اعتدال سلامه من برلين: انتقدت الاحزاب المعارضة كما الحزب الديمقراطي المشارك في الحكم زيارة المستشارة انجيلا ميركل لادارة حفظ ملفات المخابرات السرية المسماة ( الشتازي) في برلين، وكانت الشتازي العين السرية للنظام الشيوعي في المانيا الشرقية، ايضا لمطالبتها مواصلة العمل فيه. وحسب قولها فتح الابواب امام عامة الشعب من اجل الاطلاع على ما تحتويه ملفات الشتازي سهل عملية المصالحة بينهم ،وبعكس ما كان متوقع لم يساهم في ابعادهم عن بعضهم. ويتوقع ان ترصد الحكومة المزيد من الاموال كي تتمكن رئيسة مارياني برتلير مع مرور عشرين عاما على الوحدة الالمانية.
وكانت حكومة المستشار الاسبق هلموت كول قد اقرت بعد الوحدة الالمانية عام 1989 باكثر من عام وضع اطنان من هذه الملفات في مبنى من اجل تحليل كل ورقة صغيرة فيه، للكشف عن جواسيس وعملاء لم يكشف النقاب عنهم بعد، رغم ان نسبة كبيرة منهم عرفت حقيقتها.لكن قبل ذلك وقع خلاف كبير داخل المانيا لم يحل بسرعة ، ففي ال18 من شهر( ايار) مايو عام 1990 تم توقيع اتفاق يتعلق بالوحدة النقدية والاقتصادية والاجتماعية، الا ان السؤال المهم كان ما هو مصير محتوى دائرة المخابرات السرية quot; الشتازيquot; وكانت تملك سلطة حديدية وتتكون من قسمين: مركز للتنصت الداخلي على الألمان الشرقيين انفسهم ويقع في شارع لا يبعد كثير عن المبنى الثاني حيث توجد دائرة للتجسس الخارجي. ووصل عدد العاملين يومها في المركزين حوالي مائة الف موظف رسمي اضافة الى بضعة الالاف من العاملين غير الرسميين واعطوا صفة ال IM اي الموظفين غير الرسميين.
وكما تقول معلومات نقل العاملون في الشتازي قبل اشهر طويلة من ازاحة جدار برلين كميات كبيرة من الملفات كي لا تقع في يد سلطات المانيا الغربية لانهم كانوا يدركون أن ايام المانيا الشرقية اصبحت معدودة ، فاتلف ما اتلف ووجد قسم من الملفات مقرا له في مكان مجهول قد يكون المكان الابدي.
والزحف الكبير على دائرة المخابرات الداخلية حدث في ال15 من شهر يناير 1990حيث استطاع بالفعل الالاف من الالاف الشرقيين والغربيين الوصول الى ملفات قد لا تكون لها قيمة كبيرة لكن القيمة للشخص نفسه وصاحب الملف الذي اراد اتلافها والبدء بحياة جديدة من دون سجل اسود.
لكن يقال أن الزحف كانت مسرحية اخرجتها دائرة الشتازي نفسها بهدف امتصاص غضب الالمان الشرقيين، فافسحت الطريق امام المئات للدخول الى المبنى وسحب ملفات لا قيمة لها لكنها لعبت فيما بعد دورا في تكوين عداء بين الاصدقاء بعد علمهم بان هذا الزميل او الصديق او تلك الصديقة تجسست عليه او عملت لصالح الشتازي. فالتجسس الداخلي كان ضد الاشخاص المعروفين بميولهم الليبرالية او الغربية وضد الكنائس التي لعبت دورا كبيرا في تحريض الشارع الالماني الشرقي ضد النظام الشيوعي بمساعدة الفاتيكان والكنيسة الانجيلية في المانيا واوروبا، وطال التجسس الداخلي ايضا شركات معينة وأجانب دخلوا المانيا الشرقية.

وكانت تجمع في هذه الدائرة ايضا معلومات يجمعها جواسيس داخليون ضد مواطنين المان شرقيين، وعثر على سجلات لازواج وزوجات تجسسوا على بعضهم البعض. وأدرج هذا العمل تحت عنوانquot; من هو منquot; من اجل جمع اكبر كمية من المعلومات عن المواطن العادي الماني الشرقي . واتضح بعد ذلك أن التجسس طال اعضاء الحزب الشيوعي وكانوا يتنصتون على بعضهم البعض من اجل معرفة ماذا يفكر الاخر وكيف.

وفي مركز الشتازي كانت تقوم مجموعات معينة بشكل مركزي بتحليل المعلومات التي تجمع وتضع تقييما للاشخاص اصحاب العلاقة، ثم يتم أرشفة الملف حسب اهمية الشخص وخطورته على النظام الشيوعي من وجهة نظرهم.
وبعد الوحدة سلمت كل ملفات الشتازي للتجسس الداخلي او بالاحرى ما تبقى منها الى مكتب حمل نفس اسم المشرف عليه واصبح يعرف باسم quot; دائرة كاوكquot; نسبة الى اسم الشخص الذي اشرف عليها.
اما قسم التجسس الخارجي وكان لسنوات طويلة برئاسة ماركوس فولف الذي تعامل مع العديد من دوائر المخابرات في العالم الثالث والعربية ايضا فلم يتم اقتحامه وبقي بمنأى عن الايادي إلا الايادي السوفياتية كما تقول معلومات. وكانت مهمة هذه الدائرة جمع معلومات من جواسيسها في الخارج كانوا المان غربيين وأوروبيين ايضا اميركيين قاموا بمهمات تجسسية على بلادهم وعلى حلف شمال الاطلسي مقابل اموال.

لكن الذي لم يفسر حتى الان كيف وصلت ملفات دائرة التجسس الخارجي الى يد المخابرات السرية الاميركة في اوروبا وخاصة في المانيا وارسلته الى الولايات لمتحدة للتدقيق به وأرشفته. وتردد أن قواتها التي كانت مرابطة في برلين الغربية وصلت الى المبنى في ظل الفوضى التي سادت برلين الشرقية فحاصرته وصادرت الجزء الأكبر من محتوياته ويتعلق بالجواسيس الغربيين اللذين عملوا لحساب النظام الشيوعي الماني الشرقي.
بعد ذلك ظهرت معلومات جديدة متناقضة للقديمة تقول بان جاسوسا سوفياتيا باع الولايات المتحدة كامل ملف الجواسيس في الخارج. وما ترويه هذه المعلومات مثل الفيلم الاميركي البوليسي من النوع السيئ وتشير الى ان المعلومات التي جمعت خلال 40 سنة كان مصيرها أفران كبيرة في مركز الشتازي حيث احرقت وتحولت الى رماد دون ان تحدد التاريخ، لكن في الوقت نفسه كان يضع عاملون اخرون في علب معدنية المئات من الميكروفيلم خزنت فيها كل اسماء الجواسيس اللذين تجسسوا لحساب المانيا الشرقية في المانيا الغربية وخارجها. واعطيت هذه الافلام الى دائرة المخابرات السرية الأميركية سي أي إي، التي منحت برلين نسخة منها بعد مفاوضات دامت سنوات وعرفت الملفات تحت اسم quot; خشب الوردquot; اتضح للحكومة الالمانية فيما بعد بانها غير مكتملة.
لكن من أوصل هذه الافلام حقا إلى دائرة السي أي إي؟ سؤال ظل يرواح مكانه إلى أن اشارت معلومات نقلا عن لسان عميلين قديمين لالمانيا الشرقية بان الافلام لم تصل الى ايدي السي أي إي بسبب الفوضى التي عمت برلين الشرقية يوم ازاحة الجدار ولا عن طريق عميل من المانيا الشرقية كما تردد بل الفضل في ذلك يعود الى ضابط جاسوس في دائرة المخابرات السرية الروسية ك جي بي باع صندوق الميكروفيلم مقابل مبلغ من المال الى الامركيين عام 1992.
لكن عادت الأخبار لتتضارب عن كيفية وصول الملف الى المخابرات الاميركية، ففي الوقت الذي يصر فيه الجنرال المتقاعد فرنر غورسمان حتى الان وكان مسؤولا في دائرة المخابرات السرية الشتازي قسم التجسس الخارجي على القول بأنه لم يصدر امرا باعطاء المخابرات السرية الروسية أي نسخة عن الميكروفيلم، يقول زميل له من نفس الدائرة بانه سلمها بنفسه إلى فرع ال ك جي بي ببرلين.
وظلت معلومات هذا الزميل متناقضة لانها لم تجب على سؤال مهم وهو كيف وصلت الافلام إلى هذا العميل الروسي الذي يدعي الكسندر سيوبنكي ، ايضا كيف استطاع اجراء اتصال مع دائرة المخابرات الاميركية، هل ساعده الحظ؟ فهذه الدائرة لم تسمع به من قبل، لكن قد تكون حاجته الماسة للمال وراء بحثه المضني للوصول الى خيط أوصله بدوره الى عميل أميركي.
وقد يكون هذا التخمين اقرب الى الواقع، فهناك معلومات تقول أنه عرض الميكروفيلم على السفارة الأميركية في بلد بأوربا الشرقية عن طريق العميل الاميركي الذي تعرف عليه وابدى استعداده لبيعها مقابل 75 الف دولار.
وبعد الاتفاق مع رجل الاتصال بالسفارة الأميركية ترك الجاسوس السوفياتي لزميله كما في افلام التجسس في مكان ما على الطريق السريع بالقرب من برلين مغلفا صغيرا يحتوي على عينة من البضاعة التي لديه وهي لائحة قصيرة باسماء عملاء ارسلت بعد ذلك للفحص في مركز المخابرات السرية ال سي أي إي في لينغلي بفرجينا. وبعد تفحصها قال خبير هناك مازحا انها quot; really sexy لكنها حقيقية.
وبعد فترة كانت كل الملفات في هذا الدائرة يتم فحصها بدقة وفرزها وارشفتها على الرغم من أن نوعية النسخ على ميكروفيلم كانت سيئة لكن كلها مقروءة مع اختفاء ملف يحمل الاسماء بالاحرف الابجدية من LaوحتىLi. وتردد بان الميكروفيلم ليس اصلي بل هو ثالث او رابع نسخة قامت بنسخه دائرة المخابرات الشتازي فهل هذا ادعاء أميركي ام نصب شتازي؟

ووصفت دائرة المخابرات الاميركة خبر الحصول على الميكرو افلام بالانتصار وابلغت ادارة الرئيس جورج بوش بالحدث الكبير، فافرزت 40 سكرتيرة طبعت لايام طويلة ليلا نهارا اكثر من 280 الف اسم جاسوس، والاهم بالنسبة بدائرة سي اي اي كان الوصول الى اسماء quot; الخونة الأميركيين quot;.

والغريب ان الحكومة الالمانية وحتى هذه اللحظة لم تكن الحكومة على علم بملف الجواسيس والميكروفيلم وبعد انتشار الاخبار بدأت تلاحق كل خبر ينشر لتحقق مع هذا او ذاك او تدق ابواب جواسيس سابقين لالمانيا الشرقية.
وتقول المعلومات الاميركية بان مطاردة الجواسيس عبر الميكروفيلم الذي باعه الجاسوس الروسي لم يساعد ال سي أي إي كثيرا، فالجواسيس اللذين وجدت اسماءهم مخزنة وعملوا في الولايات المتحدة كانوا من الدرجة الثانية عدا جاسوسات مهمات عملن كسكرتيرات في مؤسسات أميركية كبيرة والجاسوس المهم جدا واطلق عليه اسم quot; توباسquot; زود الشتازي بملفات ذات قيمة عالية عن مشاريع عسكرية لحلف شمال الأطلسي، وعندما القت النيابة العامة القبض عليه في اقليم راين بفالس عرف بان اسمه الحقيقي راينر روب.

وقلة اهمية الميكروأفلام قد تكون الدافع وراء ارسال ال سي أي إي عميلها ميلت بيردن الى المانيا مطلع عام 1993 للحديث عن امتلاك دائرته ملفات عن الجواسيس. وعرضه على منسق الشؤون المخابراتية في ديوان المستشارية برند شميدت باور بعض النسخ لاسماء جواسيس على راسهم الجاسوس الأطلسي quot; توباسquot;.
في المقابل رفضت حكومة المستشار كول التعامل مع هذ المندوب الاميركي وارسلت شميد باور الى واشنطن للتحدث مباشرة مع المسؤولين هناك بهدف تحريكهم لاسترجاع ملفquot; خشب الوردquot;. لكنه عاد بدوره خاليا اليدين بعد ان قيل له quot; لا توجد نسخة نعطيها لالمانيا لكن بامكان دائرة حماية الدستور الألمانية ارسال موظفين لنسخ اجزاء من الملفquot;. وهنا طرح السؤال الكبير : طالما ان واشنطن لا تعتبر الميكروافلام مهمة وخاب ظنها من محتواها فلماذا لا تسلمها بالكامل إلى المانيا؟
ولم يكن لدى حكومة المستشار كول يومها اهتماما بالعثور على جواب بقدر الحصول على الافلام فارسلت عشرات الموظفين لهذه المهمة ، لكن لم يسمح لهم بالدخول الى مبنى السي أي إي حيث النسخ المخزنة بل استأجرت لهم مكاتب وكان يرسل اليهم الجزء بعد الاخر.

وظلت عملية النسخ نصف عام تقريبا الى ان سجل 1553 حالة تجسس بدأ بالتحقيق بها، ومع كل ملف كان يكشف عن اسم عميل جديد في المانيا الغربية مثل اللوبيست ادولف كانتر واحد القياديين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المانيا الغربية كارل فيناندن وكان واحد من المقربين الى المستشار الاشتراكي الراحل فيلي براندت.
وعلى الرغم من كل ذلك لم تتوقف المانيا عن السعي لاسترجاع كامل ملف quot; خشب الوردquot; حتى بعد انتقال العاصمة الى برلين وتسلم الاشتراكيين والخضر سدة الحكم عام 1998، وتسلم القضية منسق الشؤون المخابراتية في ديوان المستشارية ارنست اورلاو ، الذي قال بعد زيارته الى واشنطن بان عملية التسليم لن تتم قبل عام 2001 فالاستعداد الأميركي للتسليم كبير جدا لكن التأخر سببه تقني فمشروع التخزين يحتاج الى سوفت وير معين كما النسخ على أقراص مضغوطة.
لكن في الربع الأول من عام 2000 وصل إلى وزارة الداخلية ببرلين العديد من الاقراص المضغوطة سلمت بعدها إلى دائرة كاوغ ببرلين وهو المرجع الذي يحدد التصرف بها مثل وضعها تحت تصرف الباحثين والصحافيين ومن يريد ان يعرف المزيد عن محتواها وذلك في أطار البحث في تاريخ الشتازي وخلفيته.

وكانت السلطات الأميركية ابلغت في السابق منسق الشؤون المخابراتية اورلاو بان عدد الاقراص المضغوطة سيكون مائة قرص أي حوالي 64 غيغبايت . لكن العدد فقز عند التسليم الى 381 قرص من CD ndash;Roms ويحمل 350 الف ملف ويقال بانه بحتوي على اسماء 50 الف عميلا من بينه على الاقل 12 الف عمل في المانيا الغربية ما بين عام 1950 و،1989 .
لكن عند تفحص الملفات ومقارنتها مع المعلومات المتوفر لدى المانيا اتضح نقصان 242 ملفا لم تسلمه المخابرات السرية الأميركية لاسباب غير معروفة لذا تم تبليغ المستشار بذلك ومن اجل متابعة منشق الشؤون المخابراتية الأمر لانها مادة مهمة لتحديد هوية الجواسيس.
وقالت مارياني بيرتلر التي تسلمت مركز ملفات الشتازي فيما بعد أن ملف خشب الورد يختفي في طياته برميل بارود فقد يكشف النقاب عن اعداد هائلة من الجواسيس المجهولين عملوا في المانيا الغربية سنوات طويلة وينعمون الان بالراحة. عدا عن ذلك يجب أن يدخل في الحسبان ايضا كشف سر شبكات العملاء الداخليين. وهذا يعني ان كل عميل عليه الخوف والقلق على مصيره.
وملف quot; خشب الورد quot; رائحته بعيدا جدا عن اريج الورد حيث أوقع الشكوك بين افراد العائلة الواحدة وبين الاصدقاء ودفع بالكثير من النواب في برلمان الاتحاد وبرلمانات الاقاليم للمطالبة بالتدقيق بماضي كل النواب وكبار الموظفين في ألمانيا الغربية وقال النائب المسيحي الديمقراطي ارنولد فاتس يجب ان نعرف اذا كان معلم المدرسة او مدقق الضرائب عميلا للشتازي. وبراي النائبة المسيحي الديمقراطية فيرا لنغسفيلد وتجسس عليها زوجها طوال سنوات لصالح الشتازي يجب كشف النقاب عن كل النواب من دون استثناء. واشترط حزب الخضر ان تنشر النتائج في الصحف كي يعرف كل مواطن من كان يخون الوطن.

ولقد اتهم على سبيل المثال الكاتب المعروف في المانيا واوربا غونتر فالراف بانه عمل لصالح الشتازي لذا اعلنت رئيسة مركز ملفات الشتازي بيرتلر عن نيتها وضع ملف خشب الورد تحت التصرف كي يتفحصه برلمانيون.
والتهم الموجهة الى هذا الكاتب نقله يومها إلى عملاء الشتازي معلومات مهمة عن مصنع باير لايفركوزن ومختبرات ومؤسسات علمية في المانيا الغربية.
كما كشفت ملفات الشتازي النقاب عن تعامل العديد من العرب المقيمين في المانيا خاصة الشرقية مع هذا الدائرة لسنوات طويلة خاصة اللاجئين السياسيين وكانوا يحطون في البداية قبل دخولهم برلين الغربية عن طريق معبر فريدريش شتراسه في برلين الشرقية حيث يتم تجنيد بعضهم ، كما وانه من السهل على العرب المقيمين تنقلهم بين لألمانيتين.

والمشكلة التي تواجه العاملين في دائرة الشتازي أيضا ان اسماء الجواسيس لم تكشف كلها فهناك من اعطي اسما مستعار ولم يسجل اسمه الحقيقي، لكن الصيدة الثمينة العثور على تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية اجراها سياسيون في المانيا الغربية ، حتى ان المستشار كول نفسه لم ينج من التجسس وعثر على اشرطة وملفات عن نشاطه السياسي اليومي لم يعرف حتى الان من قام بمهمة التسجيل.
وتستبعد مديرة مركز الشتازي بيرتلر محاكمة من يكشف النقاب عن انه كان عميلا للمخابرات السرية الالمانية الشرقية. فالنيابة العامة حققت في السنوات الماضية بحوالي 1500 قضية انتهى جزء منها باصدار حكم على عدد المتهمين، وعام 2004 تقادمت كل قضايا التجسس ما عدا حالات معينة منها الخيانة الوطنية.