واشنطن: نفت الحكومة القرغيزية بشدة السبت أن تكون قد اتخذت قرار إغلاق قاعدة quot;ماناس،quot; التي تستخدمها الولايات المتحدة على أراضيها لنقل الإمدادات إلى أفغانستان، بضغط من روسيا، معتبرة أن تزامن القرار مع الإعلان عن مساعدات مالية روسية للبلاد هو quot;مجرد صدفةquot;.

وقال أيبك سلطانغزايف، الناطق باسم رئيس الوزراء القرغيزي، إيغور شودينوف إن قرغيزيا ترى بأن القاعدة قد quot;أنجزت مهمتهاquot; بمساعدة الشعب الأفغاني على تشكيل حكومته، مضيفاً أن البدلات المالية التي تدفعها واشنطن لاستخدام القاعدة quot;غير كافية.quot;

وأضاف سلطانغزايف، أن الحكومة القرغيزية ممتعضة أيضاً بسبب عدم حل قضية مقتل أحد المواطنين القرغيزيين على يد جندي أميركي، كما أنها تشعر بالقلق حيال بعض المشاكل البيئية الناجمة عن النشاطات فيها.

ونفى الناطق باسم رئاسة الحكومة القرغيزية ما كانت مصادر أميركية قد ذكرته عن مفاوضات ثنائية لدرس احتمال تمديد استئجار القاعدة، معتبراً أن الاتصالات الموجودة حالياً عبر سفارة واشنطن بقرغزيا تتركز على علاقات العمل بين الطرفين باعتبار أن القرار النهائي حول مصير القاعدة قد اتخذ على حد تعبيره.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد وصفت الجمعة قرار قرغيزيا بإغلاق قاعدة quot;ماناسquot; الأميركية الإستراتيجية بأنه quot;مؤسف،quot; غير أنها شددت على أنه لن يؤثر على عمل القوات الأميركية في أفغانستان.

وقالت كلينتون، إنها quot;تأمل في إجراء المزيد من المشاوراتquot; مع الحكومة القرغيزية، مضيفة أن واشنطن ستتابع العمل quot;بطريقة فعالةquot; بصرف النظر عما ستؤول إليه الأمور.

وبحسب الوزيرة الأميركية، فإن وزارة الدفاع quot;البنتاغونquot; تدرس الخيارات البديلة للسير قدماً دون التأثر بالخطوة.

وكان الرئيس القرغيزي، كرمانباك باقييف، قد أعلن الثلاثاء عن نية حكومته إغلاق القاعدة، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف، وذلك بعد لقاء تعهدت موسكو خلاله بتقديم دعم مالي لقرغيزيا.

بالمقابل، كشف مسؤولون كبار في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية وجود مفاوضات مع الحكومة القرغيزية لإقناعها بتمديد عقد استئجار القاعدة، إلا أنهم لفتوا إلى أن الجانب القرغيزي لم يرد على أي عرض حتى الساعة.

ويتوقع أن يصادق البرلمان القرقيزي على القرار قبل توقيعه من الرئيس، وسيكون بعدها أمام الأميركيين 180 يوماً لتسليم القاعدة.

وتدفع الولايات المتحدة 63 مليون دولار مقابل استخدام قاعدة quot;ماناسquot; الجوية، كما توظف 320 مواطناً قرغيزياً.

وكشفت صحيفة quot;كوميرسانتquot; الروسية الثلاثاء أن روسيا عرضت على قرغيزيا 300 مليون دولار، على شكل قرض لمدة 40 سنة، وبمعدل فائدة يقدر بنحو 0.75 في المائة، مع إعفائها من دين مستحق لروسيا بقيمة 180 مليون دولار.

يأتي هذا في وقت تخطط فيه الولايات المتحدة لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان تقدر بنحو 30 ألف عنصر، بهدف وقف التمرد الذي تقوده حركة طالبان ضد الحكومة المركزية في كابول.

وكانت العلاقات الأميركية القرغيزية قد تضررت عندما قتل عنصر في سلاح الجو الأميركي أحد المواطنين القرغيز في ديسمبر/كانون الأول عام 2006، وتم تسفير العسكري الأميركي خارج قرغيزيا، وتم تعويض أسرة المواطن القرغيزي.

يشار إلى أن القاعدة الجوية الأميركية في قرغيزيا افتتحت في ديسمبر/كانون الأول عام 2001 بتفويض من الأمم المتحدة لدعم عملية مكافحة الإرهاب في أفغانستان التي تنفذها قوات التحالف.