دبي: أشارت رئيسة جمهورية إيرلندا ماري ماك أليس إلى ما تحظى به الإمارات من سمعة طيبة في الأوساط الإيرلندية، خاصة والعالمية عموماً، منوّهة بتقدم الإمارات وريادتها في قطاع المعرفة والمعلوماتية والنهضة الحضارية بمكوناتها كافة، لاسيما البنى التحتية الحديثة، التي اعتبرتها عاملاً رئيساً ومهماً في استقطاب السياح والمستثمرين من بلادها والبلاد الأخرى.

وكان نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استقبل في قصره في زعبيل اليوم رئيسة جمهورية إيرلندا ماري ماك أليس.

وأكّد على عمق الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات وإيرلندا. من ثم تبادلا الرأي خلال اجتماع حول العلاقات الثنائية وسبل توطيدها، خاصة في مجالات المعرفة والسياحة والاستثمار المشترك في هذه القطاعات.

وتطرق الحديث بينهما إلى أسباب الأزمة المالية العالمية وتداعياتها وأثرها السلبي على أيرلندا المرتبطة بأسواق بريطانيا والولايات المتحدة ارتباطاً وثيقاً ومباشراً.

إلى ذلك، أشادت الرئيسة ماك اليس بتماسك اقتصاد الإمارات وقطاعها المصرفي والمالي، الذي ما زال صامداً أمام كل المتغيرات العالمية، مرجعة ذلك إلى رؤية قيادتها وقراءتها الحكيمة للأزمة، ما خفف من وطأتها على خططها التنموية وعلى المستثمرين عموماً.

بدوره، بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مائدة عشاء في قصر الإمارات مساء اليوم مع رئيسة جمهورية إيرلندا ماري ماك أليس، التي تزور البلاد حالياً، علاقات التعاون والصداقة بين دولة الإمارات وجمهورية أيرلندا، وسبل تعميق وتوسيع نطاقها، خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين البلدين.

ورحب، في مستهل اللقاء، برئيسة إيرلندا والوفد المرافق، مؤكداً أن هذه الزيارة تشكّل فرصة مهمة لمناقشة آليات تطوير هذه العلاقات، وإثراء التعاون المشترك، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

وتبادل الجانبان الحديث حول الحرص المشترك على أهمية تفعيل مجالات التعاون الثنائي، وتعزيز أدوار القطاعين الحكومي والخاص في البلدين، لتوثيق علاقات الصداقة، وفتح مزيد من أبواب التعاون لاستثمار المقومات والإمكانات التي يتمتع بها كلا البلدين، وبما يعزز من قوة روابط التعاون، ويدفعه باتجاه المزيد من التطور والنماء.

وتطرق الحديث كذلك إلى آثار الأزمة المالية العالمية الراهنة، حيث أكد الجانبان أهمية إفساح المجال للمؤسسات المالية في القطاعين الحكومي والخاص، للعمل المشترك من أجل صيانة المنظومة الاقتصادية الداخلية، وتحفيز أداء المؤسسات الحيوية، لتجاوز آثار الأزمة المالية العالمية الضاغطة، التي تتطلب بدرجة أكبر تضافر الجهود والتنسيق الجماعي.

وجرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع السياسية إقليمياً ودولياً، وتبادل وجهات النظر حيالها، حيث أكد الجانبان أهمية تواصل الجهود الدولية من أجل إحلال السلام العادل وتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وضرورة تمكين المنظمات الإنسانية والإغاثية من تقديم العون ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

وعبّرت ماك أليس في ختام اللقاء عن ارتياحها لتنامي العلاقات الأيرلندية - الإماراتية، مؤكدة حرص بلادها على توثيق العلاقات الودية بين البلدين، ودعم التعاون الاقتصادي والعلمي المشترك، مشيدة بمستويات التطور والازدهار التي تعيشها الإمارات، والتي أدت إلى بناء تجربة تنموية فريدة، أكسبتها احترام العالم وتقديره، وجعلت منها ثقلاً اقتصادياً ومركزاً معرفياً في المنطقة، تتطلع البلدان الطموحة إلى الاحتذاء بها.

وأضافت في كلمة لها اليوم بمناسبة الذكرى 21 لإنشاء كليات التقنية العليا إن الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان دافعاً قوياً لنجاح كليات التقنية العليا.

كما أشادت بالدور المحوري الذي لعبه نائب رئيس كليات التقنية العليا طيب الكمالي في إدارة 17 كلية تضمها الآن كليات التقنية، مشيرة إلى وجود تطور مهم في العلاقات التعليمية والأعمال والتجارة والسياحة التي تنمو بين الإمارات وجمهورية إيرلندا، رغم البعد الجغرافي.

وأضافت إن السياحة تنمو باضطراد بين الإمارات وإيرلندا، خاصة بعدما قرر طيران الاتحاد تنظيم رحلات بين أبوظبي ودبلن، مشيرة إلى أن إيرلندا ستفتتح مكتباً سياحياً في أبوظبي.

وقالت رئيسة جمهورية إيرلندا إن العالم اليوم يحتاج رؤية واحدة، قادرة على التعامل مع المشاكل التي يواجهها، مثل الجوع والمرض والعجز، وكيف يلبي الطلب على الطاقة، ويحمي كوكب الأرض، وإشاعة السلم ومنع الحروب، وكيف نجعل الأرض مكاناً جميلاً للعيش لكل الناس.