موسكو: في خطوة قد تعيد إلى العالم ظاهرة التكتلات، ومع توسع حلف شمال الأطلسي ليشمل العديد من الدول، ظهر إلى الوجود تكتل إقليمي عسكري جديد، يضم عدداً من الدول التي كانت تنضوي تحت مظلة الاتحاد السوفيتي السابق، هدفه المعلن تشكيل قوات للانتشار السريع لمكافحة الإرهاب، والرد على الحالات الطارئة في المنطقة، وفق ما أعلنته مصادر إعلامية روسية الأربعاء.

أفادت المصادر بأن الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، أعلن أن quot;مجلس الأمن الجماعيquot;، التابع لمنظمة quot;معاهدة الأمن الجماعيquot; وافق على تشكيل قوات للانتشار السريع تابعة للمنظمة، بقيادة روسيا، وتضم في عضويتها كلاً من روسيا وبيلوروسيا (روسيا البيضاء) وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان وأرمينيا.

وقال ميدفيديف في كلمة افتتح بها الجلسة الموسعة لرؤساء البلدان الأعضاء في المنظمة في موسكو الأربعاء، إن جميع المشاركين في القمة اتفقوا على ضرورة تبني الوثيقة الخاصة بتشكيل تلك القوات.

كما أعلن الرئيس الروسي أن روسيا وبلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي الأخرى مفتوحة للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب في آسيا الوسطى.

وقال ميدفيديف في مؤتمر صحفي له في ختام قمة المنظمة إن quot;روسيا والدول الأخرى الأعضاء في المنظمة، على استعداد للتعاون الشامل والكامل المضمون مع الولايات المتحدة وبلدان التحالف الأخرى في مكافحة الإرهاب في المنطقةquot;، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية quot;نوفوستي.quot;

ويرى الرئيس الروسي أن quot;هذا الكفاح يجب أن يكون شاملاً ويعتمد على العناصر العسكرية والسياسية حتى يكون ناجحاً.quot; وقال ميدفيديف إن quot;القضية ليست في عدد القواعد، ذلك أن مكافحة الإرهاب لا تنحصر في تضخيم المجموعة العسكرية، وإنما يجب أن تكون شاملة.quot;

يذكر أن قرغيزيا، العضو في منظمة الأمن الجماعي، أعلنت الثلاثاء عن عزمها إغلاق القاعدة الجوية الأمريكية في مطار quot;ماناسquot;، بينما تبقي على القاعدة العسكرية الروسية في أراضيها.(التفاصيل)

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن موسكو قد تشهد توقيع مثل هذه الاتفاقية.

وصرح سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، بأنه ينتظر أن يوقع رؤساء الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، اتفاقية تقضي بإنشاء quot;قوات رد سريع مشتركةquot;، خلال اجتماعهم في موسكو.

وأوضح أن القوات المزمع إنشاؤها مدعوة لصد العمليات العدوانية الحربية، ومحاربة ظاهرة الإرهاب الدولي والتطرف، ومكافحة الجريمة المنظمة الدولية، ومكافحة تجارة المخدرات، وأيضاً إزالة آثار الحوادث والكوارث.

وكان الرئيس الروسي قد اقترح هذه الاتفاقية في السادس من سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما كادت روسيا أن تجد نفسها في مواجهة واسعة مع الغرب جراء العملية الحربية الروسية-الجورجية في القوقاز.

وقيل حينها إن من شأن تطبيق هذه الفكرة أن يجعل منظمة الأمن الجماعي تكتلاً عسكرياً-سياسياً، تتوفر لديه جميع مقومات الحلف العسكري. ويفترض أن يتم تشكيل القوات المشتركة من وحدات في قوات الدول السبع، وترابط في روسيا بصفة مستمرة، وتتحرك نحو جهة محددة يظهر فيها الخطر المطلوب إيقافه عند الضرورة.

وقال مساعد الرئيس الروسي إنه ينتظر أن تشكل فرقة المظلات الروسية 98، ولواء المظلات الروسي 31، القوة الرئيسية للقوات المشتركة.