أكد العمل على تحقيق ائتلافات وتحالفات في مجالس المحافظات
المالكي: المنطقة بحاجة لأن يصدر العراق لها ممارسته الإنتخابية

أسامة مهدي من لندن: في اول حديث له عن انتخابات مجالس المحافظات العراقية الاخيرة اكد رئيس الوزراء نوري المالكي أن المنطقة تحتاج الى تصدير العراق لممارسته الانتخابية الديمقراطية الناجحة اليها بالذات وهو الذي عرف الدكتاتورية والتفرد والحزب الواحد والطائفة الواحدة والرجل الواحد واشار الى الاستعداد لعقد تحالفات وائتلافات مع القوائم الفائزة في الانتخابات داعيا الذين يتحدثون عن تزوير فيها الى تقديم براهين تثبت ذلك وقال إن الإنسحاب الأميركي من العراق سوف يتم وفق التوقيتات المعدة له في إطار الاتفاقية الأمنية بين البلدين.

وقال المالكي عقب اجتماع مع المرجع الشيعي الاعلى في مدينة النجف ( 160 كم جنوب بغداد ) اليوم إن الخروقات التي حصلت في العملية الانتخابية التي جرت السبت الماضي قليلة جدا ولا يمكنها التأثير على نتائجها بخلاف ما حصل في السابق . واكد ان الانتخابات جرت بشكل نزيه وقال إن من يدعي وجود تزوير في الانتخابات فعليهأن يأتي بأدلة وبراهين تثبت مدعاه.

واليوم اشار رئيس مفوضية الانتخابات العراقية إلى أن مسؤولين فيها يدرسون حاليا شكاوى خطرة بشأن تزوير الاصوات في محافظة الانبار غرب العراق حيث يشكك زعماء عشائر سنية في نتائج انتخابات مجالس المحافظات. واضاف ان المفوضية تلقت العديد من الشكاوى بشأن وقوع تزوير وانتهاكات اخرى في المحافظة التي يغلب على سكانها السنة. واشار الى ان بعض هذه الشكاوى خطرة ويمكن ان تغير نتيجة الانتخابات موضحا انه قد يتم ارسال مسؤولين للتحقق من هذه الشكاوى على الارض.

وابدى المالكي زعيم حزب الدعوة الاسلامية الذي تحقق قائمته quot;ائتلاف دولة القانونquot; تقدما ملحوظا في النتائج الاولية للانتخابات خاصة في بغداد والمحافظات الجنوبية استعداد كتلته للتحالف والائتلاف وتمتين الشراكة بين مختلف القوائم في مجالس المحافظات الجديدة .
واعرب المالكي عن اعتقاده ان المنطقة و مناطق اخرى في العالم تحتاج الى تصدير مثل هذه الممارسة وتصديرها من العراق بالذات الذي عرف بالدكتاتورية وعرف بالقهر والتفرد والحزب الواحد و الطائفة الواحدة والرجل الواحد .

واشار الى انه اطلع المرجع السيستاني على التطورات السياسية في البلاد والعملية الانتخابية موضحا ان المرجع قد أكد ضرورة الاهتمام بالمواطن وتقديم أفضل الخدمات له فضلا عن الحفاظ على المكتسبات السياسية والأمنية الحاصلة في البلاد. واشار الى ان المرجع أكد دعمه وتأييده لحكومة الوحدة الوطنية. وحول تشكيل تحالفات جديدة في مجالس المحافظات قال المالكي ان مبدأ التحالفات والتعاون بين جميع الاطراف قائم وأن أي عمل من دون شراكة لن يكتب له النجاح. وقال ان مبدا الائتلافات سيكون قائما ومبدا التعاون قائم و مبدأ توزيع المواقع quot;سيكون اساسا بالنسبة لنا وهذا ما نؤمن به و نعمل من اجلهquot; . وشدد على انه لابد من ان يتعاون جميع المشاركين من اجل إدارة افضل وعدم الاستئثار وعدم التهميش والالغاء . وقال ان أي تجربة كان فيها عدم شراكة اصيبت بضعف واصيبت بمشاكل لذلك المرحلة المقبلة quot;وحديثنا مع كل الكتل و القوائم التي فازت او التي حققت حضورا في مجالس المحافظات هي مخاطبة من قبلنا بضرورة التعاون و الائتلاف لتكوين افضل المجالس التي نلتقي فيها على اساس الشراكةrdquo; .

واكد ان حيوية العملية السياسية والديمقراطية ان الخريطة تتحرك بها وهذا في العالم اجمع والا لماذا الانتخابات و لماذا الاهتمام..فان لم يكن هناك تغير في الخارطة يعني عندنا جمود و عندنا موت quot;ولكن هذه التغييرات لا نريد لها ان تفجر صراعات وانما ان نتعاطاها باريحية وبشفافية و قبول للنتائج لان المهم اننا شاركنا و استفدنا من فضاء الحريةrdquo;.

واضاف quot;إن من حيوية العملية السياسية والتجربة الديمقراطية حدوث تغيير على الخارطة لكننا لانريد ان يؤدي ذلك الى صراعات بل الى العمل بشفافيةquot; .. داعيا جميع الاطراف التي شاركت في الانتخابات الى التعاون وفق الشراكة الوطنية.

واضاف أن الإنسحاب الأميركي من العراق سوف يتم وفق الاتفاق والجدول والتوقيتات المعدة له في إطار الاتفاقية الأمنية بين الجانبين التي تنص على انهاء الانسحاب في اخر عام 2011 وان كان الرئيس الاميركي يرغب فيان يقدم ذلك الى منتصف العام الحالي . واشار الى ان مبدأ الانسحاب سيكون متوافقا مع قدرة القوات العراقية على مسك زمام الأمور. وقال إن الدليل على قدرة القوات العراقية لمسك الأرض أصبح واضحا من خلال قدرة القوات على تأمين البلاد أثناء انتخابات مجالس المحافظات.

وكان المالكي دعا في آخر زيارة له لمدينة النجف الأسبوع الماضي ضمن حملته الانتخابية الشعب العراقي إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات المحلية محذرا في الوقت نفسه من quot;أن أي جهة تحاول التلاعب في نتائج الانتخابات المحلية أو تحاول تزويرها ستلاقي ردا قويا وقاسيا من الحكومة العراقيةquot;.

وعلى الصعيد نفسه وصف الدكتور عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي الانتخابات المحلية الأخيرة بأنها كانت تجربة أخرى لتكريس الواقع العراقي الجديد مشيرا إلى أنه كلما تكاثرت الممارسات الانتخابية كلما تدرب العقل العراقي على أسلوب الانتخابات كوسيلة للتغيير واختيار المسؤولين والمحاسبة.

وقال عبد المهدي ردا على سؤال حول تقارير عن تحقيق قائمة رئيس الوزراء رئيس حزب الدعوة نوري المالكي فوزا كبيرا في الانتخابات quot; فوز، نعم.. كبير، كلا؟ فحسب النتائج الأولية فإن الإخوة في حزب الدعوة قد فازوا في خمس محافظات وفاز المجلس الأعلى في خمس محافظات. نقاط النجاح التي سجلها الإخوة في الدعوة هي فوزهم بمحافظات بغداد والبصرة والناصرية والكوت والديوانية حيث جاء المجلس الأعلى في المرتبة الثانية.. لكنهم جاءوا بعد المجلس في محافظات النجف وكربلاء والحلة والسماوة وميسانquot; . وعبر في تصريح نشرته صحيفة quot;الشرق الاوسطquot; اللندنية اليوم عن اعتقاده بأنه من واجب المجلس والدعوة أن يقوّما أوضاعهما بشكل متوازن فكل منهما يستطيع ادعاء النصر بسبب تقدمه في محافظات لم ينجح فيها سابقاً ويستطيع الطرفان الكلام بأنهما شريكان ومتنافسان في الساحة التي تتركز فيها قوتهما وهي المناطق الجنوبية عموماً والعاصمة بغداد.

وأضاف القيادي في المجلس الأعلى أن الطرفين لم يحققا الأرقام الانتخابية التي كان من المفترض أن يتمتعا بها فالدعوة لم يعبر حاجز المليون صوت وكانت أصوات المجلس الأعلى أقل من ذلك وأقل بكثير من الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة. أما سبب فوز المالكي فعدا تاريخية حزب الدعوة وجهاديته وجمهوره فهو أنه خاض الانتخابات بعنوان رئيس الوزراء واستخدم طاقات وسمعة رئيس الوزراء في ذلك والمنصب له ثقل ودور كبير في ذلك. واستبعد عبد المهدي انتهاء الائتلاف العراقي الذي يربط المجلس والدعوة وقال هذا قد يعزز الائتلاف ويولد منهجاً أصح للتعامل مع الشأن السياسي.

وحول نتائج الانتخابات قالت مفوضية الانتخابات العراقية انها ستعلن نتائج انتخابات مجالس المحافظات غدا الخميس . واشار المدير العام لمركز اقتراع بغداد - الرصافة محسن جباري حسن الى ان المفوضية بدأت مراجعة ومطابقة بطاقات الاقتراع والتحقيق في مزاعم التزوير وسط اتهامات من منظمات المجتمع المدني بحصول انتهاكات وتزوير في عدد من المحافظات. واضاف قائلا quot;تتم الآن عملية التسوية والمطابقة وعملية التدقيق للنتائج التي حجرت للتصويت الخاص وكذلك تتم بعد هذا الامر عملية العد والفرز والتي ستجري بعد يوم الاربعاء اي بعد انتهاء آخر يوم للشكاوى.quot;
وتشير مصادر انتخابية ودلائل تؤيدها روايات الى ان ائتلاف المالكي في طريقه لانتزاع مقاعد من الاحزاب الشيعية المنافسة مثل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ذي النفوذ والذي سيطر على معظم جنوب العراق منذ الانتخابات السابقة عام 2005.

واظهرت تقارير اعدتها مجموعة من منظمات المجتمع المدني المتخصصة بمراقبة الانتخابات ان عددا من الخروقات التي شهدتها عملية الانتخابات المحلية التي جرت في العراق السبت قد تؤثر في النتائج النهائية للانتخابات المحلية. وعقدت ثماني منظمات مدنية عراقية متخصصة بمراقبة الانتخابات مؤتمراً في بغداد امس الثلاثاء سلطت فيه الضوء على الخروقات التي رافقت سير عملية الانتخابات المحلية.

يذكر أن الانتخابات التي شهدها العراق السبت الماضي تعتبر ثاني انتخابات محلية في البلاد بعد إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 حيث جرت الانتخابات الأولى اواخر كانون الثاني (يناير) عام 2005 وكانت تمثل الأولى من نوعها في تاريخ العراق الحديث لانتخاب مجالس المحافظات بشكل مباشر .