لندن: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اليوم ان الكشف عن المعلومات السرية التي تقدمها الولايات المتحدة لبريطانيا من شأنه ان يسبب quot;ضررا حقيقيا وكبيراquot; للامن الوطني البريطاني والعلاقات الدولية للمملكة المتحدة.

جاء ذلك في رد ميليباند عل سؤال طرح في جلسة لمجلس العموم البريطاني اليوم حول شكوى أحد المقيمين البريطانيين بتعرضه للتعذيب وسوء المعاملة في سجن غوانتانامو على يد السلطات الاميركية اذ قال القضاة الذين اشرفوا على محاكمته ان واشنطن هددت بوقف التعاون الاستخباراتي مع بريطانيا في حال الكشف عن التقارير السرية التي قدمتها الاستخبارات الاميركية للمحكمة البريطانية.

ودافع ميليباند عن قرار عدم الكشف عن الوثائق الاميركية نافيا ان تكون الولايات المتحدة هددت بوقف التعاون الامني بينها وبين لندن مستدركا بقول quot;ان الحكومة البريطانية لن تتغاضى ابدا عن استخدام التعذيبquot;. وقال ان استعداد الولايات المتحدة للمشاركة في المعلومات الاستخباراتية مع بريطانيا سيتضرر quot;اذا اعتقد الاميركيون ان مصير هذه المعلومات في النهاية سيكون نشرها على الملأquot; مبينا ان هذا ينطبق على العلاقات الاستخباريتية البريطانية مع جميع الدول التي تتقاسم معها بريطانيا المعلومات الاستخباراتية.

وكان ميليباند قال في لقاء اجراه مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس ان الضغوط الاميركية كانت لحماية الصالح الوطني البريطاني. واضاف quot;اذا كان مسموحا لي بتقاسم المعلومات مع بلد آخر فانني لن ارغب بأن يعرض القضاة جهاز مخابراتنا للخطر بافراجهم عن هذه المعلومات رغما عن ارادتناquot;.

وكان قاضيان بريطانيان انتقدا يوم امس السلطات الاميركية قائلين انها quot;أخفت ادلة على تعرض احد المقيمين ببريطانيا للتعذيب في معتقل غوانتاناموquot; الا انهما قررا عدم الكشف عن هذه الادلة وانتقد القاضيان quot;السعي لاخفاء ملخص ادلة تحوي تقارير لمسؤولين اميركيين لها صلة بادعاءات تعذيب ومعاملة قاسية غير انسانية او مهينة من الممكن ان تكون محرجة سياسيا. واشارا الى ان الولايات المتحدة هددت بوقف التعاون في مجال المخابرات لمكافحة الارهاب مع المملكة المتحدة بدعوى ان من شان ذلك تعريض سكان بريطانيا للارهاب.

يذكر ان بنيام محمد والبالغ من العمر 31 عاما اثيوبي الاصل اعتقل في باكستان في عام 2002 وكان معتقلا لدى السلطات الاميركية في غوانتانامو منذ سبتمبر من العام 2004 ويدعي ان الادلة ضده جاءت على اساس اعترافات انتزعت منه تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة الامر الذي نفته السلطات الاميركية.