تل ابيب:تؤكد استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات البرلمانية في إسرائيل أن المعارك الأخيرة التي خاضتها بمواجهة حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; منحت بعض الأحزاب اليمينية المتشددة، وعلى رأسها حزب quot;إسرائيل بيتناquot;، وزعيمه، أفيغدور ليبرمان، موقعاً متقدماً لدى الناخبين.

وقال يوسي كلين هالفي، الباحث لدى معهد أديلسون للدراسات الإستراتيجية إن ليبرمان، الذي يوصف بأنه quot;الثور الهائجquot; في الحياة السياسية الإسرائيلية: quot;يركب موجة بشعة من الغضب الذي يختزنه الكثير من اليهود في إسرائيل ضد الأقلية العربية.quot;

وتشير إحصائيات حديثة إلى أن ليبرمان، الذي عمل في السابق حارساً بأحد الملاهي الليلية، يتجه نحو إضافة ستة مقاعد إلى كتلته في انتخابات العاشر من الشهر الجاري، ما قد يرفع حجم الكتلة إلى 17 مقعداً، ليصبح الحزب بذلك ثالث أكبر الأحزاب، متقدماً على quot;العملquot; بقيادة أيهود باراك.

وعلى خلفية هذه التوقعات، شهدت الصحف الإسرائيلية الكثير من المقالات التحليلية التي حاولت فهم ما يجري، فقال أريك بن زيفي، في صحيفة quot;نيوريبليكquot;: quot;إذا تمكن حزب محسوب على قوى أقصى اليمين من تجاوز حزب العمل في الانتخابات المقبلة فسيكون ذلك أمراً غير مسبوق في تاريخ البلاد.quot;

وأضاف بن زيفي إن سقوط العمل، وهو الحزب المؤسس لدولة إسرائيل، والذي خرجت من صفوفه أغلب القيادات التاريخية، مثل بن غوريون وغولدا مائير وإسحاق رابين، أمام quot;إسرائيل بيتناquot; سيكون quot;تحولاً تاريخياً.quot;

أما أتيلا سومفالفي، المحللة السياسية لموقع Ynetnews.com السياسي، فقالت إن ليبرمان بات قائدا: quot;لكل الذين فقدوا الأمل في إمكانية تحقيق السلام والدخول في مفاوضات مع العرب.quot;

وتابعت بالقول: quot;لقد أعادت الحرب على غزة بعض الشعور بالأمن وخففت الاحتقان، لكن الناس تشعر أن ليبرمان هو الذي يعرف ما يتوجب عمله لوقف سقوط الصواريخ بشكل نهائي.quot;

ويقول مؤيدو ليبرمان إنه قدم الحل للأزمة في إسرائيل من خلال مشروع quot;لا جنسية دون ولاء،quot; غير أن هذا الشعار يثير الكثير من التحفظات حيال وضع العرب الذين يشكلون 20 في المائة من سكان البلاد.

ويطرح ليبرمان أيضاً ضم المناطق العربية المحاذية للضفة إلى السلطة الفلسطينية، ما قد يهدد أعداداً كبيرة من quot;عرب 48quot; بفقدان هوياتهم الإسرائيلية.

ويقول أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، إن ارتفاع شعبية ليبرمان يمثل quot;اتجاها خطيراًquot; في إسرائيل. ويضيف: quot;نتحدث عن ظاهرة فاشية واضحة تجتاح المجتمع الإسرائيلي.. في الأعوام الماضية، بات التعصب العرقي هو السائد في المجتمع الإسرائيلي.quot;

وقد رد القيادي في quot;إسرائيل بيتنا،quot; داني آيالون، بنفي أن يكون للحزب أفكار عنصرية، مضيفاً أن العرب quot;موضع ترحيبquot; في إسرائيل، شرط أن يقروا بفكرة أنها quot;دولة يهودية.quot;