كابول: جدد الرئيس الافغاني حامد كرزاي انتقاده للقوات الامريكية والقوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في بلاده وقال انه عازم على ان تؤدي حكومته دورا أكبر في انتشار وعمل القوات الاجنبية. وقدمت حكومة كرزاي الشهر الماضي مسودة اقتراح لحلف شمال الاطلسي تتضمن قائمة اجراءات تهدف لمنع سقوط ضحايا بين المدنيين بينها مطلب بأن تتم عمليات اعتقال أي مواطن أفغاني على يد قوات الامن الافغانية فقط وأن يكون هناك تنسيق quot;على مستوى رفيعquot; بخصوص الضربات الجوية.

وقال كرزاي quot;مطالبنا واضحة وهي أنه يجب أن تتوقف عمليات تفتيش منازل الافغان واعتقال أفغان وسقوط ضحايا مدنيين. وهم (الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي) بطبيعة الحال يمارسون ضغوطا علينا كي نصمت ونسحب هذا المطلب . هذا غير ممكن.quot;

وقد تصاعدت هجمات حركة طالبان بنسبة 33 في المئة العام الماضي وفق ما تقوله القوات التي يقودها حلف الاطلسي في افغانستان وكان هناك قتلى وجرحى بين الجنود الاجانب والقوات الافغانية والمدنيين على السواء وتزايدت اعدادهم جميعا عما كانت عليه في عام 2007 . وقالت الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان عدد القتلى بين المدنيين في عام 2008 زاد بنسبة 40 في المئة الى 2100 أكثر من ثلثهم قتلوا بايدي القوات الافغانية والاجنبية. ومع اشتداد العنف تزايدت التوترات بين كرزاي وداعميه الغربيين.

ويدعو كرزاي - الذي يواجه انتخابات في اغسطس اب - بشكل متكرر الى وضع نهاية لسقوط ضحايا من المدنيين على يد القوات الاجنبية بينما دأب الزعماء الغربيون على الدعوة الى quot;الحكم الرشيدquot; في انتقاد ضمني لقدرة كرزاي على حكم البلاد بشكل فعال.

وتعتزم الولايات المتحدة نشر ما يصل الى 25 ألف جندي اضافي في أفغانستان لكن مسؤولين بوزارة الدفاع الاميركية وحلف الاطلسي يقولون ان الزيادة في عدد القوات ستكون بلا فائدة في مواجهة المتمردين اذا لم يصاحب ذلك وجود حكومة أقوى. وفقد كرزاي معظم التأييد الشعبي له بسبب قربه الملحوظ من الولايات المتحدة وبسبب اعتقاد كثير من الناخبين بأنه فشل الى حد بعيد في كبح الفساد.

وصرح كرزاي أيضا بأنه لم يتلق اي رد على مسودة المقترحات التي أرسلها الى حلف الاطلسي لكنه لن يترك الامر يموت. وقال كرزاي للصحفيين في مؤتمر صحفي مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون quot;أفغانستان ورئيسها لن يتراجعا عن هذا الطلب وسنستمر في اقتراحنا ونقترح الكف عن التسبب في ايذاء المدنيين وتفتيش المنازل واعتقال اهالينا.quot;

واستدرك بقوله quot;لكن افغانستان تريد الحماية لمعيشتها وقانونها وكرامتها وحياة شعبها في هذه الحرب ولذلك نأمل بدلا من الضغط مباشرة علينا من خلال الاعلام ان يجلسوا معنا لمناقشة طلبنا.quot; وقال بان انه يشارك كرزاي مخاوفه وخيبة أمله ودعا الى تعزيز التنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.