحديد هويتهم.

ولفتت معاريف إلى أن الحكومة الإسرائيلية السابقة كانت وافقت على الإفراج عن 325 أسيرًا من ضمن قائمة تضم 450 أسيرًا قدمتها حماس ورفضت الإفراج عن 125 أسيرًا quot;من الكبارquot; ، لكن الانطلاقة في المفاوضات تسنت هذه المرة بعد أن قدمت حركة حماس قائمة بديلة للقائمة التي رفضتها إسرائيل، وقد اختارت إسرائيل منها 125 أسيرًا آخرين، لكن الشرط الذي قام بوضعه أعضاء اللجنة السباعية الإسرائيلية هو عدم عودة 122 أسيرًا إلى أراضي الضفة الغربية وإنما ترحيلهم إلى غزة أو إلى دولة أجنبية.

وقال مصدر سياسي رفيع المستوى لمعاريف إن الخلاف القائم حاليًا مع حماس هو بشأن أسماء الأسرى الذين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم، أما بالنسبة إلى من تم الاتفاق على أن تشملهم الصفقة، فإن النقاش مع حماس يدور حول من منهم سيبعد إلى غزة أو إلى دولة أجنبية، ومن سيسمح له بالعودة إلى الضفة الغربية. وبحسب هذا المصدر إن الكرة أصبحت الآن في ملعب حماس، وبالتالي فإن هذا سيحتاج إلى جولة جديدة من المناقشات داخل حماس مما يعني بعبارة أخرى أن الصفقة لن تنجز خلال الأيام القادمة بل سيستمر العمل بشأنها لغاية منتصف يناير القادم على الأقل.

نتنياهو للعائلات الثكلى: لم ننجز الصفقة بعد

وقالت الصحيفة إن نتنياهو أبلغ مساء أمس، ممثلي العائلات الثكلى التي تعارض إبرام الصفقة والإفراج عن اسرى متورطين في عمليات أدت إلى مقتل أبنائها، quot;إنه لغاية الآن لم يتم التوصل إلى صفقة ولا أعرف ما إذا ستكون صفقة في النهاية أم لاquot;. وطالبت العائلات الثكلى نتنياهو أن يمهل الجمهور الإسرائيلي أكثر من 48 ساعة (التي يحددها القانون) في حال التوصل إلى صفقة، حتى يتسنى لهم الاستئناف للمحكمة ضد أسماء الأسرى وإجراء نقاش حقيقي واسع النطاق بهذا الخصوص.

في المقابل أبرزت يديعوت أحرونوت اليوم، ما أشارت إليه معاريف بالأمس من أن نتنياهو وبراك، خصصا وقتًا كبيرًا بين مداولات اللجنة السباعية، لإجراء اتصالات مع أعضاء كنيست من حزب كديما سعيًا لضمهم إلى حزب الليكود والعمل بغية إحداث شرخ وانشقاق عميقين في حزب كديما.