في وقت أكدت مصادر محلية مجددا مقتل زعيم التمرد اليمني عبدالملك الحوثي في الغارة التي استهدفته قبل عدة أيام ويعزز هذه الأنباء غيابه عن الاعلام، أكدت المصادر نفسها تدمير وحدات من الجيش لعدد من الأوكار والمواقع التابعة للمتمردين، وبدأت تلوح في الأفق مخاوف فعلية من تحول التعاطف الجماهيري في البلاد نحو تنظيم القاعدة وذلك بعد العمليات التي تستهدف القضاء على أوكارها ومع سقوط ضحايا مدنيين وبالتالي فان الأوضاع في اليمن وتداعياتها تهدد بسيناريوهات وكوابيس مرعبة بدأت تُقلق الحكومة.

جنود يمنيون يرفعون شارات النصر

صنعاء، مصادر مختلفة: أكدت مصادر محلية مجدداً مقتل عبدالملك الحوثي في الغارة التي استهدفته قبل عدة أيام في احد المنازل في منطقة وادي الحبال في مديرية ساقين وأدت إلى إصابته إصابة بليغة. فيما نقل موقع سبتمبر نت عن مصادره إستسلام العشرات ممن وصفهم بالمغرر بهم من قبل العصابات الحوثية في صعده وسفيان.

ونقل المؤتمر نت عن مصادر محلية قال إنها اعتبرت غياب عبدالملك الحوثي عن المشهد الإعلامي للمواجهات يعزز صحة أنباء مقتله متأثرا بإصابة بليغة في غارة جوية للجيش استهدفته مساء السبت (19 ديسمبر)في منزل قاسم مهدي الحفاد في منطقة سوق الأحد في وادي الحبال في مديرية ساقين وأدت إلى إصابته إصابة بليغة بالإضافة إلى سبعة آخرين كانوا إلى جواره أثناء القصف .

في وقت أكدت فيه المصادر تدمير وحدات من الجيش لعدد من الأوكار والمواقع التابعة لهم في محور صعدة آل صلاح والعند والدرب وال حجاج وغلفقان والمحاريق وساقين وألحقت بهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إضافة إلى تدمير عدد من السيارات تحمل مؤناً وأسلحة للعناصر الإرهابية باتجاه بيت كدعة ومنطقة الحمزات.

في الوقت الذي أحبطت فيه وحدات عسكرية أخرى محاولات تسلل للعناصر للحوثيين قرب قرن الدمم وصيفان.وتشير المعلومات إلى سقوط العديد من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح في اشتباكات مع القوات المسلحة والأمن في محور الملاحيظ ،إضافة إلى تدمير مراكز لتجمعات العناصر الحوثية قرب جبل الدخان وجبال خولان عامر.

وتأتي تلك التطورات الميدانية في وقت قالت فيه مصادر محلية إن قبائل الشولان في محافظة الجوف طردت الحوثيين من مناطقهم غرب منطقة المطمة بعد اشتباكات عنيفة بينهما يوم أمس خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.

وقالت المصادر ذاتها إن الحوثي قد اختفى منذ عدة أيام عن أي ظهور علني أو ممارسة أي نشاط أو تواصل مع أي من قياداته الميدانية أو عناصره وأنه بات من الواضح ان غيابه المفاجئ لا يرتبط بإجراءات أمنية احترازية أو وقائية- حسبما كانت المعلومات قد أفادت به سابقا حول منع الحوثيين استخدام الهواتف في ما بينهم حتى لايسهل التنصت على أماكنهم. وإعتبرت تلك المصادر التي لم ينفها الحوثيون بعد، أن الحوثي عبدالملك لقي مصرعه فعلياً بعد غيابه عن مشهد الحرب الجارية حالياً في صعدة متأثراً بجروحه البليغة وحيث أصبحت مسؤولية القيادة وإصدار الأوامر يتولاهما فعلياً صهره يوسف المداني وهو ما أصبح متداولاً على نطاق واسع في محافظة صعدة وبين أنصاره .

وجددت السلطة المحلية في محافظة صعدة دعوتها للعناصر التي غرر بها من قبل الحوثيين بالكف عن القتال وتسليم أنفسهم للسلطة المحلية أو القيادات العسكرية والأمنية أو التخلي عن العناصر الإرهابية والعودة إلى قراهم آمنين مطمئنين دون أن يلحقهم أي أذى أو مساءلة خاصة بعد أن بات جلياً بان لا أمل للعناصر الإرهابية الخارجة عن الدستور والنظام والقانون في تحقيق أي من أهدافها العدوانية ومشاريعها المتخلفة واستهداف أمن الوطن والمواطنين والسكينة العامة في المجتمع.

تخوف من توافق جماهيري مع القاعدة معادٍ لأميركا

الى ذلك لم يستبعد محللان سياسيان يمنيان أن تكون العمليات التي نفذت في محافظتي أبين وشبوة ضد عناصر لتنظيم القاعدة خلال الأسبوعين الماضيين، لم يستبعدا تنفيذ الولايات المتحدة لها خصوصا وان زمن الضربات جاء في وقت يعتبر حرجاً على الحكومة اليمنية التي تعاني حرباً في المحافظات الشمالية ضد الحوثيين وحراكاً لا ينفك عن مطالبة بالانفصال في المحافظات الجنوبية..ورأى المحللان السياسيان أن توقيت الضربات لا يهم إلا الولايات المتحدة التي تريد ضرب التنظيم الذي يمثل خطرا عليها وعلى حلف الناتو في المنطقة، لكن المحللين السياسيين توقعا أن تنتج الضربات حالة جماهيرية تلتقي مع القاعدة في العدائية للأميركيين خصوصاً بعد سقوط ضحايا مدنيين في الضربات.

وقال الصحفي المتخصص في الشؤون الأمنية والجماعات الإسلامية في اليمن عبدالاله شائع quot;إن العمليات العسكرية التي استهدفت تنظيم القاعدة أصبحت معلنة بأنها بدأت بأمر الرئيس الأميركي أوباما بعد موافقة الكونغرس عليها، وإرسال قوات خاصة، وتصريحات مسؤولين أميركيين لـquot;يونايتد برسquot; وشبكة quot;آي بي سي نيوزquot; الأميركيتين بأن مقاتلات وطيارات من دون طيار هي من تقوم بالقصف في العملياتquot;.

وبالتالي، quot;من يختار توقيت العمليات في أميركا وليس في اليمن دون مراعاة للظروف التي تمر بها اليمن وهذا ما بدا جليا ويؤكد أن العمليات تحمل طابع الأجندة الخارجية، لان السلطة المركزية تخوض حربا في أقصى الشمال مع الحركة الشيعية المسلحة (الحوثيون) وأصبح الشمال يعيش انفصالا واقعيا، وفي الوقت نفسه هناك خطوات عملية لانفصال الجنوب بالمطالبات والتعبئة الجماهيرية والتخندق وراء هذه اللافتة، وأميركا وحلف الناتو وأوروبا يبدون قلقهم من القاعدة؟!! فمحاربة القاعدة لأنها تشكل تهديدا بالدرجة الرئيسة على حلف الناتو ومصالحة في المنطقةquot;.

ورأى شائع ان quot;هذه العمليات التي تستهدف القضاء على أوكار القاعدة، ومع سقوط ضحايا مدنيين أكثر من القاعدة فإن ذلك ينقل القاعدة إلى أن تكون حالة جماهيرية بحيث تلتقي العدائية لأميركا مع الجماهير والقاعدة، وحالة الرغبة بالثأر والانتقام للضحايا الذين سقطوا في العملياتquot;.

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسة في جامعة صنعاء الدكتور عبدالله الفقية quot;يجب الإقرار إن الأشهر الستة الماضية منذ اندلاع الجولة السادسة لحرب صعدة قد شهدت تدهورا كبيرا في الأمن الداخلي للبلاد وشهدت بالتالي، وكما يتفق الكثير من الباحثين، تناميًا مضطردا للخطر الذي تمثله القاعدة على اليمن والأمنين الإقليمي والدولي. ومع ان اليمن ليس في وضع يتيح له فتح جبهة أخرى في ظل تعدد الجبهات الملتهبة الا أنها لا يمكن أيضا أن تتجاهل التنامي الخطر لدور القاعدة وخصوصا وان القاعدة قد ذهبت إلى اعتقال ضابط أمن وسجنه بضعة أشهر ثم محاكمته وإعدامه في تحد واضح لسيادة الدولةquot;.

وكان هناك تحد آخر وهو نزول عناصر القاعدة الى الشوارع وتحدي الحكومة عبر الفضائيات وهو ما يحرض المجتمع الدولي ضد اليمن وحكومته. ثم إن القاعدة أعلنت تأييدها لانفصال جنوب اليمن عن شماله وهو ما جعل الحكومة تشعر بالقلق أكثر فأكثر. وحتى لو تغاضت الحكومة فان المجتمع الدولي لن يتغاضى عن ذلك.

وحول مدى نجاح الضربات قال الفقيه: quot;بالنسبة للعملية التي نفذت الخميس الماضي فيبدو أن خطأً جسيما قد حدث، فسقوط عشرات من النساء والأطفال يثير الكثير من الأسئلة وما تقوله الحكومة من أن الإرهابيين قد احضروا النساء والأطفال إلى معسكر التدريب واستخدموهم كدروع بشرية غير مقنع البتة، وإذا تم القبول به فانه يعني ان الحكومة قد نفذت العملية وهي تعلم أن العشرات من النساء والأطفال سيسقطون فيها. على الحكومة اليمنية أن تصارح الشعب اليمني بما حدث قطعا لدابر الفتنةquot;.

quot;لكن من جهة أخرى علينا ألا نسيء الظن بالحكومة اليمنية إلى الحد الذي نتخيل معه بأنها تعمدت قتل النساء والأطفال لغرض سياسي مثلا.. فالذين قتلوا لم يكونوا جزءا من الحراك وليسوا محسوبين على أي طرف سياسي ولو كان الهجوم على الفضلي وجماعته لكان مع الناس حق في ما يذهبون اليه. وعلى كل حال على مجلس النواب بصفته الهيئة الممثلة للشعب ان يعمل على الوصول الى الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عنها وذلك حتى لا تؤثرفي الوحدة الوطنيةquot;.

وعن مدى الدور الأميركي في العمليات والتي تحدثت عنها وسائل اعلام اميركية قال الفقيه quot;بالنسبة إلى العملية الأولى التي نفذت في ابين فان مصادر في الحكومة الأميركية تقول إنها هي التي نفذت العملية عن طريق إطلاق صواريخ كروز ربما من على إحدى السفن في الخليج العربي. العدد الكبير من الضحايا يعني أن الصاروخ ربما أخطأ هدفه والعملية في تفاصيلها تشابه كثيرا ما يحدث في أفغانستانquot;.

الجوف:مقتل 14 في مواجهات بين قبائل وحوثيين

ميدانياً قتل بعد ظهر الجمعة ما لا يقل عن 14 شخصاً في مواجهات اندلعت بين قبائل الشولان والحوثيين في منطقة المطمة محافظة الجوف، فيما قصف الطيران مديريتي المطمة والزاهر في المحافظة. وعلمت quot;مأرب برسquot; ان مواجهات لا تزال مستمرة بين قبائل الشولان والحوثيين من بعد ظهر الجمعة أسفرت عن سقوط 4 من الشولان و10 حوثيين استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة والرشاشات الثقيلة.

بينما قصف الطيران مديريتي المطمة و الزاهر في محافظة الجوف،وأفاد مصدر محلي لـquot;مأرب برسquot; أن القصف أخطأ أهدافه وأصاب منطقة حصون آل شنآن في المطمة ما أسفر عن سقوط 8 أطفال ونساء(آل شنآن تنتمي لقبائل الشولان الموالية للحكومة). بينما شهدت المناطق الغربية لمحافظة الجوف نزوحاً لساكنيها تحسباً لقصف الطيران.

الـ CIA تبحث عن العولقي بينجثث قتلى صعيد شبوة

وفي السياق اهتمت الكثير من الصحف العربية والأجنبية والمواقع الكترونية بتغطية الهجوم الذي شنه الطيران على عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة ، بالإضافة إلى الأوضاع في اليمن وتداعياتها التي تهدد بسيناريوهات وكوابيس مرعبة حد وصفها، والتحذيرات الدولية من انتشار الفقر في الوطن العربي. وركزت الصحف على تأييد البيت الأبيض لتلك العملية، ومقتل العولقي فيه. وقالت إن بيل بورتون نائب المتحدث باسم البيت الأبيض رفض التعليق على احتمال مقتل الشيخ الأميركي اليمني انور العولقي في الغارة الجوية.

صحيفة نيويورك تايمز قالت إن الطائرات اليمنية المقاتلة التي تحركت بناء على معلومات استخباراتية وفرت الولايات المتحدة جزءاً منها، قامت بضرب ما قالت عنه اليمن إنه اجتماع لعملاء من القاعدة. وأشار المسؤولون إلى أن رجل الدين المتشدد المشتبه فى صلته بالهجوم على قاعدة فورت هود العسكرية فى تكساس، ربما يكون من بين القتلى البالغ عددهم 30 شخصاً.

ونقلت الصحيفة عن بيان صادر من السفارة اليمنية فى واشنطن أن الهدف من هذه الضربة كان جمع العشرات من أعضاء القاعدة من اليمن ودول أخرى، من بينهم اثنان من كبار قادة التنظيم فى اليمن، وذلك في أقصى جنوب البلاد، وأضاف البيان أن أنور العولقي يفترض أنه كان فى هذا الموقع. وأوضحت الصحيفة أنه الأمر ربما سيستغرق أياماً للتعرف إلى القتلى، ولا يستطيع الخبراء الاستخباراتيون فى الولايات المتحدة التأكيد أن العولقي، المولود في الولايات المتحدة، أو أي عضو آخر، من بين هؤلاء القتلى.

صحيفة المدينة السعودية وتحت عنوان تحدٍ مشترك قالت الصحيفة إن الضربه تؤكد قدرة اليمن الشقيق على التصدي للإرهاب ، وكذلك وحدة المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب ، وأن الحرب الشرسة ضد المتمردين في صعدة لا تعوق قدرة اليمن الشقيق على مواجهة الإرهاب في الوقت نفسه . وأضافت الصحيفة أن تلك العملية تحمل رسالة واضحة بأن البلدين الشقيقين المملكة واليمن يعطيان التصدي للإرهاب أولوية مطلقة في أجندتهما الوطنية وتطبقان الاستراتيجية الاستباقية في تعقب الإرهابيين والقضاء عليهم قبل الشروع في تنفيذ جرائمهم ، وهي تلك الإستراتيجية التي شكلت السمة البارزة في الاستراتيجية الأمنية السعودية الشاملة في مكافحة الإرهاب التي حققت نجاحات باهرة على صعيد قطع دابر الإرهاب في بلادنا .

فمن جانبها قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها تحت عنوان quot; ثقل الحمل على اليمن quot; ان الأحداث في اليمن تتطور على نحو يهدّد بفتح الأوضاع على سيناريوهات وكوابيس مرعبة غير أن نقطة الضوء تتمثل في أن كافة الأطراف ترغب في الخروج من الدوامة الا أن كل فريق يريد الخلاص على طريقته مؤكدة أن المفقود في المشهد هو الحوار بين المختلفين .

وأكدت الصحيفة أن الدعوة مطروحة والمبدأ مقبول لكن الجلوس حول الطاولة تعثر حتى الآن ولا يبدو أن الطريق إليها مرشحة لتصبح سالكة إذا ما بقيت الأمور على حالها الراهنة.. فالمواقف تباعدت كثيرا والأفق يقترب من الانسداد والحمل صار ثقيلا على اليمن داعية الى دخول رافعات عربية على الخط لإزالة الحواجز والعقبات الواقفة في طريق الحوار بين اليمنيين من أجل وقف النزف الوطني وإنقاذ البلد من محنته.

وأوضحت quot; البيان quot; أن الدعوة التي وجهها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للحوار قبل ثلاثة أشهر بقيت من غير ترجمة على الرغم من الترحيب بها بعدما تضاربت المطالب والشروط المسبقة وهو ما حال دون ذلك ليبقى التحدي دوما في كيفية ملاقاة الأطراف لبعضها في منتصف الطريق ومن هناك حمل مطالبها لبحثها في غرفة الحوار.

وأشارت الى أن مرور الوقت من غير حصول مثل هذه الخطوة أدى إلى المزيد من التصعيد على الأرض كما في المواقف مؤكدة أن ما يزيد من ثقل ما يعانيه اليمن أن أزمته تشعبت وتشابكت من التمرد الحوثي في الشمال إلى دعوات الانفصال في الجنوب وانتهاء بالحراك الميداني المتزايد لعناصر القاعدة في مناطق منه، وقالت انه كان من الطبيعي أن ينعكس ذلك سلبا على الوضع الاقتصادي ليزيد من صعوباته وضغوطه.

وحذرت من أن الفاتورة تكبر يوميا من النواحي كافة منوهة بأن الأعباء الأمنية والمعيشية مع الاحتقان السياسي وضيق رقعة المساحات المشتركة تهدّد بالمزيد من انكشاف الساحة ما يؤكد الحاجة إلى خارطة طريق يكون الحوار مفتاحها. وأعربت quot; البيان quot; عن اعتقادها بأن الاعتراف بخطورة الأوضاع يعد الشرط الأول يتبعه العزم المشترك على تفكيك الأزمة تحت مظلة الوحدة.. مؤكدة أنه في هذا الإطار يتحقق التغلب على المحنة ومن دونه كل شيء مهدد وكل اليمنيين خاسرون.